ينتظره العلماء منذ 30 عاما.. إطلاق أكبر تلسكوب فضائي لوكالة ناسا (فيديو)

لحظة إطلاق تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي (مواقع التواصل)

أطلقت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) صباح اليوم السبت تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي الذي ينتظره علماء الفلك في العالم أجمع منذ 30 سنة.

ومن المرتقب أن يستقر التلسكوب في مداره للمراقبة، محمولا بصاروخ “أريان 5” على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، لسبر أغوار الكون بتقنيات هي الأعلى دقة على الإطلاق.

وتمت عملية الإطلاق من مركز غويانا الفضائي من قاعدة الإطلاق التابعة لوكالة الفضاء الأوربية في فرنسا.

واتخذت وكالة “ناسا” تدابير مشددة لتفادي أي أضرار قد تلحق بالتلسكوب الذي بلغت تكلفة تطويره نحو 10 مليارات دولار على مدى سنوات طويلة.

وأُرجئ إطلاق “جيمس ويب” 3 مرات، كان آخرها الثلاثاء الماضي، وأعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أن سبب التأجيل هو سوء الأحوال الجوية في مدينة كورو.

والهدف المنشود من أداة المراقبة الفضائية هذه الأكثر دقة في التاريخ هو محاولة الوصول إلى إجابة على سؤالين يشغلان البشرية: “من أين نأتي؟” و”هل نحن وحدنا في هذا الكون؟”.

ويهدف إطلاق التلسكوب أيضًا إلى سبر أغوار ما يُعرف بـ “الفجر الكوني” عندما بدأت أولى المجرات تضيء الكون منذ الانفجار العظيم قبل 13.8 مليار سنة.

وسيتيح التلسكوب التعمق في فهم كيفية تشكّل النجوم والمجرات ومراقبة الكواكب خارج المنظومة الشمسية التي ما انفك العلماء يكتشفون المزيد منها، على أمل اكتشاف كواكب أخرى مواتية للحياة.

وسيكون “جيمس ويب” على منوال التلسكوب “هابل” الذي أحدث ثورة في تقنيات مراقبة الفضاء، واكتشف العلماء بفضله وجود ثقب أسود في قلب كل المجرّات أو بخار ماء حول الكواكب الخارجية، على سبيل التعداد.

ووضعت وكالة الفضاء الأمريكية التصاميم الأولى للتلسكوب المعروف اختصارا بـ”جي دبليو إس تي” عقب إطلاق “هابل” عام 1990، وبدأ تشييده في 2004 بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوربية بجانب الكندية. ويتميز هذا الجهاز على أكثر من صعيد.

يُذكر أن مرآة التلسكوب البالغ طولها 6.5 متر تجعله أكثر قدرة على الاستشعار بـ 7 مرات، مما يتيح له -مثلًا- رصد الأثر الحراري لنحلة تطير على القمر.

ويتميز “جيمس ويب” أيضا بتقنيته للمراقبة، فتلسكوب “هابل” يُجري عمليات المراقبة في ميادين يكون فيها الضوء مرئيًّا. أما “جيمس ويب”، فهو يسبر موجات غير مرئية للعين المجردة من أشعة تحت حمراء متوسطة المدى وقريبة، وهو شعاع يصدر عن كل جسم فلكي أو نجم أو إنسان أو زهرة.

والشرط الأساسي لحسن سير عمليات المراقبة في التلسكوب هو انخفاض الحرارة المحيطة به لدرجة لا تؤثر على تتبع الضوء.

وقد وُضع التلسكوب “هابل” في المدار على ارتفاع يقرب من 600 كيلومتر فوق الأرض. لكن عند هذه المسافة، سيكون “جيمس ويب” غير صالح للاستخدام مع تسخينه من الشمس وانعكاسه على الأرض والقمر.

وسيوضع التلسكوب في مكانه المحدد إثر رحلة تمتد شهرًا لمسافة 1.5 مليون كيلومتر من الأرض. وسيحظى بحماية من الإشعاع الشمسي بفضل درع حرارية مكونة من خمسة أشرعة مرنة تبدد الحرارة وتخفض درجتها (وهي 80 درجة مئوية) إلى 233 درجة مئوية دون الصفر عند جهة التلسكوب.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات