بعد تسجيل درجات حرارة قياسية في أوربا.. الحر يذيب مدرج قاعدة عسكرية بريطانية

دمرت الحرائق نحو 11 ألف فدان في إسبانيا (رويترز)

تشهد أوربا درجات حرارة قياسية بسبب موجة حر شديدة تسببت في وفيات وحرائق غابات، وأدت إلى ذوبان مدرج أكبر قاعدة عسكرية لسلاح الجو الملكي البريطاني.

وأعلن مصدر عسكري بريطاني، أمس الاثنين، أن سلاح الجو الملكي أوقف الرحلات في أكبر قاعدة عسكرية تابعة له في المملكة، وهي قاعدة (برايز نورتون) العسكرية في (أكسفورد شير) بسبب ذوبان مدرجها جراء موجة الحر التي تضرب بريطانيا وأنحاء أوربا هذه الأيام.

وشهدت بريطانيا أمس الاثنين، أشد أيامها حرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، مما أجبر شركات القطارات على إلغاء بعض خدماتها ودفع السلطات الصحية إلى نشر مزيد من سيارات الإسعاف.

وتم تعليق الحركة الجوية في مطار لوتن شمال لندن بسبب “عيوب” في أرض المدرج ناجمة عن ارتفاع الحرارة، وستبقى مدارس عدة في بريطانيا مغلقة الثلاثاء بسبب الحر، كما حذرت السلطات من إمكانية حدوث اضطرابات في حركة النقل.

وحذر خبراء الأرصاد الجوية في بريطانيا من حدوث اضطرابات في بلد غير مجهز لمواجهة ظواهر مناخية قاسية تقول السلطات إنها قد تعرض حياة الناس للخطر.

وتوقع خبراء الأرصاد أن تتجاوز الحرارة، اليوم الثلاثاء عتبة 40 درجة، في سابقة في تاريخ هذا البلد. ويلقي العلماء باللائمة في هذا الارتفاع على التغير المناخي ويتوقعون ظواهر مناخية أشدّ قساوة وأكثر تواترا في السنوات المقبلة.

فرنسا

وفي فرنسا، سجل عدد من البلدات والمدن أعلى حرارة على الإطلاق، الاثنين، بحسب ما أعلنت الأرصاد الجوية.

فقد سجلت الحرارة 39.3 درجة مئوية في بريست المطلّة على الأطلسي في أقصى الشمال الغربي من فرنسا، وهي درجة عالية مقارنة بالمستوى القياسي السابق المسجل في 2002 وهو 35.1 درجة مئوية.

أيرلندا وهولندا وبلجيكا

وفي إيرلندا سُجلت 33 درجة مئوية في فينيكس بارك بدبلن، أي أقل بـ0.3 درجة من المستوى القياسي المسجل في 1887، بحسب مركز الأرصاد.

وسجلت مستويات حرارة قياسية في هولندا بلغت 33.6 درجة مئوية مع تحذير من احتمال وصولها إلى 38-39 الثلاثاء.

ويتوقع أن تبلغ الحرارة في بلجيكا 40 درجة فأكثر.

تغير مناخي قاتل

في إسبانيا أودت حرائق في مقاطعة ثامورا بشمال الغرب البلاد بحياة راع عمره 69 عاما، على ما أعلنته السلطات المحلية، وقبل يوم لقي إطفائي حتفه في نفس المنطقة. وفي يوم الخميس أعلنت وفاة موظف مكتب في الخمسينيات من عمره جراء ضربة شمس في مدريد.

وقالت السلطات إن قرابة 20 حريق غابات لا تزال تشتعل من الجنوب إلى غاليثيا في أقصى شمال الغرب، حيث دمرت الحرائق قرابة 4500 هكتار (11 ألف فدان) من الأراضي.

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في زيارة لإكستريمادورا “التغير المناخي قاتل”، وأضاف “إنه يقتل الناس، مثلما رأينا ولكنه يقتل أيضا نظامنا البيئي وتنوعه. ويدمر السلع الأكثر قيمة في مجتمعنا ومنازلكم وأعمالكم وماشيتكم”.

البرتغال

وفي البرتغال، تستمر حالة إنذار من حرائق الغابات، رغم تسجيل انخفاض طفيف في الحرارة التي بلغت الخميس الماضي 47 درجة مئوية، وهو مستوى قياسي في شهر يوليو/ تموز.

وأودت الحرائق بحياة شخصين، وتسبّبت في إصابة نحو 60 بجروح، ودمرت ما بين 12 و15 ألف هكتار من الأراضي.

وقال خبراء المفوضية الأوربية إن 46% من أراضي الاتحاد الأوربي معرضة لجفاف يستدعي التحذير منه، وإن 11% عند مستوى الإنذار إذ أصبحت المحاصيل تعاني من نقص المياه.

المصدر : وكالات