سجلت انخفاضا قياسيا.. هذه رحلة الهبوط الطويلة لليرة التركية

هبطت قيمة الليرة بنسبة 80% على مدى السنوات الـ5 الماضية (رويترز)

سجلت الليرة التركية انخفاضًا قياسيًّا إلى أكثر من 20 ليرة لكل دولار قبل جولة انتخابات رئاسية حاسمة غدًا الأحد.

ويرى معارضو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن السياسات غير التقليدية، التي دعا إليها بهدف تحقيق النمو، أدت إلى هبوط قيمة الليرة بنسبة 80% على مدى السنوات الـ5 الماضية.

أما مؤيدوه فيرون أن سياسات أردوغان الاقتصادية تدعم مناخ الاستثمار عبر إجراءات عدة؛ منها خفض تكلفة الأموال عبر خفض سعر الفائدة، وتوافر السيولة الدولارية في الأسواق، والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين.

ووضع المودعون نحو 33 مليار دولار في حسابات مصرفية محمية بموجب خطة حماية الودائع المصرفية من تقلبات سعر الصرف في الشهرين الماضيين ليصل المجموع إلى 121 مليار دولار، أي نحو ربع الودائع التركية بأكملها.

ويقدَّر حجم الاقتصاد التركي بنحو 906 مليارات دولار، في نهاية عام 2023، وفقًا لتقديرات البنك الدولي، وهو يحتل المرتبة الـ19 بين أكبر الاقتصادات العالمية.

وقالت مصادر مطلعة بالحكومة لوكالة رويترز إن خلافًا يدور حاليًّا حول التمسك بالاستراتيجية الاقتصادية الحالية التي تعطي الأولوية لأسعار الفائدة المنخفضة، أو التحول إلى سياسات تقليدية بدرجة أكبر بعد الانتخابات.

وارتفعت تكلفة تأمين ديون تركيا ضد التخلف عن السداد بـ40%، وهبطت السندات الدولية بما تراوح بين 10% و15%.

تشهد تركيا جولة انتخابات رئاسية حاسمة غدا الأحد (الفرنسية)

يقول دارون عاصم أوغلو الأستاذ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إن المشكلة تكمن في مزيج السياسات واحتياطيات العملات الأجنبية والذهب المتضائلة. وأضاف عاصم أوغلو “أنا مقتنع بأن ما لدينا الآن لا يمكن أن يستمر”.

وتساءل قائلًا “حسابات الليرة المحمية بالدولار، هل هي ذات مصداقية؟”، مشيرًا إلى تكلفتها المحتملة على الحكومة في حالة حدوث أزمة، مشيرًا إلى أن أسعار الصرف الموازية تُعرض الآن على نطاق واسع في الأسواق التركية بسبب الطلب على الدولار.

وتتجه الأنظار الآن إلى احتياطيات العملات الأجنبية والليرة مع تجاوزها مستوى 20 مقابل الدولار، وهي أحدث محطة رئيسية في رحلة هبوطها الطويلة.

وقال عاصم أوغلو إن من الصعب التكهّن بما إذا كانت ستحدث أزمة أو بتوقيت حدوثها. ومن المتوقع أن يعزّز الموسم السياحي القوي الاحتياطيات مرة أخرى على المدى القصير، كما أن خزائن الدولة تلقت في الآونة الأخيرة تدفقات من دول خليجية “صديقة” ومن روسيا أيضًا.

وفي الفترة التي سبقت الانتخابات، توقع محللون لدى جيه بي مورغان أن تنخفض الليرة إلى مستوى 30 مقابل الدولار دون تحول واضح نحو سياسات تقليدية.

ويفترض هؤلاء المحللون الآن أن أردوغان يضمن النصر يوم الأحد، وسيفي بوعوده في حملته الانتخابية بزيادة الدخل وإعادة بناء البلاد بعد زلزال فبراير/ شباط.

ويرى خبراء أن تركيا لديها القدرة على سداد أعباء الدين الخارجي، خصوصًا مع ضخامة الإيرادات الدولارية المتولّدة من أنشطة رئيسية مثل عوائد السياحة والصادرات والاستثمارات الأجنبية المباشرة.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز