ستاربكس.. تسلسل زمني لأسهم شركة المقاهي الأمريكية منذ ليلة الحرب على غزة

مع اتساع نطاق المقاطعة أخذ سهم الشركة مسارا هبوطيا

مظاهرة داعمة لغزة أمام فرع لستاربكس في ولاية شيكاغو بالولايات المتحدة
مظاهرة داعمة لغزة أمام فرع لستاربكس في ولاية شيكاغو بالولايات المتحدة (رويترز)

وجدت شركة ستاربكس الأمريكية للمقاهي، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نفسها في قلب مقاطعة عربية وإقليمية متصاعدة، على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

المقاطعة التي تواجهها علامة المقاهي العالمية ليست جديدة، بل إنها متهمة منذ أكثر من 20 عامًا بدعم إسرائيل عبر أكثر من قناة وطريقة.

جاءت الحرب الإسرائيلية على غزة، لتنفض الغبار عن تقارير نشرت عام 2014، تشير إلى وجود اسم رئيس الشركة في حينها هوارد شولتز، ضمن قائمة من تم تكريمهم في الذكرى الخمسين لتأسيس “صندوق القدس” التابع لإسرائيل، وهي جائزة تمنح لمن ساهم في دعم الاقتصاد الإسرائيلي.

وافتتحت ستاربكس أول فروعها داخل إسرائيل، في سبتمبر/أيلول 2001، وذلك بواسطة شركة “ديلك – Delek” الإسرائيلية للطاقة، ثم توسعت سريعًا إلى 10 فروع في السنة الأولى في خطة تهدف لفتح 80 فرعًا في 5 سنوات.

لكنالشركة واجهت عام 2003 تحديات تشغيلية في إسرائيل، وعمليات لفلسطينيين ضد إسرائيليين داخل فروع لها خلال الانتفاضة الثانية، وهو ما دفعها إلى التخارج من إسرائيل، لكن ظلت الاتهامات تلاحقها بدعم إسرائيل ماديًّا.

الحرب على غزة

عشية الحرب الإسرائيلية على غزة وبالتحديد في تاريخ 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بلغ سعر سهم ستاربكس المدرج في وول ستريت، نحو 92 دولارا، بحسب بيانات الشركة.

لكن بحلول منتصف أكتوبر الماضي، بدأت تظهر دعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة ستاربكس، ضمن حملة أوسع طالت كوكا كولا، وماكدونالدز، وبيتزا هت، وبابا جونز، والعديد من العلامات التجارية الأمريكية والغربية.

وقد صعد السهم رغم تلك الدعوات، مدفوعًا ببيانات مالية قوية عن فترة الربع الثالث 2023، التي تم نشرها في 2 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

لكن مع اتساع نطاق المقاطعة خاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول إسلامية في جنوب شرق آسيا، أخذ سهم الشركة مسارًا هبوطيًّا.

سهم ستاربكس

وكانت جلسة 29 نوفمبر الماضي، الأخيرة التي يسجل فيها السهم سعرا فوق 100 دولار، ليظل حتى اليوم دون هذا المستوى، وفق البيانات التاريخية للسهم.

في نهاية 2023، بلغ سعر سهم ستاربكس 96 دولارا، بزيادة 4.4% مقارنة بالسعر المسجل عشية حرب غزة، لكنه متراجع بنسبة 10.3% مقارنة مع ذروة 2023 المسجلة بتاريخ 16 نوفمبر البالغة 107 دولارات.

بداية عام 2024، ظل السهم متذبذبا مع ميل أكبر إلى الهبوط، وفق بيانات وول ستريت، ليتراجع في الربع الأول بنسبة 4% مقارنة بنهاية 2023.

مقاطعة ستاربكس
محتج يضع نجمة داود على باب مقهى ستاربكس (الفرنسية)

أرباح وإيرادات ستاربكس

وفشل السهم في العودة مجدداً فوق 100 دولار خلال أبريل/نيسان الماضي، بل إنه تراجع دون 90 دولارا منذ مطلع الشهر الجاري ثم دون 80 دولارا، وصولا إلى 73.1 دولارا بنهاية جلسة 3 مايو/أيار الجاري.

ويوم الجمعة الماضي، أظهرت بيانات تراجعا في مبيعات شركة ستاربكس للمرة الأولى منذ عام 2020، فيما وصفه الرئيس التنفيذي للشركة لاكسمان ناراسيمهان بأنه ناتج عن “بيئة شديدة الصعوبة تحيط بالضغوط التي يواجهها المستهلكون”.

وفي 30 إبريل/نيسان الماضي، أعلنت ستاربكس عن أرباح وإيرادات ربع سنوية أضعف من المتوقع للربع الأول 2024، إذ بلغت ربحية سهم الشركة في الربع الأول 68 سنتا مقابل 79 سنتا متوقعة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشنّ إسرائيل حربا على غزة خلّفت نحو 113 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنّين.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

المصدر : الأناضول