“أفراح رغم الجراح”.. زفاف جماعي لنازحين فلسطينيين في خان يونس (شاهد)

الحب في زمن الحرب

رغم القصف والإبادة، ورغم أوجاع الفقد والتهجير والنزوح، تأبى قلوبهم الصامدة إلا أن تتمسك بالحياة، لتنتزع الفرح انتزاعا من فكي الحرب التي تحاول أن تسحقهم.

وفي مبادرة كان عنوانها “أفراح رغم الجراح”، زُفَّ خمسة شبان فلسطينيين في عرس جماعي أقيم في المناطق الغربية من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بحضور لفيف من الأهالي الذين تتوق نفوسهم إلى بعض البهجة وسط الشقاء المطبق على أيامهم.

“سنفرح رغم الجراح”

وفي حديثه للجزيرة مباشر، قال أحد الشبان المُحتفى بهم العريس أحمد عامر “من المفترض أن يفرح الواحد في داره، لكن الحمد لله رغم ذلك سنفرح هنا ونفرّح الحبايب ونفرّح الكل، رغم الألم ورغم الجراح سنفرح إن شاء الله”.

وأبى عريس آخر يرتدي بدلة أنيقة ويسير على عكازين إلا أن يهزم إصابته معلنا رغبته في الفرح وإتمام الزواج “بدي أتزوج، ومع إنه عندي نسيب استشهد في الحرب، لكن الحياة بدها تمشي، بيكفي حزن زهقنا أحزان، كان الواحد نفسه يعمل فرح وصالة لكن الحمد لله”.

وتابع “هذه الفكرة جاءت عن طريق الجمعية التي وفرت لنا خيمة ومستلزمات ووفرت لنا كل شيء، وفرت لنا خيمة محترمة”، وأضاف ضاحكًا “كأنها شقة والحمد لله”.

وأفاد المهندس جهاد أحد القائمين على مشروع العرس الجماعي “نحن في وزارة التنمية الاجتماعية ولجنة الطوارئ المركزية في محافظة خان يونس، ومن خلال الزيارات الميدانية التي نقوم بها على الخيام لتقديم المساعدات العينية وإغاثة أهلنا النازحين، وجدنا أن هناك العديد من الشباب قد عقدوا قرانهم منذ فترة طويلة لا تقل عن عام، فكان أن جاءت فكرة المبادرة من هنا، كي نحقق حلم هؤلاء الشباب، ويتم مشروع زواجهم على بركة الله”.

رسالة صمود

واستطرد في حديثه “اخترنا هذا التوقيت في ظل هذه الحرب الغاشمة على قطاع غزة التي تستهدف الأطفال والنساء، كي نوصل رسالة تحدٍّ وصمود لهذا المحتل، ونقول له بأننا بإذن الله صامدون على هذه الأرض، وأن الزوال سيكون بإذن الله مصيره”.

 

الحب في زمن الحرب

وأفصح جهاد عن تقديم مساعدات عينية للشبان الخمسة، تمثلت في تقديم خيمة لكل عريس، وأدوات منزلية، وطرود غذائية وصحية، وفراش وحرامات (أغطية)، فضلا عن تقديم مبلغ 500 شيكل لكل عريس، معلنا العزم على تنفيذ نسخ أخرى من هذه المبادرة لتزويج أعداد أكبر من الشباب.

وخلال أكثر من 200 يوم من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أقام العديد من الشبان الفلسطينيين أفراحهم في الخيام ومراكز الإيواء، في صورة امتزجت فيها إرادة الحياة، وتمام حكايات الحب في زمن الحرب.

المصدر : الجزيرة مباشر