خالدية لُبد.. فلسطينية حولت منزلها إلى مدرسة أطفال شمالي غزة (فيديو)

في الوقت الذي يواجه فيه التعليم في غزة شكلًا من أشكال الإبادة كتلك التي يتعرض لها البشر، تتحدى المعلمة “خالدية لُبد” إرادة الاحتلال الإسرائيلي، وتتخذ من منزلها منبرًا لإيصال رسالتها، ومواصلة العملية التعليمية شمالي القطاع المحاصر.

في غرفة صغيرة وبإمكانات محدودة، تعمل خالدية على تكريس حب التعلم في نفوس أطفال غزة، الذين دمر الاحتلال بيوتهم وسرق منهم طفولتهم.

وفي حديث خاص لقناة الجزيرة مباشر، قالت المعلمة خالدية لُبد “حب التعلم متجذر فينا، أمارس عملي في مجال التعليم منذ 38 عامًا، وكان من الصعب عليَّ أن أنقطع عن عملي هذه الأشهر وأنا أرى الأطفال يفقدون عمرهم دون تعلم”.

وأضافت “بدأت بانتقاء بعض الكتب وقصص الأطفال، لأعزز قيمة القراءة لأبنائي وأحفادي، ثم انتقلت إلى أطفال حارتي، وجدت إقبالًا كبيرًا منهم، وتعطشًا للعودة إلى مقاعد الدراسة”.

وتابعت “بتشجيع من زوجي وأبنائي، بدأت في مارس الماضي تشكيل مجموعات من الأطفال في المرحلة الابتدائية، واستخدمت معهم أساليب تعليمية متنوعة، بهدف تعزيز ثقتهم وتحفيزهم على التعلم”.

وعن أبرز التحديات والصعوبات التي واجهتها المعلمة خالدية خلال مشروعها، أوضحت أنها تحرص على “تقدير مشاعر الأطفال وما يعيشونه من ظروف صعبة، فمن بين التلاميذ مَن فقد والده وبيته، ومنهم مَن فقد كتبه ومقتنياته التي يحبها، وجميعها تحديات علينا التعامل معها بما يخفف من آلام الأطفال وأوجاعهم”.

وفي رسالة وجهتها المعلمة إلى المسؤولين بمجال التعليم، أكدت أن استكمال المسيرة التعليمية أمانة في أعناقهم، وعليهم ألا يسهموا في تحقيق أهداف الاحتلال بتدمير مستقبل أطفال وشباب غزة، من خلال إضاعة العام الدراسي عليهم، موضحة أن الشعب الفلسطيني يحب الحياة ويرقى بالتعليم.

يُذكر أن الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت عن تدمير أكثر من 400 مدرسة وجامعة، وحرمان آلاف التلاميذ والطلبة الفلسطينيين من العودة إلى مقاعد الدراسة.

المصدر : الجزيرة مباشر