دراسة “خطيرة” عن تلوث الشاي تثير قلقا في موريتانيا والحكومة تتدخل

يحرص الموريتانيون على وجود الشاي معهم أينما كانوا (مواقع التواصل)

يسود قلق في موريتانيا منذ نحو أسبوعين بعد دراسة تحدثت عن تلوث أنواع من الشاي المستورد بمبيدات تتجاوز الحد المسموح به، بينما أعلنت الحكومة التحقيق في الأمر.

وفي 15 من ديسمبر/كانون الأول الجاري، كشفت دراسة أعدها منتدى الخبراء الموريتانيين في المهجر (غير حكومي) ونشرتها وسائل إعلام محلية، أن عينات من الشاي المستهلك في البلاد على نطاق واسع توجد بها بقايا مبيدات تتجاوز الحد المسموح به.

وأشارت الدراسة -التي أجريت على 10 أصناف من الشاي المتداول في موريتانيا- إلى العثور على 26 جزيئة تتجاوز 8 منها الحد المسموح به من المتبقيات وتوجد 3 منها في جميع أنواع الشاي بنسب تتراوح من 200 إلى 11 ألف بالمئة من الحد المسموح به.

وذكرت الدراسة أن المبيدات المكتشفة تشكل خطورة من حيث الأضرار المزمنة بالإنسان، وبعضها مسرطن وبعضها مسرطن محتمل وأخرى مؤثرة على الغدد ومضرة بالأعصاب.

ودعت الدراسة السلطات الموريتانية إلى التعليق الفوري لاستيراد جميع أصناف الشاي.

معطيات خطيرة

وتعليقا على ذلك، قال رئيس منتدى المستهلك الموريتاني (منظمة غير حكومية) الخليل ولد خيري، إن المعطيات التي أوردتها الدراسة خطيرة ومقلقة إذ تتعلق بمادة هي الأكثر استهلاكا في البلاد.

وشدد ولد خيري على ضرورة العمل من أجل سد النقص الحاصل بخصوص الرقابة على المواد المستهلكة بشكل كبير في البلاد، وأنه يجب على السلطات المبادرة لتوفير بنى تحتية يمكنها الكشف على سلامة المواد الغذائية والأدوية.

وأضاف “ما كشفه تقرير منتدى الخبراء الموريتانيين في المهجر صادم وبالغ الخطورة في ما يتعلق بصحة المستهلكين”.

50 عينة للتحليل في أوربا

من جانبها، قالت وزارة التجارة والصناعة الموريتانية -في بيان أصدرته منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري- إنها انتقت عينات لـ50 صنفا تجاريا من الشاي، وأرسلتها الى أحد أكثر المختبرات الأوربية كفاءة في مجال سلامة الأغذية، بعد التعاقد معه لدراستها.

وأضافت أن الدراسة التي تقوم بها تهدف إلى الإحاطة بكل العناصر والمخاطر التي قد ترتبط بهذه المادة الحساسة كالمعادن الثقيلة ومخلفات المبيدات والأصباغ، والتحقق من المصدر النباتي، وإجراء التحاليل الميكروبيولوجية.

وشددت الوزارة على أنها لن تتهاون في تطبيق التوصيات الصادرة عن هذه الدراسة الأولى من نوعها في البلاد.

مختبر للسلامة الغذائية

والأسبوع الماضي، أعلن الناطق باسم الحكومة الموريتانية (المختار ولد داهي) خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة نواكشوط، أن رئيس البلاد محمد ولد الشيخ الغزواني أعطى أوامر لوزراء الاختصاص بإنشاء مختبر للسلامة الغذائية في موريتانيا.

وأضاف ولد داهي أن الرئيس أعطى الأوامر بإنشاء المختبر على وجه السرعة، من أجل فحص المواد الغذائية المستهلكة في البلاد بما فيها الشاي، والتأكد من سلامتها.

وأوضح أن أزمة الشاي نوقشت من الرئيس ولد الشيخ الغزواني باستفاضة خلال اجتماع لمجلس الوزراء، عُقد الأربعاء الماضي.

ويوصف الشاي في موريتانيا بأنه صديق سكان هذا البلد الصحراوي العربي (غربي إفريقيا) إذ يحرصون على وجوده معهم أينما كانوا داخل بلدهم أو خارجه.

ووفق دراسة عن الشاي نشرها الباحث عبدو سيدي محمد عام 2015، فإن 99% من الموريتانيين -البالغ عددهم نحو 4 ملايين نسمة- يتناولون مشروب الشاي.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر