“بعد منتصف الليل”.. كورونا يعيد أيمن عزام إلى شاشة الجزيرة مباشر

تستعد قناة “الجزيرة مباشر” لإطلاق برنامج جديد عبارة عن “منصة” أو “نافذة” تفاعلية حية، موجهة للمشاهد العربي، بطلها هو الجمهور، للتعبير عن حالته النفسية والاجتماعية في زمن الكورونا.

وبعيدًا عن سياسات الدول والتداعيات الاقتصادية العالمية، يركز البرنامج في الأساس على “الإنسان”، منه وإليه. ومن خلال البرنامج نفتح نافذة مباشرة يمكن من خلالها للمشاهد التفاعل والتعبير عن اهتماماته وهمومه، وطرح أسئلته ومبادراته ومشاركة خبراته مع الآخرين وتحديه للأزمة الراهنة.

ويقوم البرنامج بشكل شبه كلي على اتصالات ومشاركة وتفاعل الجمهور مباشرة مع المذيع والضيف، وستكون جميع آليات التواصل بالصوت والصورة متاحة لكل الناطقين باللغة العربية حول العالم، من اتصالات تليفونية أو عبر تطبيقات المحادثة المتاحة سواء سكايب أو واتساب، وعبر المنصات التفاعلية للجزيرة مباشر.

البرنامج، واسمه “بعد منتصف الليل”، من تقديم الإعلامي أيمن عزام الذي أعادته أزمة كورونا إلى شاشة الجزيرة مباشر من جديد. ويبث البرنامج يوميًا بدءًا من الساعة الثانية عشرة عند منتصف الليل، وهو أحد البرامج الحية التي تطبق الحجر المنزلي بشكل كامل أثناء البث التلفزيوني، اتباعًا للتوصيات العالمية في مواجهة فيروس كورونا.

وكان من المنتظر بث أولى حلقات البرنامج قبل أيام، لكنه تأجل بسبب ظروف الحظر التي أوقفت بعض التجهيزات واللوجستيات الخاصة بالربط بين الاستوديو المنزلي وفريق العمل، بينما تبذل إدارة القناة جهدًا حثيثًا للانطلاق في أقرب وقت ممكن.

فكرة البرنامج جاءت وليدة توصيات الحظر أو الحجر المنزلي التي فرضتها جائحة كورونا على العالم بأسره، وما ترتب على ذلك من تغيرات اجتماعية ونفسية أثرت غالبيتها بالسلب على المواطن العربي.

وفي بادرة إنسانية، قررت إدارة القناة استغلال تلك المحنة العالمية وتحويلها إلى منحة إيجابية وبناء جسور تواصل سمتها الأمل والتفاؤل والابتكار، للتخفيف عن الجمهور وإعطائه فرصة للتنفيس عن أحلامه وتخوفاته وإيجاد حلول للتعامل مع الأزمة وجعلها فرصة لإعادة اكتشاف أنفسنا في لحظات القرب بين العائلة والناس.

كذلك إتاحة مساحة لأصحاب الأفكار والمبادرات الإيجابية سواء على مستوى الفرد أو الأسرة أو المجتمع، لطرح حلول تساعد الناس على التكيف مع الأزمة وتحقيق السلام النفسي وبث الأمل في النفوس.

ويقول منتج البرنامج عصام الدين فؤاد “نفتش في المجتمع الإنساني عن التجربة والحالة والنموذج لنتشاركها مع الجمهور ونتفاعل عليها، كما نبني جسرًا بين المشاهد والخبير للإجابة عن أسئلته ومناقشة حيرته”.

ويضيف “بطل البرنامج هو صوت الجمهور سواء بالرأي أو السؤال أو بنقل خبراته ومشاهد حياته اليومية بما فيها من نجاحات وكبوات وفرحة وألم، كما يستضيف البرنامج شخصيات جماهيرية من أصحاب الخبرات والرأي في موضوع الحوار”.

وأكد مقدم البرنامج أيمن عزام، أن “المُشاهد” هو من سيصيغ كل ما في تلك النافذة من موضوعات وأحداث، وذلك من خلال واقع حياته اليومية واهتماماته لاسيما في ظل المتغيرات الصعبة التي أحدثتها جائحة كورونا، فالكلام سيخرج من فَم المواطن إلى المنصة مباشرة.

ويقول “ستعكس هذه النافذة ما يمكن أن نسمّيه الوجوه الأخرى الحياتية التي تتأثر بالمتغيرات اليومية عند المواطن بعيدًا عن القرارات السياسية التي تتخذها الحكومات أو المعطيات الاقتصادية التي تتغير، فهدفنا في النهاية كيف تحيا في سلام نفسي رغم اشتداد الأزمة”.

ويوضح “سنتابع مع المواطن يومياته وحياته المعيشية من توافر سلع وخدمات ومستشفيات، سننقل تخوفات المرضى غير المصابين بكورونا والذين أصبح استقبالهم في أي مستشفى الآن أمر صعب، سنرصد واقع حياة أصحاب الوظائف الموسمية وعمال اليومية والبسطاء والمغتربين المعلّقين بين البلاد بعدما فقدوا وظائفهم بسبب الجائحة، سنعيش مع كل هؤلاء وغيرهم همومهم وتطلعاتهم وسنتشارك التجارب الإيجابية بهدف إحياء الأمل والتفاؤل في نفوس الجميع”.

ويضيف أيمن عزام أن أكثر ما يميز البرنامج الجديد، أنه يعيش نفس الأحداث التي يعيشها المواطن ويتحدث باسمه “نقول له أنك كنت شاغلنا الأول وفكّرنا في هذه النافذة لنصل إليك وأنت مجبر على التزام بيتك. نحدّثك نحن أيضًا من البيت وجئنا لنكون معك ونشاركك وحدة من وحدات الحياة اليومية ونترك لك مساحة ومتنفس للخروج عبر شاشتنا”.

ويتابع موجهًا حديثه إلى الجمهور “أبدعنا كي نصل إليك بشتى الطرق، أملًا وإيمانًا بأننا نستطيع معًا تحويل هذه الجائحة إلى منحة عظيمة، وأن السبيل لذلك هو الحوار التفاعلي الإيجابي البنّاء بهدف أن تجدد حياتك بأفكار وأشكال جديدة في ظل الأزمة الراهنة وعدم الاستسلام أبدًا للأفكار السلبية التي يخرج منها الجميع خاسرًا”.

واختتم بالقول “لا شك أن العلاقات الاجتماعية والأسرية تأثرت بفعل الحظر، لكن هل هذا التأثير كله سلبي أم أن هناك منافع للأمر ووجه آخر لم نستطع رؤيته بسبب ثقل الجائحة وتداعياتها؟ هذا ما سنكشف عنه فيما بيننا ولنتحدث سويًا عن كيفية استثمار تلك اللحظات والأوقات التي اضطررننا فيها إلى التزام بيوتنا في ظل أزمة من غير المعروف مداها الزمني، لكننا نراهن دائمًا على الإنسان”.

وتوسّع تطبيق قناة الجزيرة مباشر لتجربة الحجر المنزلي ليشمل برامج عدة، بعدما نجحت تجربة البث التلفزيوني بشكل كامل من المنزل في البرنامج الطبي “مع الحكيم”، في ظل أزمة وباء كورونا. ويعد برنامج “مع الحكيم”، أول البرامج التلفزيونية العربية التي تطبق الحجر المنزلي بشكل كامل، للحد من انتشار الفيروس التاجي الذي أودى بحياة عشرات الآلاف حول العالم واستنفرت بسببه الدول في سباق مع الزمن لكبح جماحه.

المصدر : الجزيرة مباشر