يجتمعون كل يوم فوق ركامها.. مأساة عائلة فلسطينية دمّر الاحتلال الإسرائيلي منازلها في غزة (فيديو)

زارت كاميرا الجزيرة مباشر، الخميس، موقع منازل عائلة “بنات” التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي بمدينة بيت لاهيا في قطاع غزة خلال عدوانه الأخير، ووقفت على حجم الخراب الذي خلفه هناك.

ولم تتمكن العائلة من أخذ أي من أمتعتها بعد تلقي اتصال من ضابط مخابرات بجيش الاحتلال الإسرائيلي طالبها فيه بمغادرة المكان خلال ثوان، لأن القوات ستضرب المربع بأسره.

وتجتمع العائلة الكبيرة التي هُدمت منازلها أمام الركام منذ ساعات الصباح الأولى، ولا تغادر المكان إلا ليلا للمبيت عند أقاربهم ثم العودة من جديد.

وأوضحت مراسلة القناة غالية حمد، أن الأمر يتعلق بـ4 من منازل العائلة الكبيرة، بُنيت إلى جانب قبر والدهم الذي تعرض أيضا لخسائر جراء قصف الاحتلال.

وقالت (اعتماد بنات) إنها تأتي من منزلها كل يوم لمُؤازرة إخوتها واسترجاع ذكريات بيت العائلة الكبير الذي بناه والدها، وترعرعت فيه هي وأشقاؤها وعاشت جزءا من حياتها.

واسترجعت اعتماد لكاميرا الجزيرة مباشر من فوق أكوام الحطام ذكريات العائلة الكبيرة وتجمعاتها تحت أشجار الليمون والزيتون في باحة المنزل وإعدادها للطعام جماعيا.

ويصر أفراد العائلة على التجمع فوق ركام منازلهم المهدمة والأجزاء الباقية منها المتوقع سقوطها كل يوم، رغم خطورة الوضع، قائلين “لا مكان نذهب إليه”.

وقد كشفت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية أن عدد المنازل المهدمة كلّيًّا في قطاع غزة بالعدوان الإسرائيلي الأخير، وصل إلى 103 منازل.

وأفادت في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، بتضرر ما يزيد على 2800 منزل بأضرار جزئية منها 140 منزلا تضررت جدًّا فأصبحت غير صالحة للسكن.

وبلغت التقديرات المالية للمبالغ اللازمة لإعادة إعمار وتأهيل المنازل المدمرة والمتضررة حوالي 10 ملايين دولار، وقالت الوزارة إن هذه التقديرات نتجت عن المسح الأولي.

وأفادت أرقام وزارة الأشغال العامة والإسكان أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي تسبب في تشريد أكثر من 200 أسرة فلسطينية، أي أن أكثر من 1000 مواطن فلسطيني أصبحوا بلا مأوى ويعيشون في ظروف إنسانية صعبة.

وشنّت طائرات الاحتلال فجر الثلاثاء 9 مايو/ أيار، غارات على قطاع غزة استمرت أيامًا، وأسفرت عن استشهاد 33 فلسطينيًّا بينهم 6 أطفال و3 نساء، و6 من قادة “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، فضلًا عن إصابة 147 بجروح مختلفة، وردت الفصائل الفلسطينية على ذلك العدوان برشقات صاروخية وصلت إلى تل أبيب ومدن عدة في العمق الإسرائيلي.