عقار جديد قد يغير قواعد اللعبة في علاج سرطان الدم

طفل مريض بأحد سرطانات الدم (غيتي أرشيف)

طور المعهد الهندي للتكنولوجيا (إندور) في الآونة الأخيرة عقارا جديدا يمكن أن يغير من وضع آلاف المرضى الذين يعانون من مرض سرطان الدم.

وقال البروفيسور (أفيناش سوناوان) الباحث الرئيسي في قسم العلوم الحيوية والهندسة الطبية الحيوية في المعهد الهندي للتكنولوجيا إن العقار سيكون أرخص بنحو 10 مرات من العلاج المستخدم حاليًا.

وأكد الباحث في حديث بمناسبة “أسبوع لوكيميا الأطفال” أن عقار (أسباراجيناز) دواء إلزامي في العلاج الكيميائي لمرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد، وقال إنه لا يوجد بديل لهذا الإنزيم.

ويعد علاج سرطان الدم ونخاع العظام -سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL)- مكلفًا للغاية في الهند وغير متاح لكثير من المرضى وخاصة الفقراء.

ويظهر مرض اللوكيميا أحد أشكال سرطان الدم، بشكل رئيسي عند الأطفال دون سن 20 عامًا والبالغين الذين تجاوزوا 60 عامًا، إلا أن مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد هو الأكثر شيوعًا بحسب ما يقول الخبراء.

ووفقًا للبيانات المنشورة، يصاب نحو 25 ألف شخص في الهند بهذا النوع من السرطان كل عام، يمثلون قرابة ربع حالات السرطان بين الأطفال، ويعتقد الخبراء أن العدد الفعلي للمرضى أكثر من ذلك بكثير.

وطور معهد (إندور) عقار أسباراجيناز M-ASPAR وهو إنزيم بكتيري، باستخدام هندسة البروتين لعلاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد.

ويمكن لهذا البحث أن يكون مفيدا في إيجاد علاج أفضل لسرطان الدم الليمفاوي الحاد بجزء بسيط من التكلفة الحالية.

الآثار الجانبية

ورغم إيجابيات هذا العقار، إلا أن له آثارا جانبية قد تكون خطيرة، إذ لا يتمكن جسم الإنسان من التعرف عليه كبروتين خلوي، فيقوم جسم المريض بإنتاج أجسام مضادة لهذه الأدوية.

ووفقًا لباحثي المعهد، يتم إعطاء العقار حاليًا بشكل روتيني لعلاج مرضى سرطان الدم الليمفاوي الحاد، لكنه يسبب آثارا جانبية كنقص المناعة وفرط الحساسية وسمية الأعضاء الحيوية، بما في ذلك الكبد والطحال.

وقال الباحث إن فعالية هذا الدواء أقل بكثير في حالات معاودة ظهور المرض مرة أخرى كما أن الضروري تناول جرعات متكررة من هذا الإنزيم لأنه يتحلل بسرعة في الدم.

وشرح الباحث الهندي طرق التغلب على هذه المشكلة، وذلك بتعديل إنزيمات دواء أسباراجيناز من خلال نهج هندسة البروتين.

طفلة تعاني من سرطان الدم مع عدم توفر العلاج المناسب(غيتي أرشيف)

نسخات محسنة من العقار

وتبلغ تكلفة العلاج في الدول الأجنبية حوالي 150 ألف دولار للعلاج لمدة 28-32 أسبوعًا، إلى جانب ذلك تعد الطبيعة المناعية لتركيبات عقار أسباراجيناز الحالية مشكلة كبيرة.

وبعد موافقة هيئة مراقبة الأدوية، قد يستغرق الأمر من عام إلى عامين ونصف لإنهاء التجارب، في وقت يعمل خبراء الطب في أنحاء العالم على تطوير نسخ محسّنة من العقار بخصائص أمان أفضل.

ويعمل باحثون في المعهد الهندي منذ 12 عامًا على تطوير دواء “أسباراجيناز” جديد بآثار جانبية أقل خطورة وكفاءة أفضل في علاج الحالات الأولية، والحالات الانتكاسية (عودة ظهور المرض).

وبحسب الباحث نجح المعهد في تطوير أسباراجيناز الذي يعتبر أقل مناعة بشكل ملحوظ، إلا أنه أكثر استقرارًا في الدم، ويمكنه تدمير خلايا سرطان الدم بشكل فعال.

ويعد عقار “أسباراجيناز” من العقاقير المدرجة في قائمة منظمة الصحة العالمية للأدوية الأساسية، إلا أن العقار ليس متاحًا بسهولة في الهند والعديد من البلدان الأخرى.

المصدر : الأناضول