من هو أشهر مرتد من كتبة الوحي وما قصته؟ (فيديو)

ذكر أستاذ القراءات وعلوم القرآن بجامعة قطر الدكتور عبد السلام المجيدي أن هناك اثنين مشهورين بكتابة الوحي ارتدا عن الإسلام أحدهما في مكة والثاني في المدينة.

وقال المجيدي خلال حديثه لبرنامج (أيام الله) على الجزيرة مباشر: هناك اثنان مشهوران بكتابة الوحي أحدهما في مكة وهو عبدالله بن سعد بن أبي سرح، والثاني في المدينة، وكل منهما ذُكر أنه ارتد.

وأضاف المجيدي: تقول رواية أن عبدالله كان يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم، ومرة من المرات وهو يكتب، أملى عليه النبي صلى الله عليه وسلم سورة المؤمنون وفيها (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين)

فلما وصل إلى قول الحق تبارك وتعالى (ثم أنشأناه خلقا آخر) قال عبدالله وهو منبهر ومندهش من هذا الوصف الإلهي لكيفية الخلق، قال: فتبارك الله أحسن الخالقين، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هي كذلك اكتبها (فتبارك الله أحسن الخالقين) فقذف الشيطان في نفسه أنه إما أن الوحي ليس كذلك، أو أنه يوحى إليه.

وقال المجيدي: رغم عدم موثوقية هذه الرواية إلا أنه من الواضح أن عبدالله ارتد لمسألة تتعلق بالوحي، فهل هذه المسألة تطعن في توثيق القرآن؟ نقول: بالعكس هي توثق القرآن، لأنها تدل على أن ما كتبه هذا الرجل معروف لدى المسلمين، ولو كان كتب شيئا زائدا أو ناقصا خارج ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتبه لبينه الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
وقد روى النسائي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِى سَرْحٍ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَزَلَّهُ الشَّيْطَانُ فَلَحِقَ بِالْكُفَّارِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقْتَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَاسْتَجَارَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَأَجَارَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

وأما الرجل الثاني فلا يُعرف اسمه إذ كان نصرانيّاً ثم أسلم وارتدَّ على عقبه، وكان يزعم أنه كان يغيّر ما كان يلقيه عليه النبي صلى الله عليه وسلم من كلام، ومات ولفظته الأرض وكان آية للناس.

رجع إلى الإسلام

يذكر أن عبدالله بن سرح ارتد ثم رجع إلى الإسلام في فتح مكة، وهو أخو عثمان بن عفان من الرضاعة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمه، ثم استأمن له عثمان فأمَّنه النبي صلى الله عليه، وأسلم وحسن إسلامه.

وقد ولاَّه عثمان رضي الله عنه على “مصر”، وهو الذي قاد معركة “ذات الصواري”، وقد غزا أفريقيا ففتح كثيراً من مدنها، واعتزل فتنة علي ومعاوية رضي الله عنهما، ثم خرج إلى “الرملة” في “فلسطين”، فلما كان عند الصبح قال “اللهم اجعل آخر عملي الصبح” فتوضأ ثم صلَّى فسلم عن يمينه ثم ذهب يسلم عن يساره فقبض الله روحه.

المصدر : الجزيرة مباشر