هندوسي شارك بهدم مسجد بابري وبنى 90 بعد إسلامه.. فما قصته؟

بالبير سينغ الذي أصبح اسمه محمد أمير بعد اعتناقه الإسلام وبعد 6 أشهر من مشاركته في هدم مسجد بابري التاريخي في الهند

بالبير سينغ الذي أصبح اسمه محمد أمير بعد اعتناقه الإسلام، شارك في عملية هدم مسجد بابري التاريخي أواخر عام 1992، وقرر أن يكفر عن ذلك ببناء 100 مسجد، تمكن من تشييد 90 منها حتى الآن.

دفعته مشاعر الكراهية ضد المسلمين إلى مشاركة حشد من المتطرفين الهندوس في هدم مسجد “بابري” الأثري في مدينة أيوديا الهندية، بل كان أول شخص يصعد أعلى قبة المسجد حاملا مطرقة في يده وشرع في هدمه، من أجل بناء معبد هندوسي.

وكان سينغ عضوًا في جماعة “شيف سينا” السياسية التي تستلهم أفكارها من حركة “راشتريا سوايامسيفاك سانغ” (وهي منظمة المتطوعين شبه العسكريين)، راعية جميع الجماعات المتطرفة الهندوسية، والتي تربى عليها رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي في بداية حياته السياسية، قبل أن يخرج حزبه “بهاراتيا جاناتا” الحاكم من عباءتها. لذا كان سينغ مستعدا نفسيًا لحرق المسجد وهدمه.

أمير هاجر إلى حيدر أباد في أقصى جنوب الهند وتزوج من امرأة مسلمة ويدير حاليًا مدرسة لنشر التعاليم الإسلامية (مواقع أجنبية)

 

وبعد ستة أشهر من هدم المسجد، راجع سينغ، وشخص آخر من الذين شاركوا في تلك العملية، ويدعى يوغيندرا بال، نفسيهما وإثر عملية تفكير عميقة ومراجعة للذات وتأنيب الضمير، اعتنقا الإسلام وتحول اسمه إلى “محمد أمير”.

أمير قال إنه تواصل مع “كليم صديقي” (وهو عالم دين مسلم يدير مركزًا لتدريس العقيدة الإسلامية بإحدى قرى شمال الهند)، من خلال صديقه يوجيندرا بال. وقاده سلوكه وطريقة فهمه إلى البحث عن النفس.

وفي مطلع يونيو/حزيران عام 1993، اعتنق الإسلام، ثم هاجر إلى حيدر أباد في أقصى الجنوب، وقال إن الإسلام منحه راحة البال وشعر بعدها بالتحسن، واليوم، محمد أمير متزوج من امرأة مسلمة ويدير مدرسة لنشر التعاليم الإسلامية على جمهور واسع في المدينة.

وعلى مدار الـ 28 عامًا الماضية، قام أمير بالفعل ببناء وترميم أكثر من 90 مسجدًا في جميع أنحاء الهند مع زميله يوجيندرا بال، من أصل 100 مسجد تعهد بتشييدها تكفيرًا عن فعلته بمشاركته في هدم “بابري”.

تعهد أمير ببناء 100 مسجد بنى منها 90 حتى الآن، تكفيرًا عن فعلته

 

وقال أمير إن والده، وهو معلم في مدرسة هندوسية، كان يستوحي أفكاره من فلسفة أيقونة الحرية في الهند المهاتما غاندي المعروفة بنظرية اللاعنف، وأكد أن والده غضب لسفك دماء المسلمين وبذل قصارى جهده لمساعدة المسلمين بالمنطقة عقب استقلال الهند.

وقال “كان يتمنى أن نسير على خطاه، وصدمني رد فعله وإدانة أسرتي لي عندما عدت للمنزل بعد مشاركتي في الهدم وأدركت بعدها أنني فعلت الشيء الخطأ تمامًا منتهكًا الدستور والقانون”.

يشار إلى أنه بعد نزاع قضائي استمر لعقود، أصدرت المحكمة العليا الهندية، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قرارًا مثيرا للجدل وقضت بما قالت إنه “أحقية” الهندوس في أرض مسجد “بابري”، وأمرت بتخصيص أرض بديلة عنه لبناء مسجد للمسلمين، وسط رفض من مسلمي الهند.

اقرأ أيضًا: الهندوس هدموه واليوم انتزعوه.. هذه قصة مسجد بابري في الهند

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر