كيف نرد على المشككين في السُّنة النبوية؟ ولماذا يُستهدف الإمام البخاري؟ أستاذ حديث يجيب (فيديو)

فنّد أستاذ الحديث المشارك بجامعة قطر الدكتور عبد السلام أبو سمحة حجج منكري حجية السنة النبوية، وذلك في لقاء مع برنامج (أيام الله) على الجزيرة مباشر.

وقال أبو سمحة “هؤلاء المنكرون قالوا ما ورد عن النبي ﷺ من عمل نأخذ به، إذا بإقرارهم هناك وحي آخر قالوا إنه نقل إلينا عمليًّا، وهذا معناه أن هناك وحيًا آخر أنزل على النبي ﷺ غير القرآن”.

وأضاف “بالتالي العمل الذي عمله النبي في الصلاة وفي الصيام وفي الزكاة كان فيه موحى له”.

وتساءل أبو سمحة “من أين جاؤوا بالعمل فقط لا القول؟ هل جاءت آية في القرآن الكريم تقول خذوا بأعمال النبي؟ أم جاءت آية تقول {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}؟”.

وقال: “انظر إلى الصلاة والحج كانت المقدمة في أخذهما بوحي قولي من النبي، فقد قال ﷺ “صلوا كما رأيتموني أصلي”، هذا قول ومنه عرف الناس أن النبي سيصلي بهم ويأخذون عنه آلية الصلاة، وفي الحج الذي حج فيه بالناس بدأ بقوله “خذوا عني مناسككم”.

واستطرد قائلًا “لهؤلاء المشككين نقول كيف تفرقون بين الأمر بأخذ الصلاة عن النبي من النبي، وبأخذ الحج العملي عن النبي من النبي، وتفرقون بين قوله وعمله؟”.

وأضاف “أما الزكاة، فكثير من الزكوات لم يخرجها النبي ﷺ، ومبحث الزكاة كله مبحث عملي، ولكن لمن؟ لمن يملك”.

وتابع “وجاءت أحاديث عن النبي ﷺ في زكاة الزروع وزكاة الإبل وزكاة الغنم وأنواع متعددة من الزكاة، فهل مارس النبي ﷺ وسلم كل هذه الأنواع من الزكاة عمليًّا؟ أبدًا”.

وبيّن أبو سمحة موقف هؤلاء المشككين قائلًا “إنهم يريدون إقحام هذه الإشكالية على السنّة حتى يقولوا نحن نصلي ولا يدخلوا في تناقض، لأنهم إذا أنكروا حجيّة السنة دخلوا في تناقض”.

وأضاف “إذا قيل لهم كيف تصلّون؟ قالوا نأخذ السنّة العملية ونقول لهم: أنتم قلتم السنة ليست حجة فكيف ميّزتم بين العمل والقول؟”.

استهداف البخاري

وردًّا على سؤال: لماذا يُستهدف الإمام البخاري بالهجوم دائمًا، قال أبو سمحة إن “البخاري هو أول من أفرد الحديث الصحيح دون غيره، فقال هذه الأحاديث التي سآتي بها في هذا الكتاب كلها أحاديث صحيحة”.

وتابع “ثانيا، أن الإمام البخاري عرض هذا الكتاب على علماء عصره وفيهم النقّاد والعلماء من شيوخ البخاري، فتلقوه ودرسوه وأقروا للبخاري فيه بالصنعة، ثم تلقت الأمة هذا الكتاب بالقبول”.

أما السبب الثالث -كما قال أبو سمحة- فهو قولهم إن البخاري هو الرأس فإذا قضوا عليه قضوا بالتالي على من بعده.

ورصدت تقارير عدة، تشكيك بعض الشخصيات في السنة النبوية الشريفة، عبر الطعن في صحيح البخاري الذي لم يختلف علماء الأمة الإسلامية على أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم.

المصدر : الجزيرة مباشر