صور مؤلمة.. موظف مصري يشعل النار في نفسه بميدان التحرير خلال بث مباشر (فيديو)
أشعل مواطن مصري النار في نفسه بميدان التحرير، الخميس، احتجاجا على ما قال إنه اضطهاد أمن الدولة له وتعذيبه، في وقت اتهم مصدر أمني جماعة الإخوان المسلمين “بتدبير الواقعة”.
وأظهر فيديو مباشر بثه الرجل عبر صفحته بموقع فيسبوك لحظة إضرامه النار في نفسه، مع اقتراب قوات الأمن منه في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية، والذي شهد اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2011.
وقال الرجل وهو موظف يدعى محمد حسني إن “السلطات المصرية طاردته ودمرت أسرته، وذلك بعدما أعاد للدولة أموالًا منهوبة”، مضيفًا “كلهم فاسدون، كلهم حرامية، كلهم يأكلون مال النبي”، مرددًا “حسبي الله ونعم الوكيل”.
وهدد الرجل بإحراق نفسه مع اقتراب جنود الأمن الموجودين في الميدان منه، وسكب على ملابسه كمية كبيرة من البنزين، مؤكدًا رفضه أن يصطَحب مجددًا إلى “الأمن الوطني”.
موظف بالجهاز المركزى للمحاسبات يحرق نفسه علي الهواء مباشرة بعد كشفه فساد النظام..
فهل يفيق الشعب الغافل من غيبوبته بعد ان ضحي هذا المواطن حياته من اجله؟ #ميدان_التحرير pic.twitter.com/i8iANL0Lyl— mohamed💪 abdelrahman👈 (@mohamed23404202) November 12, 2020
واشتكى حسني خلال مقطع الفيديو المتداول على منصات التواصل من حالته المادية والمعيشية؛ نتيجة ما أقدم عليه من محاولات كشفه “الفساد وغياب العدالة”، على حد قوله.
وقال إنه “مطارد من (وزارة) الداخلية، التي حاولت تلفيق قضايا له، ردًا على كشف فساد يخص مسؤولين كبارًا ورجال أعمال في الدولة”.
وانتقد “غياب العدالة في مصر، التي تسببت في فصله من عمله، والتحقيق معه من قبل الأمن الوطني (جهاز استخباراتي داخلي تابع لوزارة الداخلية المصرية، عُرف سابقا بأمن الدولة)”، مشدّدًا على أنه لا يتبع لجماعة “الإخوان المسلمين”، التي عادة ما يتهم النظام المصري المعارضين أو المنتقدين لأوضاع البلاد، بالانتماء إليها، كما يصنّفها النظام على أنها جماعة إرهابية.
وحاولت قوات الأمن إلقاء القبض عليه، لكنه هدّد بإشعال النار بعدما سكب البنزين على جسمه، وأخذ يردد هتافات، بينها: “يا بلدنا يا تكية.. ماسكينك شوية حرامية.. حاكمك حرامية.. حسبي الله ونعم الوكيل” ثم أشعل النار في نفسه.
وتداولت حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة أخرى، قالت إنها للرجل وهو يحترق.
"هيقولوا عليَّ إخوان.. أنا واحد بدافع عن البلد دي".. مواطن غاضب يهتف في #ميدان_التحرير رفضًا للظلم والفساد بحسب تعبيره pic.twitter.com/AtmOedc3zb
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) November 12, 2020
وأضاف أنه فُصل من عمله ولوحِق من الأمن الوطني بسبب ذلك، ورد إلى الدولة 25 مليون جنيه كشفهم في قضايا فساد.
https://twitter.com/Jacobmorrris/status/1326923642991763459?ref_src=twsrc%5Etfw
ولم تصدر وزارة الداخلية المصرية أي بيان أو تصريح بخصوص الواقعة، فيما لم تصدر وزارة الصحة أي تعليق على حالته الصحية.
ونقلت وكالة أنباء فرانس برس عن مصدر أمني مصري قوله إن محمد حسني أُفرج عنه مؤخرا بتهم جنائية، من دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.
واتّهم المسؤول الأمني الذي طلب عدم نشر اسمه جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها السلطات المصرية منظمة “إرهابية”، باستغلال حسني.
واعتقل الآلاف من أعضاء الجماعة منذ أن عزل الجيش المصري الرئيس الإسلامي محمد مرسي عام 2013.
وقال المصدر الأمني إن “جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية تستغل أحد أفرادها المصاب باضطرابات نفسية، مما يضطره لإشعال النار في ملابسه في محاولة لإحداث الفوضى بين المواطنين المصريين”.
وفي فيديو الواقعة، قال حسني إنه ليس عضوا في جماعة الإخوان المسلمين.
وشبّه مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، الحادثة بواقعة إضرام الشاب التونسي محمد بوعزيزي، النار بنفسه في ديسمبر/كانون الأول 2010، والتي كانت بمثابة الشرارة الذي أشعلت الثورة في تونس، والتي امتدت لثورات في دول أخرى عُرفت باسم “ثورات الربيع العربي”.
يا بلدنا يا تكية ماسكين شوية حرامية 😥
الراجل الي ولع في نفسه اليوم في ميدان التحرير #مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه16 pic.twitter.com/GZJDLdMmxQ— moo Ideana (@moo_ideana) November 12, 2020
فيديو المواطن المصري اللي حرق نفسه في ميدان التحرير 😔😔 pic.twitter.com/BNMvrmW2Ly
— Noha Abdo (@NohaAbd02779097) November 12, 2020
ويصف ناشطون ميدان التحرير بأنه أيقونة ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011؛ إذ شهد اعتصام متظاهرين بمئات الآلاف لنحو أسبوعين؛ انتهت بخلع الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
واحتلت مصر المركز 106، على مؤشر الدول المحاربة للفساد لعام 2019، الذي يشمل 180 دولة، وتصدره منظمة الشفافية العالمية.
وعادة ما يشتكي المصريون من غلاء إثر “إجراءات اقتصادية تقشفية”، في مقابل حديث رسمي عن أن الإجراءات تستهدف النهوض بالأوضاع الاقتصادية في ظروف معيشية صعبة.
وفي يوليو/ تموز 2019، قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، إن “الدراسات كانت تقول إن معدل الفقر من الممكن أن يتجاوز 10 بالمئة، لكن برامج الحماية الاجتماعية (التي تقدم للفقراء)، أوصلتها 4 بالمئة وهذا إنجاز هائل”.
وآنذاك، كشف تقرير حكومي أنه في العام 2017-2018 وصلت نسبة الفقر في مصر نحو 32.5 بالمئة، مقابل 27.8 بالمئة في العام 2015-2016 أي بزيادة 4.7 في المئة.