احذر الاستسلام للاكتئاب.. تعرّف إلى مخاطره على صحة القلب والجهاز العصبي (فيديو)

يُعد الاكتئاب أحد أكثر الأمراض المنتشرة في العالم التي تصيب النفس والجسم وتؤثر على طريقة التفكير والتصرف.

ومن شأن هذا المرض أن يؤدي إلى العديد من المشكلات النفسية والجسدية، بحيث لا يستطيع الأشخاص المصابون به مواصلة حياتهم اليومية كالمعتاد، إذ يسبب لهم شعورًا بانعدام أي رغبة في الحياة.

برنامج “مع الحكيم” الذي يُعرض على شاشة الجزيرة مباشرة رصد دراسة حديثة نُشرت نتائجها في مجلة (Nature Cardiovascular Research) أطلق فيها علماء بمستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن وكلية الطب بجامعة هارفارد وجامعة ييل تحذيرًا جديدًا من خطر الاستسلام للاكتئاب على الصحة العامة.

توصل العلماء الأمريكيون -بعد تدقيق بيانات أكثر من 320 ألف شخص يبلغ متوسط أعمارهم 57 عامًا- إلى أن معاناة شخص ما من الاكتئاب أو القلق أو التوتر حتى بمستويات منخفضة قد تسبب تغيرات في الجهاز العصبي وضغط الدم وضربات القلب مما يؤدي إلى مشاكل أكبر بمرور الوقت.

وأوضح الباحثون أن النتائج تُظهر “دورًا مساهمًا” في مواجهة الأشخاص الذين يعانون مستويات عالية من الاكتئاب خطرًا أكبر للإصابة بأمراض القلب بنسبة 34% كما أنهم أكثر عرضة بنسبة 33% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ووفق الدراسة، فلم يكن الأشخاص الذين يعيشون أسلوبًا صحيًّا وحياة سعيدة نسبيًّا بمنأى عن الاكتئاب، وثبت إصابة بعضهم بأمراض السكري والقلب، ولكن بمستويات أقل من غيرهم.

وبسبب تعدد أسباب القلق والاكتئاب اليومية، حث الأطباء على ضرورة العلاج المبكر لأعراضه، وهو ما يمكن أن يقي لاحقًا من هذه المخاطر.

وفسر الباحثون هذه العلاقة بأنه عندما يعاني شخص ما من الاكتئاب أو القلق أو التوتر، يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم ويُنتج الجسم مستويات أعلى من الكورتيزول (هرمون التوتر)، وبمرور الوقت يمكن أن تؤدي هذه التغيرات إلى مشاكل في القلب.

ووجد الباحثون صلة بين قلة نوبات الاكتئاب وانخفاض خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي والسكري من النوع الثاني وعدم انتظام ضربات القلب بنسبة 34% و33% و20% على التوالي.

وأضاف الباحثون أن آلية تحفيز الاكتئاب على الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية “غير مفهومة تمامًا”، لكن الأبحاث السابقة أشارت إلى أن الاكتئاب يتسبب في تغيرات بالجهاز العصبي، والتي بدورها تسبب تغيرات في القلب والتمثيل الغذائي.

كما تم ربط الاكتئاب بالاستجابة الالتهابية التي يمكن أن تؤثر على أعضاء الجسم، بجانب ارتفاع نسبة الكوليسترول بزيادة معدلات الاكتئاب.

وخلص الفريق إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن علاج الاكتئاب يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

كما أشاروا إلى أن الدراسة تثير أيضًا مسألة ما إذا كان يجب إعطاء الأولوية للأشخاص الذين يعانون أعراضًا أو تاريخًا من الاكتئاب لإجراء فحص مبكر أو أكثر انتظامًا لأمراض القلب والأوعية الدموية.

المصدر : الجزيرة مباشر