برك طينية بلا غذاء أو تدفئة.. حين تتحول خيام النازحين السوريين إلى مصفاة (فيديو)

في درجات برودة تقارب الصفر، لا يملك النازحون في الداخل السوري سوى “التعايش” مع أوضاع شديدة الصعوبة، من دون دواء أو غذاء أو تدفئة، في وضع صحي يعرف انتشار الوباء، هرب هؤلاء من موت إلى موت.

يسوء الوضع الإنساني بشكل كبير في مخيمات سوريا مع كل منخفض جوي، إذ لا يملك النازحون ثمن التدفئة داخل خيام لا تقيهم البرد الشديد أو مياه الأمطار المتسربة.

تضرر 400 مخيم من أصل 1350 خلال موجة التساقطات في سوريا قبل أيام، وغرقت خيام أغلب النازحين، مما اضطر الأسر إلى التكدس في الخيام الأقل تضررًا في وضع صحي خطير.

وأفاد مراسل الجزيرة مباشر علاء الدين اليوسف من ريف إدلب الشمالي لبرنامج (المسائية) أن المنطقة تترقب منخفضًا جويًّا خلال يومين، وسط مخاوف من غرق المزيد من المخيمات.

ويعيش النازحون السوريون تحت خيام بالية لم تتغير منذ سنوات، تمر بها شمس الصيف الحادة ومطر الشتاء الغزير، حتى أصبحوا نازحين في العراء.

ينام هؤلاء في فراش مبلّل تحت خيام اهترأت حتى تحول سقفها إلى مصفاة تسمح بدخول مياه الأمطار والبرد القارس، لا يملكون ثمن حطب التدفئة ولا بدائل عن وضعهم.

يطالب المهجَّرون من بيوتهم بسبب حرب متواصلة منذ سنوات، المنظمات الإنسانية والإغاثية بتغيير الخيام أو نقل المخيمات إلى مناطق أقل عرضة للضرر بسبب تغيرات الطقس.

تتمركز أغلب المخيمات في سوريا -وفق مراسل الجزيرة مباشر- في مناطق منخفضة تم تشييدها بشكل عشوائي خلال حركة النزوح.

خصصت بعض المنظمات الدولية خيامًا جديدة لبعض النازحين في الداخل السوري، إلا أنها -حسب اليوسف- لا تكفي إذ يزيد عدد النازحين عند الحدود السورية-التركية فقط على المليونيْن، وبالتالي يصعب على هذه المنظمات تغطية كل هذه الأعداد.

أوضح مراسل الجزيرة مباشر للمسائية أن هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) ومنظمة (قطر الخيرية) أنشأت مساكن ومخيمات غير عشوائية، لكنها تبقى غير كافية، في حين لا يمتلك النازحون في المخيمات العشوائية خيامًا.

لا يملك سكان هذه البقاع سوى التعايش مع الظروف الجوية الصعبة صيفًا وشتاءً، وفي الفصل الحالي ينتشر المرض ويشتد خصوصًا على الأطفال دون التمكن من الحصول على الدواء أو التغذية الجيدة ولا التدفئة.

أفاد اليوسف بأن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة خفضت محتوى سلة الغذاء التي لا يملك النازح غيرها، بينما أوقفت منظمات أخرى الدواء عن بعض المستشفيات.

وفي ظل انعدام البنية التحتية الأساسية من طرق وشبكات للصرف الصحي، تتحول المخيمات في الشتاء إلى برك طينية ومستنقعات.

وبلغ عدد النازحين في الداخل السوري 6 ملايين و700 ألف شخص، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

المصدر : الجزيرة مباشر