دراسة لجامعة عربية تحذر من تداعيات خطيرة لارتفاع الدهون الثلاثية في الدم

البنكرياس يفرز الأنزيمات التي تساعد على الهضم والهرمونات التي تساعد الجسم على تنظيم التعامل مع السكر (غيتي)

أجرت جامعة عربية دراسة نادرة حول “التهاب البنكرياس الناجم عن ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم“، فعادة يراقب الناس مستويات الكوليسترول وضغط الدم، كما يهتم الجميع بمراقبة الوزن والحفاظ على الصحة العامة.

ولكن هناك أمرًا يغفله الكثيرون وهو مراقبة مستوى الدهون الثلاثية في الدم، فوجود مستوى مرتفع من الدهون الثلاثية بالدم يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بأحد الأمراض الخطيرة على غرار التهاب البنكرياس الحاد.

وقام الباحثون من جامعة قطر بتوثيق 18 حالة لمرضى التهاب البنكرياس الناتج عن ارتفاع في دهون الدم الثلاثية، وكان الملفت ترجيح احتمالية ارتباط المرض بتناول مشروبات مسكرة معدة منزليًا.

وأجريت الدراسة على 18 مريضًا من الذكور العاملين المقيمين في الدوحة من أجناس مختلفة بمتوسط عمر 36 عامًا على مدى 10 أشهر، وجميع الحالات كانت من فئة العمال وأشخاصا ليسوا من ذوي الدخل المرتفع في المنطقة الصناعية وما حولها.

وقد تمت الموافقة على الدراسة من قبل مجلس المراجعة المؤسسية التابع لمركز البحوث الطبية التابع لمؤسسة حمد الطبية، كما تم جمع البيانات من السجلات الصحية الإلكترونية لمرضى التهاب البنكرياس، وكان سبب ارتفاع الدهون الثلاثية بالدم غير واضح.

ونظرا لندرة البيانات الواردة عن التهاب البنكرياس الناجم عن ارتفاع الدهون الثلاثية بالدم خاصة في دول الشرق الأوسط.

ووفقا للبيانات فإن ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم هو أحد المسببات المعروفة لالتهاب البنكرياس الحاد، وهو السبب الرئيسي الثالث -بعد الكحول وحصى المرارة- لالتهاب البنكرياس، فضلًا عن بعض الأسباب الثانوية كالسمنة ومرض السكري والفشل الكلوي المزمن وقصور الغدة الدرقية وأدوية الأستروجين ومدرات البول.

ارتفاع الدهون الثلاثية بالدم سبب شائع لالتهاب البنكرياس (دويتشه فيلله)

ومن المعروف أن البنكرياس عضو مهم يفرز الأنزيمات التي تساعد على الهضم والهرمونات التي تساعد الجسم على تنظيم التعامل مع السكر (الغلوكوز).

ويمثل التهاب البنكرياس الناجم عن ارتفاع الدهون الثلاثية بالدم ما يصل إلى 15٪ من جميع حالات التهاب البنكرياس الحاد.

وذكرت الدراسة أن ارتفاع الدهون الثلاثية بالدم سبب شائع لالتهاب البنكرياس في قطر، ففي المجموعة الخاضعة للدراسة، تسبب ارتفاع الدهون بالدم في شكل خفيف من التهاب البنكرياس.

وتمثلت الأعراض الشائعة عند المرضى في آلام البطن بسبب ارتفاع إنزيمات البنكرياس والدهون الثلاثية، ويزداد خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس الناجم عن الدهون الثلاثية بشكل تدريجي مع زيادة مستويات الدهون الثلاثية في الدم عن 10 مليمول لكل لتر (1 مليمول/لتر = 18 مليغرام/ديسيلتر).

ووفقًا لمؤلفي الدراسة والقائمين عليها فإن أهم الأهداف الرئيسية كانت توصيف السمات السريرية والوبائية لالتهاب البنكرياس الناجم عن ارتفاع نسبة الدهون في الدم، وحساب عدد الأيام اللازمة لضخ الأنسولين للتحكم في المرض.

وخلال الدراسة تم علاج المرضى بحقن الأنسولين وأحماض أوميغا 3 الدهنية واتباع نظام غذائي خالٍ من الدهون وغيرها من بروتوكولات وحدة العناية المركزة، وكانت النتائج الأولية -بعد تقدير متوسط عدد الأيام التي يحتاج فيها مرضى إلى حقن الأنسولين للحفاظ على مستوى الدهون الثلاثية- هي استجابة معظم المرضى لهذا العلاج بشكل جيد، ووصلت مستويات الدهون الثلاثية إلى القيمة المستهدفة في غضون 4 أيام.

كما وجدت الدراسة أن هناك علاقة بين داء السكري ومستويات الدهون الثلاثية في الدم، فعندما يكون هناك نقص في الأنسولين تتحلل الدهون في الأنسجة الدهنية ويؤدي هذا الفائض من الأحماض الدهنية التي تنتقل إلى الكبد إلى زيادة إنتاج البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، والتي تقترن بتثبيط البروتين الدهني في الأنسجة المحيطية، مما يؤدي بالتالي إلى زيادة الدهون الثلاثية بالدم.

المصدر : الجزيرة مباشر