ارتفاع عدد ضحايا تفشي الكوليرا في شمال غرب سوريا

متطوعة بالخوذ البيضاء أثناء حملة للتوعية عن كوليرا بمخيمات كللي شمالي إدلب (الدفاع المدني السوري)

أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) ارتفاع عدد الوفيات بمرض الكوليرا في شمال غرب البلاد إلى 12 حالة وفاة و384 حالة إصابة إيجابية، حسب الجهات الطبية.

وأضاف في منشور عبر منصاته أمس الخميس أنه “مع استمرار تفشي المرض في شمال غربي سوريا، تواصل فرقنا أعمال الاستجابة الطارئة للحد من انتشار الكوليرا بين المدنيين”.

ووجهت الخوذ البيضاء رسالة للسكان: “نهيب بالأهالي الانتباه لمصادر مياه الشرب وغليها قبل شربها، إن لم تكن معقمة بالكلور الخاص بتعقيم المياه، وبإشراف جهات طبية، وطهي الطعام بشكل جيد، وغسل اليدين جيداً بالماء والصابون، والالتزام بإجراءات الوقاية”.

وقبل 3 أيام، أعلنت وزارة الصحة السورية ارتفاع العدد الإجمالي التراكمي لإصابات الكوليرا المثبتة بالاختبار السريع في البلاد ارتفع إلى 1492 إصابة فيما بلغ إجمالي الوفيات 49، غالبيتها في حلب. ودعت الوزارة إلى ضرورة اتباع إجراءات الصحة العامة.

وقبل أسبوع، وجّه فريق منسقو “استجابة سوريا” دعوة إلى المنظمات والهيئات الإنسانية لحماية المخيمات وسكانها من انتشار الكوليرا، مشيرًا إلى أن نسبة المصابين داخل المخيمات تعادل أكثر من 25% من إجمالي الإصابات المسجلة في المنطقة.

وفي وقت سابق، أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” أن مناطق الشمال السوري تواجه خطر تفشي وباء الكوليرا، وأن المياه الملوثة والنقص الحاد بالاستجابة الإنسانية وأسبابًا أخرى تهدد بانتشار المرض في جميع أرجاء سوريا، مؤكدة أن وصول الأهالي إلى المياه الكافية والنظيفة لا يزال يمثل مشكلة مقلقة.

وقالت منظمة الأمم المتحدة إن مرض الكوليرا تفشى في معظم أرجاء سوريا حيث أصاب 13 محافظة من أصل 14 محافظة في البلاد، مضيفة أن قدرات الاختبار المحدودة والنظام الصحي المختل إلى حد كبير يصعّب عملية التأكد من عدد الحالات إذ يقدر بأنه أعلى بكثير من الإحصائيات المعلن عنها.

وفي 10 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت وزارة الصحة السورية عن تفشي وباء الكوليرا. وحتى الأول من الشهر الجاري، سجلت منظمة الصحة العالمية 81 حالة وفاة بسبب الكوليرا في سوريا وأكثر من 24 ألف حالة مشتبه بها. وانتشرت الكوليرا منذ ذلك الحين إلى لبنان، الذي يعاني أزمات عديدة.

وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول، أعربت “منتديات المنظمات غير الحكومية”، التي تمثل أكثر من 150 منظمة إنسانية، عن قلقها من الانتشار السريع للكوليرا في جميع أنحاء سوريا، ودعت إلى “وصول إمدادات وموظفي الإغاثة الإنسانية بلا قيود لمواجهة تفشي المرض ولجميع الاحتياجات الإنسانية في سوريا”.

وبحسب بيان لمنظمة هيومن رايتس ووتش قبل نحو أسبوعين، أدت أكثر من 10 سنوات من النزاع إلى تدمير البنية التحتية في سوريا وخدماتها المدنية بما فيها مرافق الرعاية الصحية وأنظمة المياه والصرف الصحي وشبكات الكهرباء.

وتقدر الأمم المتحدة أن ثلثَي محطات معالجة المياه في سوريا، ونصف محطات الضخ وثلث أبراج المياه في سوريا تضررت منذ عام 2011.

وأدت عوامل عدة إلى أزمة المياه الحادة التي يعاني منها شمال شرق سوريا بشكل ملحوظ منذ أواخر عام 2020 بما فيها المستويات المنخفضة بشكل خطير للمياه المتدفقة إلى سوريا من نهر الفرات، والذي يعتمد عليه أكثر من 5 ملايين شخص في سوريا بشكل مباشر كمصدر للمياه. كما قد يؤدي التركيز العالي للملوثات في المياه إلى انتشار الأمراض.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل