ناشطة تستنسخ نفسها بالذكاء الاصطناعي للدردشة مع معجبيها مقابل دولار لكل دقيقة

هذه الخطوة تأتي وسط زيادة الاهتمام العالمي بتقنية الذكاء الاصطناعي (رويترز)

كشف تقرير لوشنطن بوست، الجمعة، استخدامًا جديدًا للذكاء الاصطناعي، إذ بدأت ناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي تقديم خدمة باسمها مستخدمة التقنية الحديثة مقابل دولار واحد لكل دقيقة.

ويقول التقرير إن كارين مارخوري (23 عامًا) وهي مؤثرة أمريكية على وسائل التواصل الاجتماعي ولديها نحو مليوني متابع، لا تمتلك الوقت الكافي للدردشة مع متابعيها، أو الرد على استفساراتهم، حيث تنشر صورها ومقاطع مصورة لأنشطتها طوال اليوم، وتبلغ نسبة الذكور بين متابعيها نحو 98%.

ويضيف التقرير أنها تخصص 5 ساعات من وقتها كل يوم للرد على تعليقات وأسئلة المتابعين على منصة تلغرام، التي أنشأت عليها مجموعة خاصة بها تتضمن الدفع مقابل الانضمام، ورغم ذلك لا تستطيع الرد على غالبية الأسئلة والتعليقات فيها، ولهذا السبب لجأت إلى الذكاء الاصطناعي، فأسست -هذا الأسبوع- خاصية جديدة للدردشة بتقنية (تشات جي بي تي) باستخدام صوتها وتوجهاتها وشخصيتها بالكامل، للرد على أسئلة المتابعين مقابل دولار واحد لكل دقيقة.

قد تجني 5 ملايين دولار شهريا

ويشير التقرير إلى أن الخدمة الجديدة التي دشنتها بعنوان “تحدث مع نسخة كارين بالذكاء الاصطناعي”، تشعر بأنك تتحدث مع كارين مارخوري بنفسها، وقد تحدث موقع (فورتشان) الاقتصادي عن الخطوة الجريئة، وتوقّع أنه بعد إحصاء عدد المشاركين الراغبين في استخدام الخدمة قد تحصل كارين على ما يقرب من 5 ملايين دولار شهريًا، فقد جنت من الخدمة نحو 100 ألف دولار خلال أول أسبوع، مؤكدة أن لديها قائمة انتظار بالآلاف للانضمام إلى الخدمة.

وقالت كارين لواشنطن بوست “يمتلك متابعيّ رابطًا قويًا بي، ولذلك يراسلونني كل يوم، وبدأت أشعر قبل عام أن الجهد المطلوب مني للرد عليهم لا يحتمله بشر، وأشعر في الوقت نفسه بشعور سييء لعدم الرد على أغلب التعليقات، وبشكل شخصي وفردي لكل تعليق، كنت أتمني أن أستطيع لكني لا أمتلك تلك القدرة”.

(الأناضول)

ويضيف التقرير أن هذه الخطوة تأتي وسط زيادة الاهتمام العالمي بتقنية الذكاء الاصطناعي، وإعلان كبرى الشركات دمجها في محركات البحث الخاصة بها، لكنها توضح كيفية استخدام الأفراد التقنية في تطبيقات مختلفة، خاصة فيما يمكن أن يضاهي المحادثات أو العلاقات الشخصية بين المشاهير ومحبيهم، الأمر الذي سيكون له أثر هائل خاصة بعد سهولة استخدام التقنية في المستقبل.

أصوات للأبد

وينتقل التقرير للحديث عن شركة (فوريفر فويسيز) أو أصوات للأبد، التي تبنت تأسيس وتشغيل الخدمة، وأنشأت خدمات مماثلة في السابق، أتاحت للمتابعين النقاش صوتيًا مع شخصيات مثل الرائد في مجال التكنولوجيا الراحل ستيف جوبز، وكاني ويست، ودونالد ترمب، مشيرًا إلى أن الشركة سعت من خلال أحدث خدماتها والأكثر تعقيدًا، إلى أن تقدم للمستخدمين خدمة أشبه “بالخليلة أو الصديقة” الرقمية.

وينقل التقرير عن جون مايار -الشريك المؤسس للشركة- قوله إنه أسسها العام الماضي بعدما كان يحاول استخدام الذكاء الاصطناعي، لتطوير تقنيات تسمح له بالتواصل مع والده المتوفي، عام 2017، وتمكّن من بناء نسخة صوتية له، مضيفًا “لقد كان أمرًا مذهلًا أن أتحدث إليه مرة أخرى بطريقة أكثر ارتباطًا بالأمور الجارية”.

ويؤكد التقرير أن الشركة التي لديها 10 موظفين حاليًا، ليس بينهم مدير للأخلاقيات، وتسعى لتوظيف شخص فيها تؤكد أن لديها العديد من المعايير الاخلاقية رغم ذلك، وينقل عن مايار قوله “أعدّ نفسي من المتطلعين إلى المستقبل، وعندما أفعل أعتقد أن هذه مجرد بداية للمزيد من التنوعات والاستخدامات للذكاء الاصطناعي”.

يُشار إلى أن شخصًا في بلجيكا أقدم على الانتحار قبل نحو شهرين بعدما قضى 6 أسابيع في الدردشة مع الذكاء الاصطناعي، في حادثة هي الأولى من نوعها في التاريخ البشري.

ونقلت صحيفة (ليبرا) البلجيكية عن زوجته أنهما كانا يعيشان حياة هادئة مع طفليهما، لكن القلق استبد به وانشغل فكره تمامًا بقضايا البيئة والمناخ قبل عامين، لتصبح همه الأول، واعتقد أن الحديث مع تطبيق ذكاء اصطناعي قد يعينه على الحصول على إجابات شافية لأسئلته، حيث فقد الأمل في قدرة الإنسان على حل مشاكل البيئة والمناخ، وعوّل على الذكاء الصناعي لحلها.

المصدر : صحف أمريكية + واشنطن بوست