هل يمكن أن تكون القطط مضطربة نفسيًّا؟ دراسة تجيب

مع الإحاطة بالجانب الصحي لها وكل ما يهمها من أكل ونوم ونظافة، لم يقف أحد عند حالتها النفسية (غيتي)

انتشرت تربية الحيوانات الأليفة في المنزل وخصوصا القطط بشكل واسع، بين من يجد فيها أنسًا في وحدته ومن يتخذها صديقًا لأطفاله تعلمهم تحمل المسؤولية والعناية.

قد يلاحظ بعض هؤلاء أحيانا سلوكًا غريبا لدى القطط، ومع الإحاطة بالجانب الصحي لها وكل ما يهمها من أكل ونوم ونظافة، لم يقف أحد عند حالتها النفسية.

وقد ركزت الأبحاث على الخلل النفسي عند البشر لكنها أهملت الحيوانات، حتى تناولته دراسة حديثة أجريت على القطط بناءً على النموذج الثلاثي للمرض النفسي.

ووفقًا للنتائج التي نشرتها دورية (سيكولوجي توداي) للطب النفسي، يمكن أن تظهر القطط إشارات على الاضطراب النفسي، منها الجرأة والمجازفة والابتعاد عن باقي الحيوانات الأليفة وعن الإنسان أيضا.

تتصرف القطط أحيانا بشكل غريب مثل إيذاء نفسها أو مربيها (غيتي)

وقال سيباستيان أوكلنبورغ، أستاذ علم النفس الحيوي في معهد علم الأعصاب الإدراكي بجامعة الرور في بوخوم بألمانيا، إن كلمة “مختل نفسيا” تحيل على “العنف” و”الإجرام”، متسائلا هل ينطبق ذلك على الحيوان أيضا؟

واستند أوكلنبورغ في مقاله إلى دراسة نُشرت في مجلة (ريسرش إن بيرسوناليتي) أجرتها الباحثة ريبيكا إيفانز من جامعة ليفربول في المملكة المتحدة وفريقها، واستخدمت فيها النموذج الثلاثي للخلل النفسي الشائع عند البشر.

وأوضحت الدراسة أن الخلل النفسي يتميز بثلاثة عوامل رئيسية هي:

الجرأة: إذ غالبًا لا يشعر المختل بالتوتر ويظهر مستويات منخفضة من الخوف في المواقف التي قد يجدها الآخرون مخيفة جدًّا.

التهور: فالمصابون بهذا الخلل غير قادرين على التحكم في عواطفهم ودوافعهم مثل الآخرين، ومن المرجح أن يتصرفوا بناءً على دوافعهم.

عدم التعاطف: لا يشعر المختلون بالتعاطف عند الحزن وليست لديهم مشاكل في إيذاء الآخرين بدم بارد للوصول إلى أهدافهم.

يمكن أن ينطبق الخلل النفسي على القطط أيضا (غيتي)

صمم الباحثون في الدراسة استطلاعا لمربّي القطط بناءً على النموذج الثلاثي للمرض النفسي، ركز على العلاقة بين القط ومربيه وعلى الأنشطة اليومية للقطط.

وأظهرت نتائج الدراسة أن الجوانب الثلاثة للخلل النفسي عند البشر يمكن تطبيقها على القطط أيضًا.

ويمكن للقطط أن تُظهر التهور مثل التسلق على الأشجار أو المنازل العالية دون إظهار أي خوف، وعدم إطاعة الأوامر والقفز على الطاولة وتناول طعام عليها عندما يُطلب منها البقاء على الأرض، والاعتداء على المربي والحيوانات الأخرى.

ليست كل جوانب الخلل النفسي سلبية (غيتي)

ومن المثير للاهتمام أن القطط أظهرت بُعدين إضافيين من الخلل النفسي لم يلاحظا لدى البشر، وهما عدم القدرة على تكوين صداقة مع الحيوانات الأليفة، وعدم تكوين صداقة مع الإنسان.

هذا يعكس أن بعض القطط يمكن أن تكون عدوانية تجاه الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب رغم أنها ودية مع مربيها، وبعضها لا يظهر أي عدوان تجاه الحيوانات الأليفة ولكنه عدواني تجاه مربيه.

وأظهرت الدراسة أنه لم تكن جميع جوانب الخلل النفسي في القطط سلبية بالنسبة لعلاقتها بمربيها، فقد يجد بعضهم أن قفزها على الطاولة أمرًا لطيفًا.

وذهبت إلى أن عدم الصداقة مع الحيوانات الأليفة الأخرى قد يكون مرتبطًا بقضاء وقت أقل معها.

وخلصت الدراسة إلى أن القطط قد تكون مضطربة نفسيا بدرجة أكثر من البشر.

المصدر : الجزيرة مباشر