مدير منظمة التجارة العالمية يتنحى مبكرا وسط ركود غير مسبوق

صورة أرشيفية للبرازيلي روبرتو أزيفيدو

قال روبرتو أزيفيدو المدير العام لمنظمة التجارة العالمية إنه سيتنحى عن المنصب في نهاية أغسطس/آب، قبل عام من الموعد المقرر، مضيفا أن قراره الشخصي ينسجم أيضا مع مصالح المنظمة.

وبدأ ازيفيدو، الذي ترأس المنظمة عام 2013 خلفا للفرنسي باسكال لامي، فترته الثانية مدير ا للمنظمة لأربع سنوات في سبتمبر/ أيلول 2017، وكان من المقرر أن تنتهي في نهاية أغسطس/ آب 2021.

وقال أزيفيدو إنه ليس لديه أي خطط سياسية، بينما قالت تقارير إخبارية إنه يطمح لخوض المعركة الرئاسية في البرازيل عام 2022 ضد الرئيس جاير بولسونارو.

وأضاف أنه يعتقد أنه “كان قادرا على المساعدة في الحفاظ على منظمة التجارة العالمية باعتبارها ركيزة أساسية للحوكمة الاقتصادية العالمية في فترة صعبة للتعاون المتعدد الأطراف”.

ويأتي قرار أزيفيدو بالمغادرة المبكرة في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من ركود هو الأكبر منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي، إذ تضررت التجارة الدولية بشدة من جائحة فيروس كورونا المستجد الذي تسبب في انهيار الإنتاج والمبادلات التجارية.

كما تعاني المنظمة، التي تضم 164 عضوا، من أزمة بالفعل منذ ما قبل تفشي الجائحة، مع احتدام النزاعات التجارية  بينما دفعت الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترمب باتجاه إدخال تغييرات جذرية عليها.

إذ اضطرت منظمة التجارة العالمية على سبيل المثال إلى تجميد محكمة الاستئناف لهيئة تسوية النزاعات منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي بسبب الولايات المتحدة، التي تعرقل تعيين القضاة منذ عام 2017، وهو ما منع تحقيق النصاب الذي يتطلب حضور ثلاثة قضاة.

وقبل أن يترأس منظمة التجارة العالمية، شغل أزيفيدو منصب الممثل الدائم للبرازيل في المنظمة منذ عام 2008.

واكتسب سمعة باعتباره مفاوضا توافقيا بعد أن ترأس وفد بلاده في الخلافات الرئيسية التي انتصرت فيها البرازيل في المنظمة وهي: قضية القطن ضد الولايات المتحدة، وقضية الإعانات لتصدير السكر ضد الاتحاد الأوربي.

وخلال فترة ولايته الأولى، كرس الكثير من الجهد لمحاولة إبرام الاتفاقيات التجارية التي وصلت إلى طريق مسدود منذ فترة طويلة، لكن أعضاء المنظمة أبرموا أول اتفاق متعدد الأطراف على الإطلاق بعد مفاوضات صعبة عندما توصلوا إلى اتفاق في بالي في أواخر 2013 بشأن إصلاح الإجراءات الجمركية العالمية.

لكن الدول فشلت منذ ذلك الحين في التوصل إلى أي اتفاقيات أخرى متعددة الأطراف، بما في ذلك بشأن دعم قطاع صيد الأسماك.

ومنذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، تكافح منظمة التجارة العالمية للتعامل مع إدارته وشاهدت، وهي عاجزة عن فعل أي شيء، الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وكل من الصين والاتحاد الأوربي.

كما حثت الولايات المتحدة منظمة التجارة العالمية على مراجعة وضع الصين، التي تستغل، وفقا لواشنطن، مكانتها كدولة نامية لتحقيق ميزة اقتصادية.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر دبلوماسية أنه يبدو أن هناك “إجماعا” واضحا على ألا يأتي المرشح لخلافة أزيفيدو من “قوة اقتصادية كبرى”، وبالتأكيد ليس من الصين أو الولايات المتحدة، في ضوء الحرب التجارية بينهما.

وقال أزيفيدو للدبلوماسيين إن تقديم رحيله سيسمح لهم باختيار خليفته بسرعة دون أن يؤثر ذلك على الاستعدادات للمؤتمر الوزاري الثاني عشر في العام المقبل.

وقال الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر إن بلاده تتطلع “إلى المشاركة في عملية اختيار مدير عام جديد خلال الأشهر المقبلة”، مشيرا إلى أنه سيكون “من الصعب” العثور على من يحل محل روبرتو أزيفيدو.

وفي بروكسل، اعتبر مفوض التجارة الأوربية فيل هوغان أن الوقت “مناسب” لاختيار مدير عام جديد “سيكون قادرا على التصدي للتحديات العديدة التي تواجهها المنظمة”.

المصدر : وكالات