(الجزيرة مباشر) ترصد: زيارة سرية للسودان تثير جدلا في نيروبي والخرطوم

وليام روتو نائب الرئيس فى كينيا- غيتي

‎أثارت زيارة غير معلنة لنائب الرئيس الكيني وليام روتو للسودان منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي جدلا كبيرا في نيروبي والخرطوم.

وكشف موقع كينيا اليوم الإلكتروني من نيروبي النقاب عن الزيارة، وقال إن نائب الرئيس الكيني يرافقه 4 أشخاص من المقربين منه، قام يوم الثلاثاء الموافق 14 من يناير/ كانون الثاني بزيارة سرية إلى الخرطوم.

وأوضح أن طائرة خاصة تتبع شركة طيران فونيكس من طراز سيسينا 560 أقلت الوفد الكيني، وأن الزيارة تمت بالتنسيق مع رجل الأعمال السوداني أسامة داود، وأن شركة ساس قدمت الخدمات الأرضية للطائرة في مطار الخرطوم.

واتهم الموقع روتو بالقيام بعمليات غسيل أموال بمشاركة الرئيس المخلوع عمر البشير ورئيس مجموعة دال أسامة داود.

من ناحيتها، كشفت صحيفة التيار السودانية في عددها الصادر بتاريخ 28 يناير/ كانون الثاني الماضي ﺃﻥّ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻜﻴﻨﻴﺔ ﻳﻨﻮﻭﻥ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺇﺣﺪﻯ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ.

ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻃﻠﺒﺖ (ﺇﺫﻥ ﺩﺧﻮﻝ) ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻦ ﻟﻤﺪﺓ ﺷﻬﺮﻳﻦ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥّ ﻛﻴﻨﻴﺎ ﻟﻴس ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺃي ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ.

 ﻭﺃﻭﺿﺤﺖ الصحيفة أن جدلا دار ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺣﻮﻝ الزيارة السرية، مشيرة إلى أن روتو تربطه ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ، ﻭﺃﻥّ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، وإن لم تحدده بالاسم.

وقالت ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ إﻥّ ﺍﻟﻤﻨﺠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﻭﻳﻨﻮﻱ ﻣﻤﺜﻠﻮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ الكينية ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ من ﺍﻷﺻﻞ، ﻭﺃﻥّ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﺎﺟﻢ ﻟﺸﺮﻛﺎﺕٍ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴًﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺯﻳﺎﺭﺗﻬﺎ، ﺇﻥّ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺑﻐﺮﺽ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ.

 وبينت ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺃﻥّ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺠﻢ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ليست ذات ﺟﺪﻭﻯ، ﻭﺍﺻﻔﺔً إياها بالغامضة.

(الجزيرة مباشر) في السودان تابعت الموضوع، وأجرت اتصالات ومقابلات مع العديد من الأطراف بشأن تلك الزيارة. 

من ناحيته، نفى مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية مبارك أردول صلتهم بما تردد عن زيارة نائب الرئيس الكيني للبلاد، وقال إنه لا علم له بالزيارة، وما أن كانت قد تمت بالفعل أم لا، ولا علم له بالغرض من وراءها.

 أما المدير التنفيذي لمحلية عطبرة عوض الله إسماعيل، فقد أكد للجزيرة مباشر، أنه استقبل المسؤول الكيني الذي وصل مطار عطبرة عبر طائرة تتبع للشرطة السودانية، وأن الاستقبال كان بتكليف رسمي من والي نهر النيل، اللواء عبد المحمود حماد.

وأوضح إسماعيل أن مهمته انتهت بالاستقبال الرسمي داخل المطار ولا علم له بوجهة الضيف أو غرض الزيارة لأنه لم يكلف إلا بالاستقبال، بوصفه القائم بأعمال المعتمد في محلية عطبرة.

 من جانبه اعترف مسؤول بشركة أم درمان للتعدين، فضل عدم الكشف عن هويته، بحدوث الزيارة لمواقع الشركة في العبيدية، وقال للجزيرة مباشر، إن وفدا كينيا زار الشركة قبل أيام ووقف على أعمال الشركة في إطار عملية نقل التجارب.

وأكد المسؤول الذي يعمل بقسم الآليات بالشركة، أن شركته ظلت تستقبل العديد من الوفود من غرب أفريقيا لتبادل التجارب والخبرات في مختلف مراحل التعدين بدءا من الاستكشاف في المناجم وحتى مراحل المعالجة النهائية والتنقية في الطواحين وغيرها.

وأوضح أن شركته تعمل في مجال التعدين كما هو معلن وليس لديها أنشطة خفية حتى يتم حظر دخول المتعاملين معها، مؤكدا أن الشركة تلتزم بالمعايير المتبعة في كل عمليات التعدين تجاه المنطقة والعمال والدولة، كما أنها تؤدي أدوارها المعروفة تجاه المجتمع عبر باب المسؤولية المجتمعية.

وتمتلك الشركة منجمين شرق منطقة العبيدية بولاية نهر النيل شمالي السودان تمارس فيهما عمليات التنقيب وهما منجم السلام، ومنجم سرباب.

وأفادت مصادر صحفية سودانية للجزيرة مباشر أن وفدا برئاسة نائب الرئيس الكيني عبر الصالة الرئاسية الجنوبية بمطار الخرطوم، واستقل طائرة شرطية من نوع أنتنوف 32 AN متوجها إلى مطار عطبرة (شمال شرق البلاد). وكان في استقبال الوفد معتمد عطبرة وقوات من الشرطة.

وأوضحت المصادر أن الموكب الكيني اتجه بعد ذلك، بصحبة رئيس الشركة السودانية التي رتبت للعملية، إلى منطقة العبيدية حيث مواقع تعدين الذهب.

وكان من المقرر، وفقا للمصادر، أن تعود الطائرة التابعة للشرطة والقابعة في مطار عطبرة بالوفد في اليوم نفسه الى مطار الخرطوم حيث تنتظرهم الطائرة الخاصة الى مطار ويلسون بنيروبي، إلا أن الأحداث التي شهدتها الخرطوم ذلك اليوم (الثلاثاء ١٤ يناير/ كانون الثاني) والمتعلقة بما وصف بتمرد هيئة العمليات بجهاز المخابرات أدت لإغلاق مطار الخرطوم وتعطيل الملاحة الجوية، ما حال دون عودة الوفد والمبيت في عطبرة.

رئيس المجلس السيادي فى السودان عبد الفتاح برهان- رويترز

 وفي صبيحة الأربعاء 15 يناير/ كانون الثاني، أقلت الطائرة التابعة للشرطة السودانية، الوفد الكيني إلى مطار الخرطوم وعبروا مرة أخرى الصالة الرئاسية الجنوبية، وغادروا البلاد بالطائرة الخاصة التي جاءت بهم.

تجدر الاشارة إلى أن وليام روتو نائب الرئيس الكيني كان قد اتهم من جانب المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال أعمال العنف التي اندلعت بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية فى العام 2007، غير أن المحكمة أسقطت التهم عنه فى مطلع أبريل/ نيسان عام 2016. وعقب إسقاط التهم، قال روتو إنه لم يتورط في أي عملية لشراء أسلحة أوتخطيط لأعمال العنف التي قتل خلالها 1200 شخص.

ورفض روتو الذي أحاط به أفراد أسرته، بيان المحكمة الجنائية، الذي قال إن القضية انهارت بسبب تدخلات سياسية وتغيير أقوال الشهود.

ومن المتوقع أن يرشح روتو نفسه لمنصب الرئيس في كينيا خلال الانتخابات الرئاسية المقرر أن تجرى فى البلاد في العام 2022.

المصدر : الجزيرة مباشر