تركيا تكثف مساعيها لإنقاذ اتفاق تصدير الحبوب.. وروسيا: حركة الملاحة في ممر الحبوب بالبحر الأسود “غير مقبولة”

سفينة شحن محملة بالحبوب ومنتجات زراعية أخرى من أوكرانيا (غيتي)

أعلنت روسيا، اليوم الاثنين، أنه من “غير المقبول” استمرار حركة الملاحة في ممر أمني في البحر الأسود بعد أن علّقت مشاركتها في اتفاق توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة سمح لأوكرانيا باستئناف صادرات الحبوب.

وقال الجيش الروسي إنه يريد “التزامات” من أوكرانيا بعدم استخدام ممر تصدير الحبوب لأغراض عسكرية، وذلك بعد الهجوم بمسيّرات على أسطولها في شبه جزيرة القرم وتعليق الاتفاق لتصديرها.

وكتبت وزارة الدفاع الروسية على تلغرام “لا مجال لضمان سلامة أي شيء في هذه المنطقة حتى تتعهد أوكرانيا بالتزامات إضافية بعدم استخدام هذا الطريق لأغراض عسكرية”.

وانتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن القرار الروسي واصفا إياه بـ”الشائن”. وأضاف “ليس هناك سبب ليفعلوا ذلك”.

بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده ستواصل تنفيذ برنامج الأمم المتحدة لتصدير الحبوب “مثلما اتفقنا” مع المنظمة الدولية وتركيا.

من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده “عازمة على مواصلة الجهود” والدفاع عن الاتفاق بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية “رغم التردد الروسي”.

وقال أردوغان أحد رعاة الاتفاق الذي وُقّع في 19 يوليو/تموز الماضي “رغم أن روسيا تبدي ترددها لأنها لا تحصل على التسهيلات نفسها (مثل أوكرانيا)، فنحن عازمون على مواصلة الجهود خدمة للبشرية”.

واتفقت أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة على جدول الشحن ليوم الاثنين، مع إبلاغ روسيا بالتحركات، وفق ما أفاد مركز التنسيق المشترك في بيان مساء الأحد.

وبصفتها أحد الوسطاء في هذا الاتفاق الذي يتيح إعادة تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، كثفت تركيا مساعيها الدبلوماسية مع كل من روسيا وأوكرانيا في محاولة لإنقاذه، بينما حذّرت موسكو من أن مواصلة تنفيذ الاتفاق دون مشاركتها سيكون “خطيرا”.

وقال مصدر مطلع “بصفتها إحدى الجهات المُوقّعة للاتفاق، طُلب منها اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة السفن”.

في السياق، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لنظيره الروسي سيرغي شويغو أن على موسكو إعادة تقييم تعليق مشاركتها في الاتفاق.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع التركية أن أكار أخبر شويغو بأن من المهم للغاية مواصلة اتفاق الحبوب واستمرار تطبيقه بشكل منفصل عن الصراع في أوكرانيا.

وإثر القرار الروسي، ارتفعت أسعار الحبوب صباح الاثنين.

استئناف صادرات الحبوب

وغادرت سفن شحن محملة بالحبوب ومنتجات زراعية أخرى الموانئ الأوكرانية، اليوم الاثنين، رغم قرار روسيا الانسحاب من اتفاق تاريخي يهدف إلى تخفيف أزمة الغذاء العالمية.

وغادرت 10 سفن على الأقل الموانئ الأوكرانية، من بينها (إيكاريا إينجل) التي استأجرها برنامج الأغذية العالمي وتحمل 30 ألف طن من القمح المخصصة للاستجابة لحالات الطوارئ في القرن الأفريقي، وفق موقع مارين ترافيك المتخصص.

وكتب منسق الأمم المتحدة لمبادرة الحبوب الأوكرانية أمير عبد الله على تويتر “لا ينبغي أن تصبح أي شحنة مدنية هدفا عسكريا أو أن تُحتجز رهينة. الطعام يجب أن يمر”.

وفي المجموع، كان من المقرر أن تغادر 12 سفينة الموانئ الأوكرانية، ويُفترض أن تتجه 4 سفن أخرى إلى البلاد، وفقا لمركز التنسيق المشترك الذي يشرف على الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة.

واضطرت أوكرانيا -إحدى كبرى الدول المصدّرة للحبوب في العالم- إلى إيقاف عمليات التسليم بشكل شبه كامل بعد الحرب الروسية عليها في أواخر فبراير/شباط الماضي.

ويُعَد الاتفاق الذي تم التوصل إليه حيويا للتخفيف من أزمة الغذاء العالمية التي تسبب فيها النزاع، حيث أُنشئ بموجبه ممر آمن يمكّن السفن من الإبحار إلى إسطنبول مع خضوعها لعمليات تفتيش، وهو ما سمح بتصدير أكثر من 9.5 ملايين طن من الحبوب الأوكرانية حتى الآن، وكان من المقرر تجديده في 19 نوفمبر/تشرين الثاني.

كما وُقّع اتفاق منفصل مع روسيا يسمح لها بتصدير مواد غذائية وأسمدة، رغم العقوبات الغربية المفروضة عليها، لكنه لم يطبَّق، مما أثار استياء موسكو التي تشكو من هذه المسألة منذ أسابيع.

المصدر : الجزيرة مباشر