خبير طبي للجزيرة مباشر: لهذه الأسباب.. لا مقارنة بين جدري القرود وفيروس كورونا (فيديو)

قال الدكتور علي فطوم -أستاذ علوم البيولوجيا وتقنية (النانو بيولوجي) في جامعة ميشيغان ونائب أول رئيس قسم أبحاث وتطوير اللقاحات- إنه لا توجد مقارنة بين جدري القرود وفيروس كورونا المستجد (المسبب لمرض كوفيد-19).

وأضاف في حديثه للجزيرة مباشر أن الفيروسين مختلفان جدًا، علاوة على أن انتقال فيروس جدري القرود موجود منذ 50 سنة على الأقل ومعروف بين الناس، وقد قُضي عليه قبل سنوات، ولم تظهر له تحورات مثلما شهدنا في جائحة كورونا.

واكتُشف جدري القرود للمرة الأولى، عام 1958، عندما ظهر مرض يشبه الجدري في قرود أحد المختبرات، ومن هنا أُخذت هذه التسمية.

وتوجد سلالتان رئيسيتان، الأولى سلالة الكونغو، وهي أكثر خطورة إذ تصل نسبة الوفيات بها إلى 10%، والأخرى سلالة غرب أفريقيا ويبلغ معدل الوفيات بها حوالي 1%.

وتابع فطوم في حديثه للجزيرة مباشر “نعرف الكثير عن طريقة الإصابة والانتقال في حالة جدري القرود، ونعلم كذلك أعداد المصابين منذ خروجه من حدود القارة الأفريقية عن طريق السفر، قبل نحو شهرين”.

واستطرد فطوم “فيروس الجدري مادته الوراثية (دي إن إيه)، وهي ثابتة لا تؤدي إلى وجود متحورات نتيجة التصحيح الذاتي للفيروس، في حين أن فيروس كورونا مادته الوراثية (آر إن إيه) وهي قابلة للتحورات السريعة خلال عمليات التناسخ، وهذا سبب ظهور عدد من المتحورات خلال الأشهر الماضية”.

ويُعد جدري القرود أحد أشكال مرض الجدري الجلدي، وهو مرض قُضي عليه عام 1980، ويُعد من الأنواع الأقل انتقالًا وفتكًا وأعراضه أكثر اعتدالًا.

وأكد أستاذ علوم البيولوجيا أن لقاح فيروس الجدري ما زال فعالًا في علاج جدري القرود، وقادرًا على احتواء الفيروس المنتشر حاليًا، وهذا دليل على ثبات الحمض النووي للفيروس وندرة قابليته للتحور والتحول إلى نسخة أكثر شراسة، وفق فطوم.

وقال “انتقل فيروس جدري القرود خلال حفلة للمثليين في جزر الكناري، وعندما عادوا إلى بلدانهم حملوا معهم الفيروس وانتشرت دائرة انتقاله”.

والسبت، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية العامة في العالم بعد التفشي السريع لفيروس جدري القرود. وفي معرض تعليقه على هذه الخطوة، قال فطوم إن القرار المتخذ لم يكن بالإجماع، وقوبل بمعارضة كثيرين، إلا أن منظمة الصحة العالمية لا تريد أن تكون في قفص الاتهام وهذه عملية استباقية، على حد تعبيره.

وقال مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي، السبت، إن تفشي جدري القرود سريع الانتشار يمثل حالة طوارئ صحية على مستوى العالم، مضيفًا أن 98% من الإصابات تخص رجالًا مثليين أصيبوا خلال ممارسات جنسية.

وشدد غيبريسوس على ضرورة احتواء تفشي الفيروس قبل فوات الأوان، لا سيما أن عدد المصابين وصل حتى الآن إلى حوالي 17 ألفًا في 74 بلدًا.

وقال فطوم للجزيرة مباشر إن فيروس جدري القرود ينتشر من خلال سوائل الجسم والاتصال المباشر بين الأشخاص الذين يمارسون العلاقات الجنسية، ولذلك فإن أكثر من 90% من المصابين بجدري القرود هم رجال مثليون.

ويستمر مرض جدري القرود عادة من أسبوعين إلى 4 أسابيع، ويمكن أن تظهر أعراضه خلال مدة تتراوح من 5 إلى 21 يومًا بعد الإصابة.

المصدر : الجزيرة مباشر