بسبب التضخم والأزمة الاقتصادية والطقس.. صفقات الجمعة السوداء لا تجد مشترين

تخشى المتاجر والمحال في أنحاء أوربا من أن تكون حركة البيع في موسم عيد الميلاد هذه السنة الأسوأ خلال عقد على الأقل. (رويترز)

بعد تناول الديك الرومي في عيد الشكر يوم الخميس، كان من المنتظر أن يتدفق المشترون على المتاجر في الولايات المتحدة بأعداد قياسية لاقتناص صفقات الجمعة السوداء، لكن اليوم الذي يعد أكثر أيام التسوق ازدحاما في العام لم يشهد سوى أعداد قليلة على أبواب المتاجر في ظل برودة الجو وارتفاع التضخم في البلاد.

وقالت جيمينا سيلفا الموظفة بمتجر تارجت في مدينة رالي بولاية نورث كارولاينا، التي شهدت هطول أمطار غزيرة بين السادسة والثامنة صباحا الجمعة، “لم يأت عبر ماكينات الدفع الذاتي سوى 20 شخصا تقريبا حتى الآن”.

وأضافت سيلفا (23 عاما) أن عدد الزبائن بالمتجر كان أكبر في المواسم السابقة لكنها تتوقع قدوم المزيد من مرتادي المتجر في وقت لاحق.

ووفقا للاتحاد الوطني لشركات التجزئة فإن ما يقدر بنحو 166.3 مليون شخص يعتزمون التسوق بدءا من يوم عيد الشكر وحتى يوم الاثنين التالي له.

عصر الإنترنت

لكن في ظل أمطار متقطعة في بعض أنحاء البلاد وارتفاع معدلات التضخم كانت المتاجر أقل ازدحاما من المتوقع صبيحة الجمعة السوداء.

وأظهر تقرير من “أدوبي أناليتكس” أن إنفاق المتسوقين الأمريكيين على الشراء عبر الإنترنت زاد 3% في يوم عيد الشكر هذا العام، وقادت المشتريات عبر الهواتف المحمولة الزيادة.

ومن المتوقع أن يبلغ حجم مبيعات الجمعة السوداء عبر الإنترنت 9 مليارات دولار بزيادة متواضعة تبلغ 1% عن العام الماضي.

وتقدم شركات التجزئة خصومات كبيرة سواء عبر الإنترنت أو في متاجرها وهو ما قد ينال من هوامش الأرباح في الربع الأخير من العام.

الأوضاع في أوربا لا تختلف

تأمل متاجر التجزئة في أوربا أن تشجع تخفيضات الجمعة السوداء -التي تمتد حتى الأحد- المتسوقين على الإنفاق، على الرغم من أن هذا الموسم يأتي في ظل أزمة تكلفة معيشة متفاقمة والانشغال بمتابعة مباريات كأس العالم لكرة القدم.

وتسبب التضخم، الذي أصبح في خانة العشرات، في تقليص القدرة الشرائية لدى المستهلكين، كما أن ثقتهم عند أو قرب أدنى مستوى على الإطلاق، إذ تفاقم فواتير الطاقة المرتفعة من تكلفة المعيشة الآخذة هي الأخرى في الارتفاع.

تسوق في شيكاجو في الجمعة السوداء (رويترز)

ووفق بحث أجرته (غلوبال داتا) لصالح (فاوتشر كودز) فإنه من المتوقع أن ينفق البريطانيون نحو 8.7 مليار جنيه استرليني (10.5 مليار دولار) في عطلة نهاية الأسبوع التي تشهد تخفيضات الجمعة السوداء من 25 وحتى 28 نوفمبر/ تشرين الثاني، بما يشكل 0.8 % من الزيادة على أساس سنوي، لكن بما يعتبر تراجعا كبيرا في أحجام الإنفاق بمجرد احتساب التضخم.

وذكر موقع (إديلو) الأوربي المختص في مقارنة الأسعار، أن 65% من المتسوقين الإيطاليين عبر الإنترنت مستعدون لشراء منتج واحد على الأقل خلال تلك التخفيضات.

وفي فرنسا، أشار بحث أجرته برايس ووتر هاوس كوبرز إلى أن 70 % يعتزمون التسوق في الجمعة السوداء واثنين الإنترنت، وهو يوم الاثنين الذي يلي عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة.

المصدر : وكالات