بعدما توعّدهم ماكرون “بتنغيص حياتهم”.. مظاهرات تجوب فرنسا رفضا للقاحات كورونا (فيديو)

أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية تسجيل مشاركة 105 آلاف و200 شخص في المظاهرات (غيتي)

تظاهر محتجون مناهضون للقاحات بمدن مختلفة في فرنسا، تعبيرًا عن رفضهم قول الرئيس إيمانويل ماكرون إنه “سينغص حياة” من يرفضون لقاحات كوفيد-19 بتشديد القيود على حرياتهم المدنية.

وأعلنت وزارة الداخلية تسجيل مشاركة 105 آلاف و200 شخص في المظاهرات، أي أكثر بـ4 أضعاف من عددهم بآخر مظاهرات نظمت في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقبل أيام صرّح ماكرون بعزمه على “تنغيص حياة” غير الملقحين، لينزل هؤلاء إلى جانب معارضي شهادة التلقيح في الشوارع بمدن عدة.

وأشارت وزارة الداخلية إلى 3 تظاهرات في العاصمة باريس، السبت، جمعت 18 ألف شخص، إضافة إلى 87 ألفًا و200 آخرين في سائر أنحاء فرنسا. وأصيب 10 أفراد من الشرطة وأوقف 34 شخصًا.

وجمعت المظاهرة الباريسية الأكبر، آلاف الأشخاص بدعوة من حزب “الوطنيين” بزعامة المرشح الرئاسي اليميني المتطرف فلوريان فيليبو، ليعود مستوى التحركات إلى ما كان عليه في الصيف عندما تم الإعلان عن التصريح الصحي.

وهتف المتظاهرون “ماكرون لا نريد تصريحك” و”لا تمسوا بالأطفال”، وحمل كثير منهم العلم الفرنسي.

وقال شاب يبلغ من العمر 17 عامًا “إذا تم تمرير القانون فلن نتمكن بعد الآن من الذهاب إلى المدرسة، ولن نتمكن أيضًا من العمل”، مقتربًا بذلك من أفكار فلوريان فيليبو الذي لا يريد أن “يحقن نفسه بلقاح في طور التجربة”.

وأخذت المظاهرة الباريسية شكل تجمع سياسي، إذ حضرت شخصيات يمينية متطرفة عدة لتقديم دعمها.

وقال مصدر في الشرطة إن أجواء هذا التجمع اتسمت بـ”التوتر” على غرار التجمع الذي نُظم في بولفار دو لوبيتال بجنوب شرق باريس بمبادرة من “السترات الصفراء” وهي حركة اجتماعية هزت فرنسا في 2018 و2019 واستعادت مستويات من التعبئة مماثلة لتلك التي كانت قد شهدتها في بداية الصيف.

“لقاح للاحترام”

وأثارت تصريحات ماكرون -الذي قال هذا الأسبوع إنه يريد “تنغيص حياة” غير الملقحين- عاصفة سياسية تزامنًا مع إقرار الجمعية الوطنية بصعوبة، الخميس، مشروع قانون يحوّل الشهادة الصحية إلى شهادة تلقيح. ومن المقرر أن يُعرض على مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل.

وقالت متظاهرة من بوردو لم تتلقّ اللقاح ضد كوفيد-19 (لكنها ليست مناهضة له) إنها تتظاهر “للمرة الأولى في حياتها” لأن تصريحات الرئيس “أفاضت الكأس”.

وكانت ذروة تعبئة المعارضين للقيود الصحية قد سُجلت في السابع من أغسطس/آب عبر مشاركة 237 ألف متظاهر في جميع أنحاء فرنسا.

في المجموع، تلقى 79% من الفرنسيين جرعة واحدة من اللقاح، بينما أتم 77.1% تلقيحهم. وتجاوز عدد من تلقوا الجرعة المعززة 28 مليونًا و200 ألف شخص.

يأتي تشديد ماكرون على ضرورة تلقّي المواطنين للقاح، في وقت ينتشر فيه المتحور أوميكرون من فيروس كورونا بشكل واسع في البلاد، إذ سجلت فرنسا السبت 8 يناير/كانون الثاني 2022، رقمًا قياسيًّا في إجمالي أعداد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا، إذ بلغ في هذا اليوم 328 ألف إصابة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات