فشلوا في إنبات زهرة.. معسكرات سخرة وأشغال شاقة لخبراء زراعيين في كوريا الشمالية

حُكم على بستانيين من كوريا الشمالية بأشغال شاقة في معسكر للسخرة لإهمالهم أزهار الكيمجونغيليا (أسوشيتد برس)

قبل عيد ميلاد كيم جونغ إيل اليوم الأربعاء (المعروف أيضًا باسم يوم النجم الساطع) الذي يتم الترويج له باعتباره أكبر عطلة في البلاد، فُرضت عقوبات في بعض أجزاء كوريا الشمالية على بستانيين “متهمين” بإهمال زراعة وإنبات زهرة (الكيمجونغيليا) الوطنية التي سُميت على اسم الزعيم الراحل.

وحُكم على موظفين وخبراء زراعيين بالسجن والأشغال الشاقة لشهور متفاوتة المدد داخل معسكر السخرة (العمل القسري) بسبب إهمالهم أزهار الكيمجونغيليا وعدم إنباتها في موعد حدده المسؤولون.

ونقل موقع (ديلي إن كاي) -الذي يديره منشقون من كوريا الشمالية- عن مصدر في مقاطعة يانغ غانغ أن رجلًا بمقاطعة سامسو في الخمسينيات من عمره (يُعرف باسم هان) وكان مديرًا لدفيئة زراعية (الصوبة أو ما يُسمى البيت الأخضر) تزرع أزهار الكيميلسونغيا (Kimilsungia) والكيمجونغيليا (Kimjongilia) حُكم عليه بالسجن لمدة 6 أشهر.

ومن أجل زراعة الأزهار بشكل صحيح، يجب التحكم في درجة الحرارة والرطوبة في تلك البيوت بعناية. ومع ذلك كان (هان) يفتقر إلى إمدادات ثابتة من الحطب وانتهى به الأمر إلى إهمال الدفيئة.

واتخذ الموقف فجأة منعطفًا غريبًا الشهر الماضي عندما تقرر في اجتماع المكتب السياسي أثناء الإعداد للاحتفال بعيد ميلاد كيم إيل سونغ، إذ أمرت لجنة الحزب في المقاطعة مسؤولي سامسو بالتخطيط لمعرض أزهار الكيمجونغيليا.

وقال (هان) إنه سيكون من الصعب أن تتفتح الأزهار في الوقت المحدد لهذا الحدث، لكنه طُرد من منصبه من قِبل مسؤولين أعلى مستوى اتهموه بالإهمال وحُكم عليه بالسجن 6 أشهر في معسكر للعمل القسري.

وقال المصدر “انخفض النشاط الاقتصادي بشكل كبير بسبب تعزيز إجراءات مكافحة الأمراض الطارئة في البلاد، مما أدى إلى إهمال العديد من البيوت الزجاجية لزهور كيميلسونغيا-كيمجونغيليا”.

وتابع “لكنهم الآن يقولون فجأة إنه يجب زراعة أزهار الكيمجونغيليا في الوقت المناسب للحدث، فكيف يُفترض أن يقوم هان بزراعتها؟”.

كما حُكم على رجل في الأربعينيات من عمره -يُدعى تشوي، وكان مسؤولًا عن غلّايات الدفيئة- بالسجن لمدة 3 أشهر في معسكر للعمل القسري لعدم “ضبط درجة الحرارة بشكل صحيح”. وعوقب موظفون آخرون.

وقال المصدر إن مُزارعة أزهار تُدعى كيم في الأربعينيات من عمرها استُدعيت كل يوم إلى لجنة الحزب بالمقاطعة لتقديم تقرير عن حالة الأزهار وكتابة تقارير النقد الذاتي.

أزهار كيميلسونغيا وكيمجونغيليا الوطنية في كوريا الشمالية (Daily NK)

رغم ذلك فلا يبدو أن المسؤولين رفيعي المستوى يتحملون أي مسؤولية عن حالة هذه البيوت الزراعية. ويشير بعض الكوريين الشماليين إلى أن هؤلاء المسؤولين فشلوا في توفير حتى أبسط الأشياء مثل الحطب لصيانة الدفيئات. ويتساءل الناس الآن عن سبب إلقاء اللوم على العمّال من المستوى الأدنى.

وزُرعت زهرة الكيمجونغيليا في الأصل من قِبل عالم النبات الياباني (كامو موتوتيرو) الذي كان يحترم بشدة الزعيم الكوري الشمالي الراحل وأمضى 20 عامًا في البحث والتطوير بالمصنع.

وفي كوريا الشمالية، يشار إلى الكيمجونغيليا باسم “الزهرة الخالدة” ويمكن العثور على دفيئات خاصة تزرعها في جميع أنحاء البلاد.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع أجنبية