“أتمنى خيمة”.. طفلة سورية نازحة تعبر عن أمنيتها في العام الجديد (فيديو)
“أتمنى خيمة”.. هكذا عبرت الطفلة السورية النازحة شهد عما تتمناه بمناسبة حلول السنة الجديدة.
باحت الطفلة شهد من ريف إدلب الشمالي لكاميرا الجزيرة مباشر بأمنيتها وهي منكمشة تحت بطانية تكدست تحتها هي وإخوتها من شدة البرد.
ويجدد فصل الشتاء في كل عام معاناة آلاف العائلات في إدلب ومحيطها شمال غربي سوريا.
أعاد مراسل الجزيرة مباشر علاء الدين اليوسف الأمنية على مسامع شهد ليتأكد من صحتها فردت بابتسامة بريئة مؤكدة أنها كل أمانيها للسنة الجديدة.
تنام شهد (10 سنوات) مع إخوتها الصغار وجدها وجدتها في الخيمة نفسها، بعد أن خربت الأمطار خيمتهم.
أما شقيقها يزن (13 سنة) فقد كانت أقصى أمنياته للسنة الجديدة “إغاثة”.
بدورها تمنت الأم خيمة تؤويهم وتحمي أولادها من برودة الطقس التي أصابتهم بالزكام الشديد تحمل الأم بين يديها طفلا حديث الولادة وهي تتأسف على حالهم.
“تحت الصفر”
وفي تصريح لكاميرا الجزيرة مباشر يقول أبو خالد وهو جد شهد ويزن إن 3 عائلات -هو وابنيه وأطفالهما- تعيش في الخيمة نفسها بعد أن غرقت خيمهم.
ينزح الجد وأبناؤه وأحفاده للسنة الثالثة في المخيم، أما عن أمنياته للسنة الجديدة، فقد تمنى أبو خالد “العودة لأرضه”.
أصيب أحفاد أبو خالد بالزكام بسبب شدة البرد وعدم توفر فحم أو حطب للتدفئة، ولا يملك الجد “ليرة واحدة” كما يقول لشراء الحطب.
“وضعنا تحت الصفر”، هكذا وصفت أم خالد لكاميرا (المسائية) وضعهم، قالت إنهم لا يملكون سوى الدعاء وهي تشير إلى الثقوب على جدران الخيمة.
ويعيش سكان المخيم وضعا مأساويا بعد هطل الأمطار بغزارة يتحول المخيم إلى وحل كبير يصعب معه التنقل، كما تُغرق المياه خيمهم.
"ما عم نحسن نمشي من المي والطين…. أنا ما بحب المخيم عنا بيت بالضيعة حلو وما بفوت علينا مي ولا هوى"
يعيشون مستقبلاً لا لون له، أطفال مخيم حبة البركة شمال #حلب يتحدثون عن معاناتهم التي تتكرر كل عام في مخيمات الموت.#مخيمات_الطين#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/IMzpiyiYlK— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) December 22, 2021
دون مأوى
ويقيم في إدلب ومحيطها 3 ملايين سوري نصفهم نازحون فروا من مناطق أخرى، على وقع تقدم المعارك خلال سنوات النزاع، الذي أودى بحياة قرابة نصف مليون شخص.
ومع بدء هطل الأمطار الغزيرة تتحول الطرق الترابية الفاصلة بين الخيم إلى ممرات موحلة وبرك مائية، تتسرب منها المياه إلى داخل الخيم التي يحاول سكانها تقويتها عبر أحجار كبيرة.
بلون الدم اصطبغ الوحل، هو ليس لون التراب فقط، بل هو لون دموعهم ودمائهم التي تنزف مذ سنوات ألماً وقهراً، على وطن لا يعرفون منه سوى قطع القماش والوحل.#مخيمات_الطين#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/kYi0Tnx9d2
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) December 22, 2021
ويحاول رجال ونساء الإغاثة تقديم الدعم والمأوى للأشخاص الذين اقتلعهم النزاع من ديارهم والمعرضين لخطر التجمد حتى الموت.
وأجمع النازحون في المخيم لكاميرا الجزيرة مباشر على أن وضعهم صعب وأنهم خائفون دون أن يجدوا مأوى يختبئون فيه من الأمطار الغزيرة التي تدوم لأيام.