مساجد تبث تكبيرات العيد وأخرى تُقيم التراويح.. الانقسام يحرم الليبيين من الاحتفال بالعيد معا

ساحة الشهداء في العاصمة الليبية طرابلس (غيتي- أرشيفية)

يحتفل الليبيون هذا العام بعيد الفطر في يومين مختلفين وسط استمرار الانقسامات السياسية المريرة رغم مساعي تحقيق السلام المستمرة منذ سنوات.

وأمس الخميس، قالت دار الإفتاء في شرق ليبيا والمتحالفة مع البرلمان الذي يتخذ من الشرق مقرًا له إنه تم رصد الهلال الليلة الماضية الأمر الذي يعني أن العيد يبدأ اليوم الجمعة.

قي حين، قالت دار الإفتاء في العاصمة طرابلس -مرتبطة بحكومة الوحدة الوطنية- إنه لم تثبت رؤية الهلال، ما يعني أن على الناس مواصلة الصيام، اليوم الجمعة، وأن أول أيام العيد سيكون غدًا السبت.

وعادة ما تتولى الهيئة الدينية الرسمية إعلان موعد العيد في كل بلد، إلا أن ليبيا لم تشهد استقرارًا يذكر منذ 2011 بعد الثورة التي أطاحت بمعمر القذافي.

وفي 2014، انقسمت البلاد بين الفصائل المتحاربة في الشرق والغرب، وهو خلاف لا يزال قائمًا على الرغم من الهدوء النسبي منذ 2020.

وقال عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس إن على الناس اتباع قرار المفتي والانتظار حتى يوم السبت.

وأضاف في تغريدة عبر تويتر “بعد تعذر رؤية هلال العيد فإن غدًا الجمعة متمم لرمضان، لنستقبل بعدها عيد الفطر، ونودع الشهر الفضيل وكلنا رجاء بأن نكون من المرحومين المقبولين. كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله صيامكم”.

بدروه، هنأ فتحي باشاغا -رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب الليبي- الليبين بحلول العيد مغردًا “كل عام وأنتم بألف خير بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليُمن والبركات، علينا أن نستغل هذه الأيام المباركة لتناسي الخلافات، وإعلاء مبادئ العفو والصفح والتسامح، والالتفاف لبناء وطننا والوصول به إلى الاِنتخابات الرئاسية والبرلمانية”.

وعوّل ليبيون على المجلس الأعلى للقضاء ليحسم الأمر عبر فتح المحاكم لتسجيل شهادة المواطنين حول رؤية الهلال والإعلان عن موعد واحد لعيد الفطر في ربوع البلاد.

وأثار التضارب في موعد العيد حالة من الجدل والانتقادات عبر المنصات الليبية والعربية أيضًا، أرجعها ناشطون إلى الخلاف السياسي، فيما طالب آخرون بتنحية الفرقة والخلافات فيما يتعلق بالشأن الديني وبما يمسّ أمور العامة.

وعبّر ليبيون عن ثقتهم بالمفتي قائلين إن كلمته بشأن رؤية الهلال من عدمه هي محل ثقة، فيما اعتبر آخرون أن القاضي هو المخول بالفصل في شهادات الرؤية.

وقال أحمد مصباح (50 عامًا) وهو من سكان طرابلس واختار الاحتفال بالعيد اليوم الجمعة “هذا جنون، وأدعو له أن ينتهي هنا، نحن منقسمون بين الصائمين ومن توقف عن الصيام”.

وقال محمد سالم وهو من طرابلس وما زال صائمًا “الانقسام بين الشرق والغرب في مثل هذه المناسبة السعيدة مؤلم ويحزنني. أخشى أن تتعمق المزيد من الانقسامات في حياتنا في ليبيا”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات