عمره 137 عاما.. متطرفون هنود يحطمون “تمثالا” للمسيح في ليلة عيد الميلاد (فيديو)

مجهولان يحطمان تمثال مسيحيا بالتزامن مع الاحتفال بعيد الميلاد
مجهولان يحطمان تمثال مسيحيا بالتزامن مع الاحتفال بعيد الميلاد (مواقع التواصل)

تداول ناشطون هنود عبر منصات التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، مقاطع مصورة لآثار تحطيم تمثال تخيّليًا للسيد المسيح في إحدى كنائس ولاية (هاريانا )الهندية، أمس السبت.

وحطَّم مجموعة من المتطرفين التمثال الأثري في ليلة احتفال المسيحيين بعيد الميلاد، وقد بني هذا التمثال سنة 1884 عندما كانت الهند تحت الحكم البريطاني، أي قبل 137 عامًا.

ولم تتناول الفيديوهات لحظة تحطيم المتطرفين للتمثال بل تظهر آثار الحطام وبقاياه متناثرة على الأرض.

ونشر الصحفي الهندي محمد غزالي مقطعًا مصوّرًا لضابط يُدعى (ناريش) من مركز شرطة صدار ببلدة أمبالا -مقر وجود الكنيسة- وهو يصرح بأن لقطات كاميرات المراقبة التي استعادتها الشرطة تُظهر رجلين مجهولين يدخلان إلى مبنى الكنيسة، منتصف ليل أمس السبت، قبل تحطيمهم التمثال.

وفي السياق ذاته، أعلنت الشرطة الهندية، الجمعة الماضية، فتح تحقيق في دعوات متكررة إلى قتل مسلمين أطلقها متطرفون هندوس خلال تجمع عام.

ووفق مقال بصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، تعهد ناشطون هندوس يمينيون بإيذاء المسلمين إذا لزم الأمر لجعل الهند “أمة هندوسية فقط” بينما لم يحرك زعماء الهند ساكنًا وسط تزايد المشاعر المعادية للمسلمين في البلاد.

وفي مؤتمر عُقد الأسبوع الماضي، انتفض مئات من الناشطين والرهبان الهندوس اليمينيين ليقسموا أنهم سيحوّلون الهند -الجمهورية العلمانية بحسب دستورها- إلى أمة هندوسية حتى لو اقتضى ذلك الموت والقتل.

وقالت بوجا شكون باندي -زعيمة (هندو ماهاسابها) وهي جماعة تعتنق القومية الهندوسية المتشددة- في إشارة إلى مسلمي البلاد “إذا كان مئة منا على استعداد لقتل مليونين منهم، فسننتصر ونجعل الهند دولة هندوسية. كن مستعدا للقتل واذهب إلى السجن”.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام في مدينة (هاريدوار) التي تبعد 150 ميلًا شمال نيودلهي، مثّل أكبر دعوة فاضحة للعنف وأكثرها إثارة للقلق في السنوات الأخيرة.

إحراق دُمية “سانتا كلوز”

وشهدت مدينة أجرا -تقع بولاية أوتار براديش، شمال الهند- حادثة أخرى، إذ أضرمت مجموعة من المتطرفين الهندوس النار بدمية لـ”سانتا كلوز”، أمس السبت.

وتناقل ناشطو منصات التواصل الاجتماعي مقطعًا مصوّرًا، ويظهر فيه شخص يحمل الدمية قبل حرقها وهو يقول “ينشط المبشرون المسيحيون باسم عيد الميلاد وسانتا كلوز ورأس السنة الجديدة، مع حلول شهر ديسمبر/كانون الأول سنويًا، ويجذبون الأطفال بجعل بابا نويل يوزع الهدايا عليهم ويجذبهم إلى المسيحية”.

ويظهر شخص آخر من المجموعة ذاتها وهو يقول “سنراقب المبشرين الذين يزورون الأحياء الفقيرة ويحولون الهندوس إلى المسيحية، كما سيتصرف الهندوس بصرامة ضدهم”.

وتفاعل عدد كبير من الناشطين بغضب مع الواقعة، وقال الناشط الهندي المسلم عبدل “أولئك الذين أحرقوا سانتا في أجرا ليسوا حمقى كما نعتقد، من الواضح أن لديهم خيار حرق تمثال يسوع لكنهم كانوا يعلمون أن العالم سيصبح هائجًا إذا فعلوا ذلك. الدرس المتعلم من القصة: للأسف التعدي على المسلمين ليس فقط ما يفعلونه بشكل طبيعي”.

وعلق الناشط براكول ساخرًا “في أجرا، أحرق متطرفون دمية لسانتا كلوز رافعين شعارات مثل ارجع يا سانتا كلوز مكان ما جئت، في الواقع هذا سبب وجود معهد الصحة العقلية في أجرا”.

اقتحام احتفالية مدرسية

وفي شمال الهند كذلك، تداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة لمجموعة من المتطرفين الهندوس خلال اقتحامهم احتفالية لعيد الميلاد، أول من أمس الجمعة، بإحدى المدارس المسيحية في بلدة باتودي الواقعة بمدينة جوروجرام في ولاية هاريانا.

وتُظهر المقاطع المصوّرة مجموعة من الأطفال وهم ينشدون بعض الأناشيد الدينية المسيحية احتفالًا باقتراب عيد الميلاد، قبل أن يقاطعها أحد أفراد المجموعة التي اقتحمت التجمع هاتفين “عاش الإله رام” بصوت عال.

وذكرت صحيفة (هندوستان تايمز) الهندية أن المتطرفين اقتحموا هذا التجمع الاحتفالي بسبب تناقل ادعاءات أنه مخصص لتحويل الأطفال الهندوس إلى الديانة المسيحية عن طريق إغرائهم بالأغاني والهدايا.

وأعلنت الشرطة -عبر الصحيفة الهندية- أنها لم تتلق أي شكاوى أو بلاغات من إدارة المدرسة.

وبتواصل (هندوستان تايمز) مع رهبان المدرسة، قالوا إنها كانت مجرد احتفالية لنشر التسامح والبهجة بين سكان الحي ولن تتقدم المدرسة بأي بلاغات رسمية للشرطة.

وشهدت مدينة (جورو جرام) حوادث مشابهة لمجموعات من الهندوس وهم يقتحمون صلوات المسلمين لمنعهم من أداء شعائر الجمعة أكثر من مرة، خلال الشهور الماضية.

المصدر : الجزيرة مباشر + خدمة سند + مواقع التواصل + وكالات