البنتاغون يرد على تصريحات أممية بشأن مقتل سليماني.. ما القصة؟

قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الراحل قاسم سليماني

قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن “قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني كان يخطط لهجمات إرهابية تستهدف مصالح أمريكية، ودول أخرى، قبل عملية استهدافه”.

وتأتي تصريحات “البنتاغون”، الثلاثاء، ردا على تصريح أنييس كالامار، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالإعدامات والقتل خارج نطاق القانون، بشأن قتل سليماني، حيث قالت إن العملية “غير قانونية”.

ونقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن مسؤول في الوزارة (لم تسمّه) قوله إن “مقتل سليماني كان خدمة لاستقرار المنطقة وكف يد طهران عن زعزعة أمن دول الجوار”.

وأضاف أن “قتله كان في إطار استراتيجية استهداف الإرهابيين في العالم”.

ومطلع يناير/كانون الثاني الماضي، قُتل سليماني بغارة أمريكية بطائرة دون طيار استهدفت سيارة كان يستقلها مع القيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.

قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني (يسار) ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبومهدي المهندس

وقالت الولايات المتحدة بشكل متكرر إن سليماني مسؤول عن هجمات استهدفت جنودا أمريكيين في العراق ومناطق أخرى، وإنه كان يخطط لاستهداف قواتها في المنطقة.

وفي وقت سابق من اليوم – خلصت أنييس كالامار، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالإعدامات والقتل خارج نطاق القانون- إلى أن عملية قتل سليماني كانت “عملية قتل تعسفية” انتهكت ميثاق الأمم المتحدة.

وكتبت أن الولايات المتحدة لم تقدّم أدلة على أن التخطيط كان جاريا لاعتداء وشيك على مصالحها، وهو ما كان مبرر واشنطن لاغتيال سليماني.

ولا تعبر الخبيرة الحقوقية المستقلة عن الأمم المتحدة لكنّها تقدم استنتاجات تقاريرها للمنظمة الدولية.

ومن المقرر أن تقدّم تقريرها بشأن عمليات القتل الموجّهة باستخدام طائرات مسيرة مسلحة، والذي يتطرق نحو نصفه إلى قضية سليماني، لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال جلسة، الخميس المقبل.

آنييس كالامار، المقررة الأممية المعنية بحالات الإعدام التعسفي

وانسحبت واشنطن من مجلس حقوق الإنسان الأممي في عام 2018.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد أمر بقتل سليماني بضربة نفّذتها طائرة مسيرة قرب مطار بغداد الدولي. وقال ترمب حينها إن سليماني كان “أكبر إرهابي في العالم” وكان من الواجب “القضاء عليه منذ زمن طويل”.

كما أسفرت الضربة عن مقتل نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.

ورأت كالامار أن الضربة شكلت انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة في ظل “عدم تقديم أدلة كافية على هجوم مستمر أو وشيك”.

وأضافت كالامار “لم تقدم الولايات المتحدة أدلة على أن الجنرال سليماني كان يخطط على وجه الخصوص لهجوم وشيك على المصالح الأمريكية خصوصا في العراق والتي كانت ستستدعي تحرّكا فوريا لتكون مبررة”.

وتابعت “لم تقدم أدلة على أنه كان من الضروري تنفيذ ضربة بطائرة مسيّرة في بلد ثالث أو أن الضرر الذي تم التسبب به لهذه الدولة متناسب مع الأضرار التي يفترض أنه تم تجنّبها”.

وقالت إنه بينما “كان سليماني مسؤولا عن استراتيجية إيران العسكرية وأعمال (ارتكبت) في سوريا والعراق، إلا أنه نظرا لغياب أي تهديد فعلي ووشيك لحياة (أشخاص)، فإن التحرّك الذي قامت به الولايات المتحدة كان غير قانوني”.

ونددت إيران آنذاك بشدة باغتيال سليماني، الذي كان يقود فيلق القدس المكلّف بعمليات الحرس الثوري الإيراني الخارجية.

وردّت طهران بإطلاق صواريخ بالستية على جنود أمريكيين متمركزين في قاعدة “عين الأسد” في غرب العراق. ولم يسفر الهجوم عن مقتل أي منهم، إلا أن عشرات تعرّضوا لارتجاج في الدماغ.

الحرس الثوري الإيراني قصف قاعدة عين الأسد بالعراق انتقاما لمقتل سليماني

يذكر أن تقرير كالامار يتناول عمليات القتل المتعمد بواسطة الطائرات المسيّرة بدون طيار، في ضوء انتشار استخدام هذه الطائرات وتطوير قدراتها على مدى السنوات الخمس الماضية.

ويقدم التقرير توصيات تهدف لتنظيم استخدام الطائرات المسيّرة وتعزيز المساءلة.

وأوضحت كالامار أنه في حين أن وقائع مثل مقتل سليماني والضربة التي استهدفت منشآت تكرير النفط في السعودية في سبتمبر/أيلول العام الماضي أسفرت عن ردود فعل سياسية قوية، “فإن الغالبية العظمى من عمليات القتل المتعمد بالطائرات المسيّرة تخضع لقليل من التدقيق العام”.

وأضافت أن تقنيات الطائرات المسيّرة وهجماتها تشكل تحديات أساسية للمعايير القانونية الدولية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات