بلوحة ورقية.. فلسطيني يعد الأيام المتبقية على خروج ابنه الأسير (فيديو)
يستخدم الفلسطيني سميح قعدان لوحة ورقية لعدّ الأيام المتبقية على إطلاق سراح ولده من سجن إسرائيلي، حيث لم يبق سوى ثلاثة أشهر فقط من عقوبته التي تبلغ 16 عاماً.
وفي لوح ورقي مرفوع على حائط غرفته، قسّم الشيخ قعدان أيامه بمربعات صغيرة بعضها تم حذفه باللون الأحمر، فيما بقيت أيام دون إلغائها بجرة القلم الأحمر، يأمل الشيخ قعدان أن تنطوي سريعا، ليسعد بلقاء ابنه.
ويقول الشيخ قعدان، إن هذه اللوحة تريحه نفسيا، حيث يقوم بطي صفحة اليوم السابق بجرة قلم، وبعد أن يؤدي صلاة الصبح يقوم فورا إلى اللوح ليحذف يوما مضى في انتظار يوم آخر.
لكن مع تعليق الزيارات العائلية من غزة بسبب انتشار فيروس كورونا، يشعر قعدان بالقلق على عبد الرؤوف، الذي سجنته سلطات الاحتلال عام 2004 بحجة “المشاركة في هجمات مسلحة على القوات الإسرائيلية”.
لكن لم تؤكد سلطات سجون الاحتلال الإسرائيلية إدانته أو عقوبته ، قائلة إنها لم تعلق على وضع السجناء الأفراد.
مع الذكريات
ويتجول الشيخ قعدان (77 عاما) ويتحرك ببطء حول شقته المتداعية في مدينة رفح جنوب غزة، وقد زُينت الجدران المتدلية بملصقات لابنه المعتقل عبد الرؤوف ( 40 سنة).
ويعبر الشيخ المسن عن شوقه ليوم يتحرر فيه ابنه من الأسر، ويقلب بحزن عميق في صور عائلته ويتذكر والدة عبد الرؤوف التي توفيت قبل عامين وكانت تنتظر خروج ولدها من السجن.
واعتاد قعدان على زيارة ابنه في السجن في إسرائيل كل شهرين، لعبور الحدود شديدة التحصين في رحلات تنظمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
عندما بدأت حالات الإصابة بالفيروس التاجي في إسرائيل تتصاعد في مارس، توقفت هذه الرحلات وأوقفت السلطات الزيارات العائلية أو قيدتها عبر نظام السجون بأكمله.
ويوجد في السجون الإسرائيلية 5،500 فلسطيني، معظمهم من الضفة الغربية والقدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل مع غزة في حرب عام 1967.
وسحبت اسرائيل قواتها من غزة عام 2005 لكنها حاصرت المنطقة متعللة بمخاوف أمنية من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) .
ويعبر الشيخ المسن عن شوقه ليوم يتحرر فيه ابنه من الأسر، ويقلب بحزن عميق في صور عائلته ويتذكر والدة عبد الرؤوف التي توفيت قبل عامين وكانت تنتظر خروج ولدها من السجن.
فلسطينيون في سجون الاحتلال
واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي نحو مليون فلسطيني منذ العام 1967 (تاريخ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة).
وبلغ عدد القابعين داخل السجون في العام 2020، أكثر من 5 آلاف معتقل، وفق نادي الأسير، ومن بين إجمالي المعتقلين، نحو 130 طفلا، في معتقلات عوفر (غربي رام الله)، ومجدو، والدامون (شمالي إسرائيل).
سميح قعدان البالغ من العمر 77 عامًا، من قطاع غزة يخوض لوحده معركة مختلفة مع الشهور والأيام الأخيرة التي تبقت لخروج فلذة كبده من عتمة سجون الاحتلال.
منذ ١٧ عام يستيقظ ليحذف يوم من سنوات إعتقال ابنه في سجون الاحتلال الاسرائيلي، والآن بقي ١٢٣ يوم فقط pic.twitter.com/lXH4yLRm7p
— Ibrahimkhanمادو (@Ibrahim01663928) July 14, 2020
وبلغ عدد المعتقلين المرضى حتى مطلع أبريل/ نيسان الجاري، قرابة 700 معتقل، بينهم 300 حالة مرضية مزمنة بحاجة لعلاج مستمر، منهم 10 مرضى مصابين بالسرطان.
وتعتقل إسرائيل 26 فلسطينيا منذ قبل اتفاق أوسلو (عام 1993) الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، ويطلق عليهم “قدامى الأسرى”.
وتشير المعطيات التي وثقها نادي الأسير الفلسطيني، إلى استشهاد 222 فلسطينيا في السجون الإسرائيلية منذ عام 1967، بينهم 73 بسبب التعذيب، و67 جراء الإهمال الطبي، و75 بالقتل العمد، و7 بسبب القمع وإطلاق النار المباشر عليهم من جنود وحراس.
هو الفلسطيني الصلب و المتين
الذي يمضي حياته على الأمل الذي لا ينقطع ابدا
سميح قعدان (77 عاماً) من رفح
يعد الأيام في انتظار الإفراج عن نجله الأسير "عبد الرؤوف"المعتقل منذ 17 عاماً وتبقى له 123 يوماً
فك الله أسر عبد الرؤوف و جميع الأسرى
بريشة الفنان عبدالناصر الحوراني#لمه2020 pic.twitter.com/LibgArW2ML— Lammeh | لمه (@lammehglobal) July 10, 2020
ومنذ مطلع 2019، استشهد 5 أسرى جراء سياسات إسرائيلية ممنهجة وأبرزها الإهمال الطبي المتعمد، وعبر التعذيب، وهم “فارس بارود، وعمر عوني يونس، ونصار طقاطقة، وبسام السايح، وسامي أبو دياك.
وتعتقل إسرائيل 6 نواب سابقين في المجلس التشريعي الفلسطيني، وهم: مروان البرغوثي (حركة فتح)، وأحمد سعدات (جبهة شعبية)، وخالدة جرار (جبهة شعبية)، ومحمد جمال النتشة، وحسن يوسف، محمد أبو طير (حركة حماس).