اتهامات متبادلة بين سعوديين وإماراتيين .. هل بدأت الخلافات تطفو على السطح؟
تبادل إعلاميون سعوديون وإماراتيون هجوما حادا، خلال الأيام الماضية، في سلوك فسره مراقبون على وجود توترات وخلافات حادة بين الرياض وأبوظبي بدأت تطفو على السطح.
- في أحدث هجوم له، شن الكاتب والمحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي هجوما على الإمارات، على قناة اليمن الرسمية التي تبث من الرياض.
- العقيلي قال” إذا ثبت قصف الإمارات للجيش اليمني فإن ذلك يعد عدوانا واحتلالا واستعمارا لا يرضاه الضمير الوطني اليمني، ولا يرضاه الضمير القومي العربي.”
- دعا العقيلي إلى إنهاء دور التحالف، وتحويله إلى تعاون ثنائي، مع الحكومة اليمنية والسعودية، في إشارة منه إلى إنهاء دور الإمارات في اليمن، وسحب شرعية وجودها.
المحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي: الامارات دولة عدوان احتلال ويجب طردها من اليمن .#الامارات_تقصف_الشرعية
pic.twitter.com/vfpddgIiiP— ياسر الحسني | Yaser Alhasani (@YaserAlhasani) August 29, 2019
- كتب الإماراتي خلفان الكعبي، الذي يعده مراقبون معبرا عن وجهة نظر النظام الحاكم في الإمارات التدوينة التالية:
رسالة من ابن التحالف إلى رجال الإمارات والسعودية
الحوثة استهدفوا حقل نفطي يبعد أكثر من ألف كيلو متر من شمال اليمن بعد مضي 53 شهرا
كمتتبع عن قرب للحرب في اليمن السنوات الأولى للعمليات كانت ناجحة بكل المقاييس، فماذا حدث في الفترة الأخيرة ارجو مراجعة اسلوب إدارتكم للحرب
الامر واضح— خلفان الكعبي (@KhalfanAlkaabi5) August 21, 2019
- رد الكاتب السعودي سليمان العقيلي:
الامر واضح با خلفان..
هل تريدون طرد النفوذ السعودي
من اليمن كله؟
يمن جنوبي
تسيطرون عليه
يكرس يمنآ شماليآ
تسيطر عليه ايران!
وتريدون اسقاط الحكومة الشرعية (صديقة الرياض)لكي يتحقق هذا السيناريو.
ولا يبق في اليمن صديق للسعودية !؟
هكذا
الامر واضح يا خلفان
سجل يا تاريخ واشهد يازمن https://t.co/vRditShWTn— سليمان العقيلي (@aloqeliy) August 21, 2019
- كتب السعودي سلمان الأنصاري مدير مركز العلاقات السعودية الأمريكية في واشنطن، تغريدة:-
خلط الأوراق الذي حدث في #عدن وجنوب #اليمن بلا تنسيق مع قيادة التحالف ماهو والله إلا خيانة صريحة مكتملة الأركان؛ وطعن حقيقي في الظهر؛ وسيخسر خسارة (فادحة جدا) كل من كان وراءه على المدى المتوسط والبعيد.
ف #السعودية قد تسامح بحكمتها وعلو شأنها متى رأت ذلك؛ ولكنها (لا تنسى).
— Salman Al-Ansari سلمان الأنصاري (@Salansar1) August 21, 2019
- بدوره، كتب الإعلامي السعودي سلطان الطيار في تغريدة:-
تنشئ تحالف لدعم الشرعية
فينشئ ( صديقك ) فصائل للتمرد عليهاتدعم وحدة بلد مجاور أمن وطنك من أمنه واستقراره
فيتوعد ( صديقك ) بتقسيمه وإدخاله في الفوضىتحشد جيش للتقدم في الخطوط الأمامية
فيفتح (صديقك) جبهة تشغلك في الخطوط الخلفيةأهكذا تكون الصداقة والا حنا فاهمين الصداقة غلط؟
— م. سلطان الطيار (@SMTayyar) July 29, 2019
- إلى جانب ذلك، شن إعلاميون ومغردون سعوديون معروفون هجوما حادا على المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.
- من هؤلاء الإعلامي السعودي خالد المطرفي مدير مكتب العربية السابق، والصحفي السعودي بدر القحطاني، والصحفي السعودي إبراهيم السليمان، والإعلامي السعودي منصور الخميس.
- في المقابل، شن إعلاميون ومغردون إماراتيون معروفون هجوما حادا على الشرعية وعلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورحب عدد منهم بالغارات التي شنتها الطائرات الإماراتية على الجيش اليمني في عدن.
- من هؤلاء الكاتب في صحيفة البيان الإماراتية هاني مسهور، الذي مجد في سلسلة من التغريدات الضربة الجوية التي نفذتها الطائرات الإماراتية ضد الجيش اليمني.
- أمّا الأكاديمي الإماراتي المقرب من دوائر الحكم في أبوظبي عبدالخالق عبدالله، فقد وجه تساؤلا للسعودي عضوان الأحمري، قال فيه:-
هو وغيره أكدوا مرارا انهم يعبرون عن قناعات شخصية ومعظمهم تعرض للمساءلة بسبب ذلك. لكن السؤال هل انت وبقية الزملاء في الطرف الآخر تعبرون عن قناعات شخصية ام وفق توجيهات رسمية. ثم ما المانع ان نختلف في قضية الشمال والجنوب دون ان يعني ذلك وجود خلاف واختلاف بين اقوى حليفين في المنطقة https://t.co/MeJieckb2Z
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) August 24, 2019
- من ناحية أخرى، فإن الملاسانات والتراشقات الإعلامية شنت على مستوى الأدوات السياسية.
- عناصر تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يعد أداة من أدوات الإمارات في جنوب اليمن، شنت هجومها على وسائل إعلامية سعودية.
- نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك، رجل الإمارات في عدن، هاجم، في سلسلة تغريدات، قناة العربية وقناة الحدث، واتهمها بأنها من “الإعلام الإخونجي” بمهنية عالية.
- بن بريك: قناة العربية وفرعها الحدث أشد خبثا ومكرا، من ( قناة الجزيرة) لأنها محسوبة على المشروع العربي، على حد قوله.
الإعلام الإخونجي تقاسم الأدوار باقتدار فهم أكثر من يجيد هذه اللعبة فقناة العربية وفرعها الحدث مع قناة الجزيرة أتقنوا المهمة في خدمة الإخونج دوليا وإقليميا، إلا أن قناة العربية وفرعها الحدث أشد خبثا ومكرا؛ لأنها محسوبة على المشروع العربي بينما هي تخدم تنظيم الإخونج بمهنية عالية .
— هاني بن بريك (@HaniBinbrek) August 27, 2019
- في المقابل، شنت الحكومة الشرعية اليمنية عبر وسائل إعلام يمنية تبث من الرياض هجوما على أبوظبي، وطالبت برحيلها وسحب مشروعية وجودها في اليمن.
- فسر مراقبون هذا السلوك بأنه ضوء أخضر منحته السعودية لوسائل إعلام الشرعية لشن ذلك الهجوم، وهو ما قد يشير إلى وجود توتر بين الرياض وأبوظبي.
مذبحة الإرهاب الإماراتي في #اليمن
جميل عز الدين#مذبحه_الارهاب_الامارتي #الامارات_تقصف_الجيش_الوطني #الامارات_تقصف_الشرعيه pic.twitter.com/bhhsUoImS6— قناة اليمن الفضائية – Yemen Tv (@yemen1tv) August 30, 2019
- في حين صرح مسؤولون سعوديون وإماراتيون بأن السعودية والإمارات على توافق تام بما يتعلق بملف اليمن وإيران، ذكرت وكالة رويترز، وفق مصادر قالت إنها مطلعة، أن العاهل السعودي سلمان أبدى، عقب الانقلاب في 11 أغسطس/آب 2019، انزعاجه الشديد من الإمارات.
- يشير هذا إلى وجود شرخ في التحالف الذي يقوده عمليا نجل الملك ولي العهد محمد بن سلمان، والحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد، وأن المصدر المباشر للتوتر هو حرب اليمن الطاحنة، التي تسببت بتزايد الاحتكاك بين الدولتين، وفق الوكالة.
- الوكالة، أشارت إلى أن السبب الأشمل للتوتر بين البلدين هو القرار الذي يبدو أن الإمارات اتخذته بالتحول لخدمة مصالحها الوطنية، وإظهار نفسها بصورة الشريك الأكثر نضجا، والذي بمقدوره تحقيق استقرار المنطقة دون الاحتياج للرياض.
- وفق المصدر فإن” الإمارات تريد أن تظهر بمظهر الدولة الصغيرة التي تيسر تحقيق السلام والاستقرار لا التابع لطرف سعودي يبدو منتصرا وينزع للتوسع، وأن الأمر بشكل من الأشكل تقديم مصالحهم، لأنهم ( الإماراتيون) يعتقدون أن السعودية إذا كانت تنزع للتوسع فستبتلعهم”.
- كانت مجلة (ناشينونال إنترست) قد ذكرت أن التوتر في الخليج كشف عن أحد الخلافات بين السعودية والإمارات حول الاستجابة المناسبة للتحديات المشتركة، بخصوص ملف إيران.
- ففي حين اتخذت السعودية موقفا علنيا وقررت استخدام لغة المواجهة، ظلت الإمارات غامضة في تغطيتها الإعلامية للأحداث، ولم توجه أصابع الاتهام لإيران.
- على الجانب الآخر رأى محللون سياسيون أن السعودية والإمارات على توافق تام بما يخص الخطوط العريضة لأجندة البلدين في اليمن.
- قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة صنعاء الدكتور قيس النوري للجزيرة مباشر، إن الخلافات بينهما طفيفة ولا تؤثر على العلاقة المشتركة بين البلدين، وهناك شبه اتفاق على تقاسم الأجندة ومساحة النفوذ في اليمن.
- النوري: ما يخص التصعيد الذي تقوم به الحكومة الشرعية في اليمن ضد الإمارات، فإنه من الأرجح أن الأجهزة الاستخباراتية السعودية قد منحت الحكومة اليمنية تلك المساحة من الحرية الإعلامية، بناء على اتفاق مع الجانب الإماراتي، لامتصاص غضب الحكومة اليمنية، والاستمرار في التحايل عليها.
- النوري: الرياض، لجأت لذلك خصوصا بعد أن غدت بحاجة إلى طرف ترمي بأخطائها وفشلها عليه، وتتهرب من مسؤولياتها وواجباتها نحو الشرعية اليمنية.