العلاج بالأحجار.. تجارة مربحة بين “التضليل” و”الفوائد”

علاج بالأحجار
الأقاويل عن منافع العلاج بالحجارة لا تستند على أي أسس علمية (غيتي)

تتداول مواقع إعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي تقارير عن “منافع” للعلاج بالأحجار، بداية من الوقاية من القلق إلى الذهاب بعيدا والادعاء أن هناك أنواعا منها تعالج السرطان، لكن كل هذه الأقاويل لا تستند على أي أسس علمية.

كما يوجد عدد لا يحصى من مقاطع الفيديو والصور والإعلانات على شبكات التواصل وسجلت مشاهدات بالمليارات تروج للقدرات “العلاجية” للأحجار والبلورات.

ويزعم دعاة استخدام الأحجار والبلورات، وبينهم مشاهير مثل فيكتوريا بيكهام وكيم كارداشيان، أن هناك أنواع مختلفة من الطاقة تنبعث من الأحجار وتشفي أمراض العقل والجسم.

وإذا كانت المعتقدات في قوة الأحجار تعود إلى العصور القديمة وتوجد في معظم الثقافات، فإن مصطلح “العلاج بالحجارة” يعود إلى سبعينيات القرن العشرين، لكن هذا المصطلح لا يمت إلى الطب بصلة رغم تضمنه كلمة “علاج”.

ويقول الباحث جان كلود بويار من معهد علم المعادن -التابع لجامعة السوربون والمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي والمركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية- إن موقف العلم من المسألة واضح وقاطع، فلا توجد “فضائل علاجية للأحجار في ذاتها، وهي لا تعطي أي نتيجة”.

وتؤكد ريم أيت كاكي الاختصاصية في علوم الأرض ومديرة الدراسات في المعهد الوطني الفرنسي لعلم الأحجار الكريمة أن “العلم لم يثبت أن الكوارتز أو المعادن المستخدمة في المعالجة الحجرية تنتج الطاقة”، مشددة على أن “العلاج بالأحجار ليس علمًا”.

مع ذلك، لا تقتصر المنشورات عن العلاج بالأحجار على الشبكات الاجتماعية، لكن عددا من مواقع التابعة لمجلات نسائية نشرت تقارير عن “العلاج بالأحجار” و”القدرات العلاجية للأحجار”.

وتورد المنشورات على الشبكات كما في المجلات بصورة شبه منهجية عناوين مواقع إلكترونية لبيع الأحجار والكتب والمجوهرات ومستحضرات التجميل.

ويشير الباحث جان كلود بويار إلى أن الأمر يتعلق “بالكثير من المال، فالأحجار تباع بأسعار باهظة”.

العلاج بالأحجار
(غيتي)

وتربط رومي سوفيير عالمة الاجتماع المتخصصة في العلوم والمعتقدات هذا النجاح بالصور الجميلة لتلك الأحجار التي يتم نشرها، وبقبول المجتمع للطب التقليدي.

وتحذر سوفيير من العواقب المؤذية المحتملة على الأشخاص الذين يعانون أمراضا خطيرة وقد يقررون صرف النظر عن العلاج الطبي واعتماد الأحجار كبديل.

ويرى بويار أن السبب الآخر نفسي جسدي ويتمثل في أن “الناس يشعرون بتحسن فعلا عندما يؤمنون” بفاعلية الأحجار، مما يجعلها بمثابة دواء وهمي.

وفيما يتعلق بالجانب القانوني من القضية، تقول ديبورا إسكينازي -أستاذة القانون والاقتصاد الصحي في جامعة باريس ساكلاي- إن بعض الادعاءات المتعلقة بالعلاج بالأحجار تنطبق عليها المحظورات التي ينص عليها قانونا الصحة العامة والاستهلاك في فرنسا.

وتؤكد الإدارة العامة الفرنسية للاستهلاك والرقابة على الاحتيال أنه يجب أن “يكون المعلن قادرا على إثبات أي ادعاء إعلاني” على غرار “الخصائص المنسوبة إلى المعادن”، و”إذا تعذر إثبات هذه الادعاءات علميا، يمكن أن توصف بأنها ممارسات تجارية مضللة”.

وتضيف “الادعاءات العلاجية غير المستندة على أسس ترتب عواقب كبيرة” وفي بعض الأحيان “يمكن اعتبار ذلك ممارسة غير قانونية للطب”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات