عراقيون يهجرون أرضهم بسبب الجفاف وتحذيرات من أوضاع حرجة لمخزون المياه

نهر دجلة شهد تراجعًا كبيرًا في منسوب المياه (أرشيفية)

حذر عون ذياب عبد الله، المستشار بوزارة الموارد المائية في العراق، من أن مخزون الماء في البلاد وصل إلى مستوى ضعيف بسبب استهلاك كميات كبيرة من السدود خلال فصل الصيف.

وتعوّل وزارة الموارد المائية على هطول الأمطار خلال فصل الشتاء، وفق ما أوضحه المسؤول في تصريح لصحيفة (الصباح) المحلية.

وأشار ذياب إلى أن الواردات المائية التي تصل من تركيا أصبحت أساسية في الفترة الحالية -وتصل في نهر دجلة إلى 40% بينما تبلغ مساهمة إيران 18%- مفيدًا أن هذه المساهمات لها تأثير في المدن الشرقية، ولاسيما محافظة ديالى التي لا تتوفر فيها مصادر مياه بديلة.

وأوضح المستشار أن الحكومة التركية وافقت مؤخرًا على إعطاء العراق حصة عادلة من المياه، ضمن بروتوكول صادق عليه البرلمان التركي والرئيس رجب طيب أردوغان، واعتُمد كوثيقة ترتقي إلى الاتفاقية.

وأكد المسؤول وجود اتفاق عراقي-تركي على تأجيل إنشاء سد (الجزرة) إلى حين إجراء المفاوضات الجانبية للوصول إلى صيغة مرضية للطرفين بشأن الإطلاقات المائية، استجابة لطلب العراق، لأن تحفظاته على إنشاء السد “تتوقف على النقص في واردات المياه ونوعية المياه”.

وكانت وزارة الزراعة العراقية قد خفضت مستويات خطتها الزراعية لجميع المحاصيل خلال 2022 إلى النصف بسبب تدني مخزون العراق المائي في نهري دجلة والفرات وروافدهما.

زراعة أشبه بـ “اليناصيب”

ورصدت وكالة الصحافة الفرنسية، صعوبة وضع فلاحين في شمال العراق أُجبروا على الهجرة من أرضهم بسبب الجفاف.

وانتقل المزارع خميس عباس (42 عامًا) من نينوى شمالي العراق إلى مدينة الموصل ليقطن مع أهله في حي شعبي حيث يعيش البطالة، لأن أمطار هذا العام الشحيحة لم تنبت بذور الحنطة في حقله.

شبّه عباس في حديثه للوكالة الفرنسية “زراعة القمح والشعير بلعبة اليانصيب” إذ إنها “تعتمد على الأمطار التي إذا توفرت سنجني ثمار الأرض”.

وكان الجفاف هذه السنة قاسيًا وشديدًا إلى حد غير مسبوق على مزارعي نينوى التي تعد سلة خبز العراق، كونها تضم مساحات زراعية شاسعة تصل إلى 6 ملايين دونم وتعتمد الزراعة فيها على مياه الأمطار.

وإن كانت الأزمة تطال العراق كاملًا، فإن هذه المحافظة المشهورة بزراعة الحنطة كانت “الأكثر تضررًا”، وفق المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف.

أزمة النزوح

في عام 2020، أنتجت المحافظة “927 ألف طن من الحنطة، محققةً الاكتفاء الذاتي”، بحسب  ما قال مدير الشركة العامة للحبوب في نينوى عبد الوهاب الجرجري للوكالة الفرنسية، لكن “في عام 2021، انخفضت الكمية إلى 89 ألف طن بسبب الجفاف وقلة سقوط الأمطار”.

وأضاف المتحدث باسم وزارة الزراعة أن العراق يحتاج “إلى 4.5 مليون طن” من الحنطة، “لكننا أنتجنا مليونين فقط”.

وتزداد أزمة المياه سوءًا في العراق عامًا بعد عام، مع تراجع معدلات هطول الأمطار وتمدّد الجفاف، إلى أن بات العراق البلد “الخامس في العالم” الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي بحسب الأمم المتحدة.

ويشرح روجر غيوي مدير مركز أبحاث (سوشال إنكويري) في أربيل أن “ذلك النزوح العشوائي إلى المدن، مثل الموصل وكركوك، من شأنه أن يخلق أيضًا حالة من عدم الاستقرار، كون تلك المدن غير معدة بشكل جيد لهذا التدفق الهائل، فهي هشّة أصلًا”.

وحتى الصيف الماضي، بعد 4 سنوات من طرد تنظيم الدولة من الموصل، أعيد إعمار نحو 80% من البنى التحتية في المدينة لا سيما الطرقات، لكن نسبة 30 إلى 40% فقط من المنشآت الصحية أعيد إصلاحها، وفق قائ مقام قضاء الموصل زهير الأعرجي.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات