وحدة التحقق بـ”الجزيرة مباشر” تكشف حقيقة مقطع فيديو الذبح بكنيسة مصرية

مقطع فيديو في كنيسة مصرية يثير الجدل على مواقع التاوصل
مقطع فيديو في كنيسة مصرية يثير الجدل على مواقع التاوصل

تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يُظهر أطفالًا يمثلون مشهد ذبح أقباط في ليبيا، داخل إحدى الكنائس الأرثوذكسية، وأثار المقطع جدلًا على مواقع التواصل في مصر.

وتقدَّم المجلس القومي للأمومة والطفولة ببلاغ لمكتب حماية الطفل التابع للنائب العام، مطالبًا باتخاذ إجراءات لحماية الأطفال الذين ظهروا في الفيديو، واعتبره المجلس تحريضًا على العنف.

وأدان المجلس في بيان نشره على صفحته بموقع فيسبوك مقطع الفيديو “لما تشكله هذه الواقعة من مخالفة للمادة 96 من قانون الطفل المصري، في شأن تعريض الأطفال للخطر، وإيذاء نفسي للأطفال القائمين على هذا التصرف، وتوجيههم إلى ممارسة السلوك العداوني والعنف”. 

وصرح بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، لوسائل إعلام مصرية أن الكنيسة لا توافق على هذا الفيديو، وأنهم بصدد جمع معلومات حول الكنيسة التي قامت بذلك.

وتتبعت “وحدة التحقق من المحتوى” التابعة لقناة “الجزيرة مباشر” مقطع الفيديو لتحديد مكانه وتاريخ تصويره، والذي تداولته -قبل يومين- حسابات عدة على موقع فيسبوك، ثم سارعت الحسابات التي نشرت أولًا بالحذف، وبقيت بعض الصفحات لم تحذفه، ومنها بدأ إعادة التداول بكثافة على مدار اليومين.

ومن خلال المقارنة والبحث توصلت “وحدة التحقق” إلى أن المقطع جرى تصويره داخل كنيسة مارجرجس بالقنطرة شرق عام 2019، والتي تتبع إيبارشية الإسماعيلية (إحداثياتها 30.8671307,32.3288274)، وتوصلت “وحدة التحقق” إلى أن القس إبراهيم جرجس قد أشرف على تصوير المقطع، وفق منشور بحساب الكنيسة على موقع فيسبوك.

وتوصلت “وحدة التحقق” كذلك إلى أن المقطع المتداول حديثًا كان في إطار عرض تحضيري (بروفة) قبل العرض الرئيسي، الذي نشرته الكنيسة على صفحتها على فيسبوك في سبتمبر/ أيلول 2019.

ويفسر ذلك تشابه النسخة القديمة مع النسخة المتداولة حديثًا، من حيث وجود الأطفال بالترتيب نفسه وملابس ممثلي دور الذبح، إلا أنها تختلف في حجم الحضور بالكنيسة، والذي يبدو أكبر عددًا من النسخة المتداولة حديثًا؛ لأنه يمثِّل الفرق بين العرض الرئيسي والبروفة.

وقد حذفت صفحة كنيسة مارجرجس على فيسبوك مقطع الفيديو بعد تناوله من قبل الجزيرة مباشر.

لكن الجزيرة مباشر حصلت على صور من مقطع الفيديو قبل حذفه.

 

وتباينت ردود الأفعال في التعاطي مع المقطع المتداول، ووصفه عددٌ من ناشطي مواقع التواصل بـ”غير المبرَّر” على الإطلاق. 

وهذا المشهد “التمثيلي” يشير إلى  فيديو ضحايا مصريين، كانوا سافروا إلى ليبيا بحثًا عن عمل، وقد اقتادهم عناصر من تنظيم الدولة في طابور على ساحل البحر، وأجبروهم على الجثو على الأرض ثم كبوا على وجوههم وقُطِّعت رؤوسهم في فيديو نشره موقع يؤيد التنظيم.

وكان تنظيم الدولة قد ذبح 21 مصريًا جميعهم من الأقباط، في 15 فبراير/شباط 2015، بمدينة سرت الليبية، وعثرت السلطات الليبية على رفاتهم بمدينة مصراتة على في 6 أكتوبر/تشرين أول 2017.

وعاقبت محكمة جنايات القاهرة، 25 من نوفمبر/تشرين ثانٍ 2017، سبعة متهمين بالإعدام في قضية ذبح الأقباط المصريين في ليبيا، وقضت بالسجن المؤبد على 10 آخرين.

كما عاقبت المحكمة باقي المتهمين، وعددهم ثلاثة، بالسجن المشدد 15 عامًا، وحوكم غيابيا ثلاثة ممن عوقبوا بالإعدام، واثنان ممن عوقبوا بالسجن المؤبد.

وقالت السلطات المصرية، حينها، إن اثنين من المحكوم عليهم بالإعدام -أحدهما هارب- شاركا في قتل المسيحيين المصريين الذين أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن قتلهم في فبراير/شباط 2015.

اقرأ أيضًا:

محكمة مصرية تقضي بإعدام 7 متهمين في قضية قتل أقباط في ليبيا

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل