غضب واسع في لبنان بعد الاعتداء على مسجد وإهانة مؤذنه المصري.. ما القصة؟

مسجد السلطان إبراهيم بن أدهم في مدينة جبيل شمال بيروت

تظاهر شبان لبنانيون في مدينة طرابلس شمالي البلاد، السبت، احتجاجا على اعتداء تعرض له مؤذن أحد المساجد من الجنسية المصرية.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إن عددا (لم تحدده) من الشبان قطعوا الطرق المؤدية إلى ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على اعتداء استهدف، أمس الجمعة، مؤذن مسجد السلطان إبراهيم بن أدهم في مدينة جبيل، شمال بيروت.

وأضافت الوكالة أن الاحتجاجات جرت “وسط انتشار لعناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي في محيط الساحة، فيما تم تحويل السير إلى الطرق الفرعية”.

وبحسب ما نشرت وسائل إعلام لبنانية، فإن مجموعة أشخاص سخرت من الآذان وتلاوة القرآن ثم دخلت المسجد لتعتدي على المؤذن بالضرب والشتم.

وذكر موقع فضائية “إل بي سي” أن “المدعى عليه من قبل إمام مسجد جبيل سلم نفسه للقوى الأمنية”.

وكانت مواقع إخبارية لبنانية عدة، بينها صحيفة “اللواء”، نقلت عن مفتي منطقة جبيل الشيخ غسان اللقيس، قوله إن “مجموعة من الشبان قامت بالاعتداء على مسجد السلطان إبراهيم بن أدهم، بعدما دخلوا إليه وضربوا مؤذنه”.

وأضاف اللقيس: “ما نخشاه أن تمتد يد الفتنة من فرنسا إلى مدينتنا جبيل، ومن ثم إلى لبنان”.

وفيما توالت البيانات المستنكرة من قبل سياسيين وأحزاب وعلماء دين، أعلن الجيش اللبناني، في بيان، توقيف شخص بمدينة جبيل إثر “إشكال فردي مع مؤذن المسجد”.

وقال البيان إن “دورية من مديرية المخابرات في مدينة جبيل أوقفت المدعو (إ. م)، بعد وقوع إشكال فردي بينه وبين (م. ب) مؤذن مسجد السلطان عبد المجيد بن أدهم من التابعية المصرية، تطور إلى تضارب بالأيدي ونتج عنه إصابة الأخير بجروح”.

وأضاف البيان أنه جرى إحالة الموقوف ” إلى قوى الأمن الداخلي القائمة بالتحقيق بناءً لإشارة القضاء المختص”.

وعلى إثر ذلك، علق الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، عبر حسابه على تويتر، قائلا: “ثقتنا بالقضاء بعدما صار المتهم الرئيس في عهدة القوى الأمنية، وثقتنا الأكبر بأهلنا في جبيل، مدينة العيش الواحد والوحدة الوطنية”.

والمسجد المذكور أحد المساجد الأثرية في لبنان، التي بنيت في عهد الدولة العثمانية، وسُمي بذلك نسبة إلى الإمام إبراهيم بن أدهم، أحد علماء أهل السنة والجماعة.

وعقب حزب “القوات اللبنانية” (يرأسه سمير جعجع) على الحادثة بإصدار بيان، قال فيه: “إننا ضد أي اعتداء بالمطلق فكيف بالحري إذا كان على دور العبادة؟”.

لكن البيان أوضح أنه “ضد تحوير حادث فردي عن ظروفه، وإعطائه بعدا من الأبعاد الكثيرة التي ليست في محلها”.

من جهته قال رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، في تغريدة عبر تويتر، تعقيبا على الحادثة، إن “المسجد كما الكنيسة بيت الله، وأي اعتداء عليهما طعنة للبنان التلاقي، كل الإدانة لما تعرض له مسجد الإمام إبراهيم بن أدهم في جبيل”.

وأوضح المكتب الإعلامي في دار الفتوى في بيان أن “مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان يتابع ما تمّ نشره عبر بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من خبر اعتداء على مسجد جبيل من قبل بعض الشبان الذين تعرّضوا بالضرب للمؤذّن. وطلب المفتي دريان من الأجهزة المعنية في الدولة التحقيق فيما جرى ليبنى على الشيء مقتضاه”.

وكتب عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب زياد الحواط عبر “تويتر” قائلاً: “مدينة جبيل مهد الحضارات والتواصل والألفة والمحبة والأخوّة بين الأديان، جبيل النموذج الحقيقي للعيش المشترك بين جميع مكوّناتها، كفاكم تضخيماً وتفرقة وكراهية، لا ولن نسمح للمزايدات”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات