ضابطه السابق في الموساد: أشرف مروان كان جاسوسا لإسرائيل

أشرف مروان (1944-2007)، صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
أشرف مروان (1944-2007)، صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

أكد ضابط سابق في المخابرات الإسرائيلية، وكان مسؤولا عن متابعة المسؤول المصري البارز الراحل أشرف مروان أنه كان جاسوسا لإسرائيل رغم نفي القاهرة لهذا الأمر.

ونقلت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية عن الضابط، الذي يستخدم اسم “دوبي”، أن زوج ابنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، حاول التواصل مع الملحق العسكري بالسفارة الإسرائيلية في لندن قبل أشهر من وفاة عبد الناصر في سبتمبر/ أيلول 1970، لكن لم يتم الرد على رسائله.

وقال دوبي، 86 عاما، إن مروان كان يكن مشاعر سلبية تجاه عبد الناصر، الذي قالت الصحيفة إنه كان ضد زواج ابنته الصغرى “منى” من مروان.

ونقلت الصحيفة عن دوبي، الذي قالت إنه الحديث الأول له لوسائل الإعلام، إن تجنيد مروان جاء عن طريق الصدفة. ففي لقاء جمع مسؤول الموساد في أوربا مع الملحق العسكري الإسرائيلي في لندن، عبر الأخير عن ضيقه من شخص يطارده ويلح في الاتصال به من خلال مكتبه ومنزله ويدعى أشرف مروان، الأمر الذي أثار حنق مسؤول الموساد، الذي كان يعرف من هو أشرف مروان.

وأضافت هاآرتس أن مسؤول الموساد قرر مخالفة عدة قواعد في ترتيب لقاء سريع مع مروان، الذي كان سيغادر لندن في اليوم التالي للقاء الملحق العسكري.

وكشف دوبي للصحيفة عن تفاصيل اللقاء الأول الذي جمعه بمروان في أحد فنادق العاصمة البريطانية في ديسمبر/ كانون الأول 1970، وكيف أن مروان قدم له تفاصيل كاملة عن الجيش المصري.

وقال دوبي إن مروان طلب الحصول على أموال كثيرة لقاء المعلومات التي كان يقدمها لإسرائيل، مشيرا إلى أنه في إحدى المرات قدم دوبي مبلغا من المال، لكن مروان رفضه وطلب 20 ألف دولار مقابل المعلومات التي قدمها.

وأضاف دوبي للصحيفة كيف أن مروان كان يفضل الحصول على المال في صورة مبالغ نقدية، ولم يتم تحويل الأموال إلى حساب بنكي سوى مرة واحدة.

وقدر دوبي ما حصل عليه مروان من الموساد بنحو مليون دولار، مشيرا إلى أنه بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأول وبعد أن أصبح مروان ثريا وتشعبت أعماله التجارية، أبلغ الموساد بأنه سيستمر في تقديم المعلومات بدون مقابل.

ونقلت هاآرتس عن دوبي أنه التقى مروان نحو 100 مرة في مدن أوربية، وغالبا ما كانت اللقاءات تتم في لندن.

وقال دوبي إن مروان كان على اتصال بأجهزة استخبارات دول أخرى مثل المخابرات البريطانية، لكن الموساد كان الجهاز الوحيد الذي دفع له المال.

وروى دوبي للصحيفة عدة وقائع قدم فيها مروان معلومات قيمة للجيش الإسرائيلي، وكان أهمها اللقاء الطارئ الذي عقد في وقت متأخر من يوم 5 أكتوبر/ تشرين الأول 1973.

وقال دوبي إن مروان حذر الموساد في اللقاء من أن مصر وسوريا ستشنان هجوما متزامنا ضد إسرائيل مع مغرب شمس اليوم التالي.

وأوضح دوبي إن رئيس جهاز المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر إيلي زعيرا هو من كشف عن اسم مروان لوسائل الإعلام في 2002، في محاولة منه لتحسين سجله بعد أن أدانته اللجنة التي شكلت بعد الحرب وأجبرته على الاستقالة.

وقال دوبي إن ذلك عرض حياة مروان للخطر.

وعثر على مروان ميتا بجوار البناية التي يسكن بها في لندن عام 2007، بينما بدا وكأنه نتيجة لسقوطه من شرفة شقته.

ونفت القاهرة أن يكون أشرف مروان جاسوسا لإسرائيل وأقامت جنازة رسمية له، كان على رأس المشاركين فيها الرئيس المصري حينها حسني مبارك وكبار المسؤولين المصريين.

المصدر : هاآرتس