رغم تحذيرات معماريين والغضب الشعبي.. إزالة بعض مقابر منطقة السيدة نفيسة في مصر لبناء جسر جديد
أثار بدء الحكومة المصرية في إزالة بعض المقابر في منطقة ضريح (السيدة نفيسة) التاريخية لبناء جسر، غضبا شعبيا لاسيما بين المهندسين المعماريين وخبراء الآثار وأفراد العائلات التي دفن ذووها في المقابر المهددة.
وقال عاملون في مقابر السيدة نفسية لموقع (مدى مصر) إن لجنة حكومية ضمت ممثلين عن القوات المسلحة وهيئة المساحة وإدارة الجبانات بمحافظة القاهرة وضعت علامات حمراء على عشرات المقابر المحيطة بمسجدي السيدة نفيسة والإمام الشافعي استعدادًا لهدمها في إطار أعمال توسعة وتطوير.
وأضافوا في تصريحات نقلها الموقع في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن الحكومة تعتزم تعويض أصحاب المقابر التي سيتم هدمها بأخرى بديلة بمنطقة 15 مايو (شرق مدينة حلوان).
وحذر مهندسون معماريون وعلماء آثار من مغبة هذا القرار وأشاروا إلى أنه يؤدي إلى تدمير العديد من الأماكن والمعالم الأثرية التي لا تقدر بثمن بالإضافة إلى احتمال أن يكون هدم هذه المواقع غير قانوني.
حتى المدافن مرحموش الميتين ، يشيلوا امواتنا من السيدة نفيسه يرموهم فى الجبال المقطوعة و هما امواتهم فى أرقى أماكن فى مصر و فى قلب التطوير والعمار و قصور مش مدافن ، عن اى جمهورية تتحدث ياسيدى ، ده فساد جديد وحديث ومطور .
— Maged (@Mego412) November 16, 2021
وفي السياق، كشفت صحيفة (الوطن) المصرية (خاصة) أن خطة تطوير منطقة السيدة عائشة بالقاهرة تتطلب إزالة جسر السيدة عائشة وعدد من المقابر على جانبي الطريق أسفل الجسر ومنها مقابر بمناطق “السيدة نفيسة والأذرعي والزمر”.
ونقلت عن مصادر مطلعة ـ لم تسمها ـ قولها إنه من المزمع إقامة جسر جديد يربط طريق (صلاح سالم) بطريق (محور الحضارات) ويمر من وسط المقابر مع إزالة عدد منها ونقلها لأماكن بديلة في إطار تطوير منطقة السيدة عائشة والسيدة نفيسة وإحداث سيولة مرورية.
ولا تعد واقعة إزالة مقابر تاريخية من منطقة السيدة نفيسة هي الأولى التي تشهدها مصر.
في 20 يوليو/ تموز عام 2020، أعلنت محافظة القاهرة عن هدم ألف و177 مقبرة بالمنطقة المحيطة بمتحف الحضارات لإنشاء جسر جديد وتوصيله بجسر (التونسي) وطريق الأوتوستراد.
مدفن عائلة محمد راتب باشا، سردار الجيش المصري
من المدافن المهددة بالهدم#أنقذوا_جبانات_مصر pic.twitter.com/nNJS1puRGl
— Alia Nassar (@AliaLo) November 11, 2021
ووفقا لوسائل إعلام محلية ودولية دمرت بالفعل مواقع ومقابر تاريخية مختلفة خلال الأشهر القليلة الماضية لأسباب مماثلة وكان من بينها مدينة الموتى التي تعرف أيضا باسم (صحراء المماليك) أو (القرافة).
وأزيلت هذه المدينة التاريخية الشاهدة على مدى قرون على دفن السلاطين والأمراء ورجال الدين والعلماء والنخب والعامة لشق طرق سريعة.
غضب شعبي
وأعرب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم الشديد إزاء هذه الممارسات الحكومية التي تمحو التراث المعماري التاريخي لمدينة القاهرة وتدمر آثارها.
ونشرت صفحة (إنقاذ جبانات القاهرة التاريخية) على فيسبوك مخططا قالت إنه يظهر خطة شق طرق سريعة تخترق الجبانات القديمة وتفتتها.
من جهتها، أطلقت الباحثة الأثرية ندى زين الدين، الأربعاء، على صفحتها على فيسبوك نداء من أجل إنقاذ مناطق الجبانات التاريخية في القاهرة ونشرت صورا تظهر هذه الجبانات ومعمارها النادر.
وقالت “سيتم إزاله تراث وتاريخ كبير. سوف يتم إزالة كل منطقة مقابر السيدة نفيسة”.
ونشرت أيضا صورا لجرافات تتجول وسط المقابر.
My grandfather my great grandfather my whole family more than 150 people in a land size of 1500 meters with a mosque built by Youssef Bek Wahby. And they want to give us 30 meters an hour away instead of 15 minutes away from downtown. pic.twitter.com/UMJeJjNlnR
— Tarek Wahby (@tkwahby) November 17, 2021