ناسا تنشر صورة مذهلة لبقايا انفجار “مستعر أعظم” وتكشف تفاصيل جديدة عن تشكّل النجوم (شاهد)

صورة جديدة لسديم العنكبوت (ناسا)

في كشف جديد يُظهر مقدار عظمة الكون واتساعه، التقط تلسكوب “جيمس ويب” التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) صورة جديدة لسديم الرتيلاء، المعروف أيضًا بـ”سديم العنكبوت”.

وأوضحت ناسا في بيان أن سديم العنكبوت -الذي أُطلِقت عليه هذه التسمية نسبةً إلى شكل سُحب الغاز والغبار فيه ويقع على بُعد 161 ألف سنة ضوئية- هو الأكبر والأكثر توهّجًا بين مناطق تَشكُّل النجوم في كل المجرات القريبة من مجرة “درب التبانة” التي يقع كوكبنا ضمنها، ويضم أشهر النجوم المعروفة وأكبرها حجمًا.

وركّز العلماء دائمًا على هذا السديم لدراسة عملية تَكوُّن النجوم، إلا أن صور تلسكوب “جيمس ويب” تكشف تفاصيل جديدة، منها آلاف النجوم الشابة التي لم تكن ظاهرة حتى الآن للتلسكوبات السابقة.

 

نجوم زرقاء فتيّة

وتبدو مجموعة من النجوم الزرقاء الفتيّة الشديدة السطوع في وسط الصورة الملتقطة بواسطة أجهزة مرشد “تشاندرا للأشعة السينية” التابع لوكالة ناسا، بينما يقوم برصد مجال الأشعة تحت الحمراء القريبة غير الظاهر بالعين المجردة، مما جعله يرصد أيضًا بقايا انفجارات المستعر الأعظم (سوبر نوفا) التي سترسل في النهاية عناصر مهمة مثل الأكسجين والكربون إلى الفضاء حيث ستصبح جزءًا من الجيل التالي من النجوم.

ويتكرر حدوث المستعرات العظمى في مجرة درب التبانة بمعدل مرتين في القرن الواحد، وكان آخر “مستعر أعظم” شاهده البشر قد اندلع في السماء عام 1987، وقد شاهده سكان نصف الكرة الأرضية الجنوبي يلمع نهارًا، حيث وقع الانفجار على بُعد 168 ألف سنة ضوئية في السحابة الماجلانية الكبرى لنجم أزرق كان يسكن أيضًا في سديم العنكبوت، لذا تعذّرت رؤيته في الوطن العربي.

ويختلف التركيب الكيميائي لسديم العنكبوت عن معظم السُّدُم الموجودة في مجرة درب التبانة، فهو يمثل الظروف في مجرتنا التي كانت موجودة منذ مليارات عدة من السنين عندما كانت النجوم تتشكل بوتيرة أسرع بكثير مما يراه علماء الفلك اليوم، مما يعني أن دراسة هذا السديم توفر للعلماء فرصة لمعرفة المزيد عن كيفية تشكّل النجوم في مجرتنا في الماضي البعيد.

وتلسكوب “جيمس ويب” هو مشروع تعاوني لوكالات الفضاء الأمريكية والأوربية والكندية، وقد أُطلق في ديسمبر/كانون الأول 2021 ويُعَد خليفة تلسكوب “هابل” الفضائي.

وتتمثل إحدى المهام الرئيسية لتلسكوب جيمس ويب في استكشاف العصور المبكرة للكون، وذلك لأنه -في علم الفلك- يوازي الغوص في الفضاء العودة في الزمن، لأن الضوء المرصود قد سافر لمليارات السنين قبل أن يصل إلينا.

المصدر : الجزيرة مباشر + ناسا