مع الحكيم.. خبير يكشف معلومات مثيرة عن بنوك الجراثيم والفيروسات الخطيرة حول العالم (فيديو)

ثار جدل كبير خلال حرب روسيا على أوكرانيا بشأن وجود مختبرات بيولوجية تدعمها الولايات المتحدة في أوكرانيا، وفق اتهام روسي.

وأوضح الدكتور محمود حلبلب بروفيسور علم الجراثيم والأمراض المعدية في جامعة رفيق الحريري بلبنان والأستاذ المحاضر سابقًا في علم الجراثيم بالكلية الملكية بجامعة لندن لبرنامج “مع الحكيم” أن هناك جراثيم نافعة مهمة على صعيد الصحة العامة.

وأضاف أن الخطورة تكمن في الجراثيم الضارة، إذ لا ترى بالعين المجردة وليس لها لون أو طعم أو رائحة، وهذا يجعلها سلاحًا بيولوجيًا خطيرًا جدًا إذا استعملت بشكل خاطئ.

ولكن الدكتور حلبلب أشار إلى أن الأمر ليس بهذه السهولة، فالأسلحة البيولوجية المستخلصة من الجراثيم وغيرها من الفيروسات يصعب تحضيرها، لأنها تعتمد على تقنيات عالية التطور لا توجد في المختبرات العادية.

وتعليقًا على دعوة منظمة الصحة العالمية الغامضة لأوكرانيا لتدمير مسببات الأمراض الشديدة الخطورة في المختبرات البيولوجية الأوكرانية لمنع أي تسربات محتملة، قال الدكتور حلبلب إنه لا يوجد فرق بين المختبرات البيولوجية التي تعمل على الأسلحة البيولوجية أو المختبرات التي تهدف إلى تطوير علاجات ضد الأمراض الفتاكة ودراسة المرض، فلا يمكن التمييز بينهما بسهولة خاصة أن مثل هذه الأنشطة غير مسموح بها عالميًا ولا يفصح عنها أحد.

وأضاف أن البكتريا والجراثيم موجودة في تربة العالم بجميع أشكالها، ولكن الصعوبة تكمن في اختيار سلالة فتاكة وفصلها عن باقي السلالات، وتطويرها لتكون أكثر شراسة وفتكًا، فضلًا عن خطورة انتشار الأمراض عند تحضير مثل هذه الأسلحة.

كما أوضح أن هناك حوالي 472 بنكًا لبيع الجراثيم والفيروسات الخطيرة والفتاكة حول العالم من بينها الطاعون والجدري والجمرة الخبيثة، ولكن شراء مثل هذه العينات يحتاج تصاريح خاصة.

وهناك تحذيرات بشأن بيع بعض الأنواع من الفيروسات والجراثيم الفتاكة، ومناشدات لتدمير عينات معينة من الجدري في روسيا، إلا أن المختبرات الروسية ترفض ذلك وتزعم أنه لا تزال هناك حاجة لإجراء بعض الدراسات على هذا المرض في حال انتشاره مجددًا.

وقال الدكتور حلبلب إنه لم يسبق استخدام سلاح بيولوجي من قبل على حد علمه، وذلك بسبب خطورة هذه الأسلحة، موضحًا أن الجراثيم لا تفرّق بين المهاجم ومن يتعرض للهجوم، لذا ينبغي على أي كيان ينوي استخدام الأسلحة البيولوجية أن يمتلك أولًا التطعيم أو الدواء ضد المرض المراد نشره.

وزعمت وزارة الدفاع الروسية أنها تمكّنت من الإمساك بطيور مرقّمة أطلقت من مختبرات بيولوجية أوكرانية في إطار برنامج أمريكي يهدف لنشر الأمراض الفتاكة شديدة العدوى عن طريق الطيور.

ولكن هذه المزاعم قوبلت بالرفض من قبل الولايات المتحدة ودول غربية والأمم المتحدة، وقالت الخارجية الأمريكية إن مشاركة واشنطن في أعمال المختبرات البيولوجية في أوكرانيا يأتي في إطار المساعدة على ضمان سلامة المختبرات.

وحذّرت واشنطن من أن تكون الاتهامات الروسية ذريعة لتمهيد استخدام روسيا أسلحة بيولوجية أو كيميائية في أوكرانيا.

المصدر : الجزيرة مباشر