طواقم طبية تستعين بالروبوتات لمواجهة فيروس كورونا

دخلت الروبوتات الخدمة الطبية خلال مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) لمساعدة المؤسسات الطبية
دخلت الروبوتات الخدمة الطبية خلال مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) لمساعدة المؤسسات الطبية

لم تبرز فائدة الروبوتات في أي مجال تكنولوجي أو اجتماعي أو حتى علمي بروزها في مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حتى الآن.

مطلع مارس/ آذار، اهتم فريق من 14 روبوتا بمرضى مستشفى ميداني في مدينة ووهان الصينية، التي انطلق منها الفيروس نهاية العام الماضي.

واستعملت أدوات -تعمل بتقنية الجيل الخامس- لقياس حرارة الأشخاص عند مدخل المستشفى، فيما كانت تقدم لهم الأطعمة والأدوية عبر آلات مستقلة الحركة، وتولى روبوت على شكل حورية يحمل اسم “كلاود جينجر” التواصل مع المرضى.

ويوضح رئيس شركة “كلاود مايندز”، كارل جاو أن هذا الروبوت “كان يعطي معلومات ويرقص لرفع معنويات المرضى الذين كانوا يعانون الملل”، وتتخذ كلاود مايندز مقرا لها في بكين وآخر في كاليفورنيا. 

وتولى عدد من الأشخاص -بينهم طبي مهمة تسيير الروبوتات من بعد بفضل منصة رقمية، وأساور متصلة بالإنترنت يضعها أشخاص يُعالجون في المستشفى، مهمتها قياس ضغط الدم وبيانات حيوية أخرى بصورة مستمرة، ويقر بيل هوانغ بأن إقامة هذه المنشأة “غير المسبوقة” كان أمرا معقدا. 

لم يستقبل الموقع مرضى سوى بين السابع والعاشر من مارس، وهو تاريخ علقت فيه المدينة العمل “في كل المستشفيات المؤقتة”.

يقلل الروبوت من الخسائر البشرية في مواجهة فيروس كورونا المستجد وغيره من العوامل الممرضة (رويترز)
تسهيل التواصل

تشكل هذه التجربة القصيرة والطموحة مؤشرا إلى ما قد يكون عليه مستقبل الرعاية الطبية بالمصابين بالأمراض الشديدة العدوى.

ولا يمكن للأجهزة المزودة بأنظمة ذكاء اصطناعي، أن تحل محل الأطباء، لكنها توفر حماية لهم.

وفي تايلاند وبلدان أخرى، باتت المستشفيات مجهزة بروبوتات مزودة بشاشات لإجراء الاستشارات عبر الفيديو من دون الاضطرار للدخول إلى الغرفة، كما أن بعض هذه الروبوتات قادرة على فحص رئتي المرضى.

وأوضح مدير الشؤون الابتكارية في مستشفى ألكسندرا السنغافوري، ألكسندر ييب، خلال مقابلة مع قناة “سي إن إيه” المحلية أن “هذا الأمر يسمح لنا بالتواصل بوتيرة أكبر مع المرضى من دون الحاجة إلى ارتداء البزة (الواقية) الكاملة”.

وتنجح الروبوتات في مهام التنظيف والتعقيم أيضا، وهو مجال أساسي في زمن تفشي فيروس كورونا المستجد، إذ وُجدت آثار الفيروس على أسطح عدة في مقصورات ركاب سفينة “دايموند برينسس” بعد فترة تصل إلى 17 يوما عقب إجلائهم منها، على ما أفادت المراكز الأمريكية لمراقبة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، في تقرير نشرته بشأن السفينة التي أصيب أكثر من 700 شخص من ركابها بالفيروس.

روبوتات منزلية      

تتجه المستشفيات على نحو متزايد إلى روبوتات قادرة على احتواء الجراثيم والقضاء عليها، وتعقيم الغرف -من الستائر إلى مقابض الأبواب- من الفيروسات والبكتيريا خلال بضع دقائق.

واضطرت شركتا “زينيكس” الأمريكية و”يو في دي” الدنماركية إلى زيادة إنتاجهما من الروبوتات التي تصدر أشعة ما فوق البنفسجية، وتقضي على العوامل المسببة للأمراض.

وأشارت المتحدثة باسم “زينيكس”، ميليندا هارت، إلى أن استخدام خدمات طوارئ هذه الروبوتات لتعقيم الغرف بعد خروج كل مريض، أو لتعقيم الكمامات الواقية من نوع “+أف أف بي 2+”.

وفي فرنسا، صممت “شارك روبوتيكس” واختبرت -قبل شهر- وحدة تعقيم تضاف إلى أحد روبوتاتها العاملة تحت الأرض، وفي استطاعتها إجلاء الضحايا وإخماد الحرائق.

ويكفي وضع منتج معقم في خزان الروبوت ليتمكن “راينو بروتيكت” من “تنظيف حتى 20 ألف متر مربع في ثلاث ساعات عبر ضخ قطيرات مصغرة على 360 درجة من دون إغراق الغرفة”، وفق سيريل كبارة أحد مؤسسي الشركة.

وتلقت الشركة طلبيات عدة من بلدان أجنبية بينها إيطاليا التي تسعى لتعقيم مستشفياتها، وأيضا محطات القطارات قبل إيكال عناصر الإطفاء بأي مهام.

تقدم الروبوتات خدمة تزويد المارين بالمواد المطهرة في أماكن عامة تفاديًا لانتشار فيروس كورونا المستجد (رويترز)
رصد الإصابات في الجو 

وقالت مديرة “كونسيومر تكنولوجي أسوسييشن”، ليسلي رورباو، إن العالم “يشهد تسارعا في الحس الابتكاري في مجال الروبوتات مع تقدم الوباء العالمي”.

وعلى الرغم من أن هذه الروبوتات مرتفعة التكلفة، وهي بحاجة إلى شبكة إنترنت جيدة للعمل، إلا أن المنفعة المترتبة على استعمالها تبرر سعرها، فضلًا عن أن المؤسسات (الأمريكية) استثمرت في تطوير تقنيات اتصال قوية خلال السنوات الأخيرة”.

وتسعى بعض المنظمات إلى مد الروبوتات بقدرات أكبر، بينها مختبرات في أستراليا وكندا، تعمل على تطوير طائرات مسيّرة مزودة بأجهزة استشعار قادرة على رصد الإصابات التنفسية بين الجموع.

كما تعمل مختبرات على خوارزميات تحدد وتيرة نبضات القلب ودرجات حرارة الجسم؛ لرصد أشخاص تظهر عليهم أعراض سعال أو عطاس ضمن طوابير الانتظار في المطارات، على سبيل المثال.

المصدر : الألمانية + الجزيرة مباشر