لبنان.. غضب عارم بعد انتشار فيديو لتعذيب عمال سوريين ولبنانيين (فيديو)

المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني أعلنت فتح تحقيق في الحادث (غيتي)

لا تزال حادثة تعذيب عدد من الشبان اللبنانيين والسوريين في محافظة جبل لبنان، تحظى بصدى واسع عبر المنصات الرقميّة.

وكان مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع، أظهر تعرض شبان لضرب وتعنيف وتعذيب من صاحب مزرعة يعملون لصالحه في قطف الكرز بمنطقة مجدل العاقورة (إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء جبيل في محافظة جبل لبنان).

وتعالت أصوات مطالبة بالقبض على المعتدي ومحاسبته على فعلته وإنزال عقوبات قاسية بحقّه حتى لا تتكرر هذه المشاهد مرة أخرى.

وكتب الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القره داغي عبر حسابه في تويتر “ليس بشرًا ولن يرحم عند الله ولا بين الناس من كان ظالمًا. حوقلت وحسبلت بعد مشاهدتي فيديو تعذيب عمال قطف الكرز بمنطقة مجدل العاقورة لبنان من قبل صاحب أرض كان كاذبًا أراد التخلص من أجورهم بعد انتهاء عملهم فاتهمهم بالسرقة وعذبهم. الظلم مؤذن بالخراب. الإهانات إعانات لميلاد المتطرفين”.

وغرد بسام القنطار مفوض العلاقات الدولية في الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان قائلًا “مشاهد التعذيب الوحشية المرتكبة ضد العمال الزراعيين في العاقورة تعيد التذكير بخطورة ثقافة الإفلات من العقاب التي يتحمل القضاء اللبناني دورًا أساسيًا في تكريسها، بسبب عدم تطبيقه لقانون تجريم التعذيب ومعاقبة مرتكبيه والتعويض على ضحاياه”.

وعلّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على المشاهد بالقول “حادثة تعذيب وإهانة مجموعة عمّال بينهم لاجئون سوريون وأطفال ببلدة مجدل العاقورة وحشية وصادمة، وتستدعي محاسبة عاجلة ومعالجة منهجية ومنظّمة لجذور تلك الممارسات غير الإنسانية”.

واتهم صاحب المزرعة الضحايا بسرقة ساعة يد ونظارات شمسية، إلا أنّهم أكّدوا له أنهم أبرياء، ما دفعه لاستقدام مجموعة من الشبان واشترك معهم في ضرب العمال ضربًا مبرحًا بأدوات حادة وبأسلاك كهربائية، بعد نزع ملابسهم عنهم.

وكانت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني أعلنت الأربعاء، عن فتح تحقيق في الحادث بعد تداول الفيديوهات، وأفادت بأنه جرى أخذ إشارة بإحضار المتهم للاستماع إلى إفادته بهذا الشأن.

وقال رئيس بلدية مجدل عاقورة سمير عساكر لصحيفة النهار اللبنانية، الخميس، إن المعتدي لم يُلق القبض عليه بعد.

وأصدرت البلدية بيانًا قالت فيه إنها ترفض “بشكل قاطع الممارسات الفظيعة التي أقدم عليها أحد أبناء البلدة، ويؤكدون أن كل هذه الارتكابات ليست من شيمنا ولا أخلاقنا ولا عاداتنا، ولا تمثل أهالي المجدل وهم منها براء، وهي لا تتعدى كونها عملًا فرديًا لا يُعنى به إلا مرتكبه”، وطالبت باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة المعتدي.

من جانبه، أصدر حزب القوات اللبنانية بيانًا تبرأ فيه من المعتدي الذي ينتمي للحزب، وقال البيان إن “القوات اللبنانية تنفي جملة وتفصيلًا أي علاقة لها بهذه الحادثة المستنكَرة”.

وأضاف البيان “حقيقة الأمر أنّ أحد أصحاب البساتين والذي صدف أنّه من المنتسبين إلى حزب القوات اللبنانية، وعلى أثر خلاف حدث بينه وبين هؤلاء العمال، قام بما قام به من تصرُّف مُستهجَنٍ ومُستَنكَرٍ”.

المصدر : الجزيرة مباشر + خدمة سند + مواقع التواصل