المليحة والخمار الأسود.. حكاية أغنية إعلانية

في فيلم قصير ضمن سلسلة حكاية أغنية، تعود الجزيرة الوثائقية إلى أسواق ومقاهي العراق لتناقش مع الشعراء والفنانين عن هذه الأغنية التي تعود لأكثر من 1300 عام.

القصة

في المقهى رجال في الستينيات والسبعينيات من أعمارهم، يتحدثون عن قصة هذه الأغنية في المخيال العراقي والفنانين الذين غنوها والشعراء الذين حاكوها وعارضوها.
تروي القصص الشعبية العراقية، حكاية أول إعلان تسويقي في التاريخ الإسلامي في عهد الدولة الأموية وتحديداً في ثمانينيات القرن الهجري الأول. 

حكاية المليحة والخمار الأسود

ترجع حكاية الأغنية إلى رواية تقول أنّ تاجرا حجازياً قدم إلى الكوفة لبيع الخُمر النسائية، فباعها ما عدا ذات اللون الأسود منها، إذ أعرضت بنات الرافدين عن شرائها. 
لم يرض التاجر الحجازي بمغادرة سوق الكوفة قبل بيع بضاعته، وعندها فكر في حيلة لإقناع النساء بشراء الخمار الأسود.
ويومها كان الشاعر مسكين الدارمي قد اعتزل الشعر ومجالس الغناء واللهو واختلى في زاوية بأحد المساجد يرجو رحمة ربه.
وعندما طلب منه التاجر الحجازي أن يساعده في إنقاذ بضاعته من الكساد رفض التفاعل معه، ولكنه رقّ له حين أكد له أنه سيعجز عن إعالة أسرته إذا لم يتمكن من بيع الخُمر السود.
حينها أنشد الدارمي أبياتا تصوّر ناسكا اعتكف في المسجد واعتزل الدنيا، ولكن سيدة ترتدي خمارا أسود أغوته وفتكت بمشاعره فهام في حبها:
قل للمليحة بالخمار الأسود
ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه
حتى وقفت له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامه
لا تقتليه بحق دين محمد
على الفور، شاع في أحياء الكوفة أن مسكين الدارمي ترك الزهد والنسك بعد أن رأى امرأة ترتدي خمارا أسود، فأقبلت النسوة على شراء بضاعة التاجر الحجازي اعتقادا منهن بقدرتها على سلب ألباب الرجال.
يقول الناقد الموسيقي مجيد السامرائي إن أبيات المليحة والخمار الأسود تمثل أول دعاية تسويقية في التاريخ الإسلامي وتغنّى في المقامات الشرقية مثل الحجاز والصبا والنوى.

لمتابعة المادة كاملة:

المليحة والخمار الأسود.. أول إعلان تسويقي في التاريخ الإسلامي

المصدر : الجزيرة مباشر