“انتصرت الكراهية وخسر الفن”.. كوميدي هندي مسلم يعتزل بعد مضايقات أوصلته للسجن

الفنان الهندي المسلم منور فاروقي (فيسبوك)

كتب الممثل الكوميدي الهندي، منور فاروقي، أمس الأحد، على حسابه إنستغرام “هذه هي النهاية.. مع السلامة.. لقد انتهيت”.

وأعلن الشاب المسلم خبر اعتزاله الفن، قائلا “انتصرت الكراهية وخسر الفن”.

وكشف الكوميدي أن 12 عرضا له ألغيت في الشهرين الماضيين بسبب التهديدات العنصرية ضده.

وكان آخر عرض ألغي للفنان الكوميدي، الأحد، في مدينة بنغالور، وقد أكدت الشرطة أنها رفضت منحه الإذن لأن “منور فاروقي” شخصية مثيرة للجدل.

ونقلت صحيفة (هندستان تايمز) عن بيان للشرطة، أن “عددا من الولايات الهندية حظرت عروض الفنان الكوميدي”، وقد  سُجلت ضده شكاية في واحد من مراكز الشرطة.

وأفاد التقرير بأن المنظمات اليمينية اتصلت بمفوض شرطة مدينة بنغالور زاعمة أن “منور يؤذي المشاعر الدينية للهندوس من خلال إهانة الآلهة الهندوسية”.

ويتعرض منظمو عروض الفنان الكوميدي إلى ضغوطات من طرف اليمينيين، وفق الصحيفة.

“مزحة لم أرتكبها”

وكانت الشرطة قد ألقت القبض في وقت سابق على فاروقي في قضية بدعوى “جرح المشاعر الدينية للهندوس” ومكث الفنان في السجن لمدة شهر تقريبًا.

وأُطلق سراحه في 7 فبراير/شباط، بعد أن منحته المحكمة العليا الإفراج بكفالة في القضية.

وألقي قبض على فاروقي وأربعة آخرين في أول يناير/كانون الثاني، بعد أن اشتكى بها ابن أحد نواب حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم لوزير الداخلية الهندي (أميت شاه) بدعوى أنه تطرق “للآلهة الهندية” بطريقة غير مناسبة.

وقال فاروقي إنه لم يسبق له أن أطلق النكتة في العرض الذي تم اعتقاله بسببه، إذ اعتُقل قبل بدء العرض، وأن الفيديو كان مفبركا من عدد من عروضه.

ويتعرض فاروقي لتهديدات من قبل جماعات هندوسية على وسائل التواصل الاجتماعي باقتحام عروضه.

تاريخ من الاضطهاد

وتواجه حكومة ناريندرا مودي اتهامات باضطهاد المسلمين في الهند وممارسة التمييز بحقهم بعد سلسلة من الأحداث التي استهدفتهم.

وأثار مقتل عدد من المسلمين على أيدي أفراد من الشرطة الهندية في ولاية آسام شمال (شرقي البلاد) غضبا واسعا في عدة دول عربية وإسلامية.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة للحوادث وسط تقارير تفيد بتهجير السلطات الهندية للآلاف من المسلمين من الولاية وإزالة مساكنهم بحجة أنها مقامة على أراض مملوكة للدولة.

وقال حزب المؤتمر الوطني الهندي المعارض إن تعامل الشرطة مع المحتجين على إزالة منازلهم كان “وحشيا وغير إنساني”.

وذكرت تقارير أن نحو 20 ألفا من الأقلية المسلمة هُجِّروا من بيوتهم بعد قرار السلطات إزالة أحياء سكنية للمسلمين بذريعة أنها أقيمت فوق أراض مملوكة للدولة.

ومن المتوقع أن تستمر عمليات إجلاء المسلمين من منازلهم رغم إعلان رئيس وزراء الولاية تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث.

ويعيش في الهند حوالي 200 مليون مسلم، يمثلون نحو 14% من السكان، ما يجعلها أكبر دولة تضم أقلية مسلمة في العالم.

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام هندية