جدري القرود.. منظمة الصحة تتوقع المزيد من الإصابات وبايدن يراه مصدر قلق للجميع

طالب مصاب بمرض جدري القرود (أسوشيتد برس)

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الأحد، قبيل مغادرته كوريا الجنوبية، إن تزايد تفشي مرض جدري القرود “أمر ينبغي أن يثير قلق الجميع”.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن بايدن تحدّث مع مستشاريه بشأن الفيروس، ونقلت عنه قوله “إننا نعمل بجد لتحديد ما الذي سنفعله، وما هو اللقاح الذي ربما يكون متاحا للتصدي له. إنه مصدر قلق، لأنه إذا استمر في الانتشار فسيكون له تداعياته”.

توقعات بمزيد من الإصابات

من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية إنها تتوقع رصد المزيد من الإصابات بجدري القرود في الوقت الذي توسع فيه نطاق المراقبة في البلدان التي لا يوجد فيها المرض عادة.

وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنه حتى أمس السبت، تم الإبلاغ عن 92 إصابة مؤكدة و28 حالة يُشتبه في إصابتها بجدري القرود من 12 دولة لا يتوطن فيها الفيروس، مضيفة أنها ستقدّم مزيدًا من الإرشادات والتوصيات في الأيام المقبلة للدول بشأن كيفية الحد من انتشار المرض.

وأضافت المنظمة أن “المعلومات المتاحة تشير إلى أن انتقال العدوى من إنسان لآخر يحدث بين أشخاص على اتصال جسدي وثيق مع الحالات التي تظهر عليها أعراض”.

ويُعدّ جدرى القرود من الأمراض المعدية التي عادة ما تكون خفيفة ومتوطنة في أجزاء من غربي أفريقيا ووسطها، وينتشر عن طريق الاتصال الوثيق، لذلك يمكن احتواؤه بسهولة نسبيًّا من خلال تدابير مثل العزلة الذاتية والنظافة الشخصية.

منظمة الصحة العالمية تتوقع رصد المزيد من حالات الإصابة بجدري القرود (غيتي)

وقال ديفيد هيمان -المسؤول بمنظمة الصحة العالمية- لوكالة رويترز إن لجنة دولية من الخبراء اجتمعت عبر مؤتمر مرئي للنظر في ما يلزم دراسته بشأن تفشي المرض وإبلاغه للجمهور، بما في ذلك ما إذا كان هناك أي انتشار دون أعراض، ومن هم الأكثر عرضة للخطر، والطرق المختلفة للانتقال.

وأوضح أن “الاتصال الوثيق هو الطريق الرئيسي لانتقال المرض، لأن الآفات النمطية للمرض معدية للغاية، وعلى سبيل المثال، الآباء والأمهات الذين يعتنون بأطفال مرضى معرّضون للخطر، وكذلك العاملون في مجال الصحة، ولهذا السبب بدأت بعض البلدان في تطعيم فرق علاج مرضى جدري القرود باستخدام لقاحات الجدري، وهو فيروس مرتبط به”.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الحالات التي تم الإبلاغ عنها حتى الآن في أوربا وأمريكا الشمالية وأستراليا، أثرت بشكل كبير على الرجال الذين مارسوا الجنس مع رجال وزاروا منشآت طبية.

وشدد هيمان على أن تفشي جدري القرود لا يشبه الأيام الأولى لجائحة كورونا لأنه لا ينتقل بسهولة، وقال إن الذين يشتبهون في تعرّضهم أو الذين تظهر عليهم أعراض بما في ذلك الطفح الجلدي والحمى، يجب عليهم تجنب الاتصال الوثيق مع الآخرين.

وأضاف “هناك لقاحات متاحة لكن الرسالة الأهم هي أنه يمكنك حماية نفسك”.

يُذكر أن اللقاح الخاص بعلاج مرض الجدري فعال بنسبة 85% في علاج جدري القرود، واختفى مرض الجدري من العالم في سبعينيات القرن الماضي بفضل تضافر الجهود العالمية لنشر اللقاح، ولا يوجد أي شخص تحت سن الـ50 جرى تطعيمه بلقاح الجدري، كما أن معدل الوفيات الناتجة عن جدري القرود لا يتعدى 1% في البلدان الفقيرة غربي أفريقيا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات