كورونا.. غزة تمدد الحظر بعد وفيات وإصابات جديدة وإغلاق البرلمان في كوريا الجنوبية

أطقم طبية أمام أحد المشافي في غزة-26 أغسطس

ذكر مسؤولو الصحة في غزة، ‬أن القطاع سيظل قيد العزل حتى الأحد المقبل على أقل تقدير بعد تسجيل حالتي وفاة و26 إصابة بفيروس كورونا في أول تفش بالجيب الفلسطيني المحاصر.

ولم يكن قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 360 كيلومترا مربعا قد سجل أي حالات إصابة خارج مرافق الحجر، قبل يوم الإثنين، عندما اكتشفت حالات الإصابة الأربع الأولى في مخيم للاجئين وفرضت على أثر ذلك عزلا عاما مدته 48 ساعة.
لكن في وقت متأخر من مساء الأربعاء، قال مسؤولو الصحة إن 26 شخصا في مواقع عدة أثبتت الفحوص إصابتهم بالفيروس، وتُوفي مريضان، في علامة على أن الجائحة قد تمكنت من اختراق العزل القسري لغزة.
القطاع الذي يمتد بطول 40 كيلومترا معزول عن العالم الخارجي بفعل الجدران الإسرائيلية وأبراج المراقبة وزوارق المدفعية على 90 في المئة من حدوده وشريطه الساحلي. 
وتفرض مصر قيودا أيضا على حدودها مع القطاع، في حين تفرض إسرائيل ومصر قيودا صارمة على الحركة من غزة وإليها.

أحد ضحايا الفيروس في غزة-26 أغسطس
مخاوف من كارثة

وتزيد حالات العدوى الجديدة مخاوف منظمات الصحة المحلية والدولية بشأن الفقر ومخيمات اللاجئين المكتظة بالسكان ومرافق المستشفيات المحدودة في غزة، وهو مزيج ينذر بكارثة.
قال إغناسيو كاساريس غارسيا، مدير مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، إن المستشفيات والمراكز الصحية في القطاع لا تملك المعدات الطبية والأدوية الكافية لعلاج مرضى كوفيد-19.
وأضاف في بيان “نظام الرعاية الصحية في غزة لن يكون قادرا على التعامل مع أكثر من بضع عشرات من مرضى فيروس كورونا” داعيا إلى مزيد من المساعدة الدولية.
وفي أول مواجهة لهم مع جائحة يتصدى العالم بأسره لها منذ شهور، استخدم بعض سكان غزة الإنترنت للتعبير عن تجاربهم ومخاوفهم.
وقال أحد سكان غزة على تويتر “نحن الآن بمفردنا مع كورونا تحت الشمس الحارقة ومع انقطاع إمدادات الكهرباء.. جاءت الكورونا لجيوب خاوية منازل على حافة الحزن والغضب”.
ويُعتقد أن الحصار أحد الأسباب التي جنبت غزة فيروس كورونا نسبيا حيث يصف الكثير من سكان القطاع حالهم بالعزل العام الدائم.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تساعد أكثر من نصف سكان غزة، إنها تدرس خططا بديلة لمواصلة خدمات الصحة والتعليم والغذاء للمستفيدين في حال تمديد إجراءات العزل.
وقال عدنان أبو حسنة المتحدث باسم أونروا إن العيادات ظلت مفتوحة لكن بدون العاملين الذين يقدمون، بدلا من ذلك، استشارات طبية عبر الهاتف، كما يجري توصيل بعض الأدوية إلى المرضى في المنازل.

فيروس كورونا يغلق البرلمان في كوريا الجنوبية

من ناحية أخرى أغلق البرلمان في كوريا الجنوبية اليوم الخميس ووضعت مجموعة من النواب في الحجر الصحي الذاتي بعدما أبلغت البلاد عن عدد قياسي من الإصابات اليومية.
كانت كوريا الجنوبية في فبراير/شباط ثاني أكثر الدول تضررا بالوباء بعد الصين حيث ظهر الوباء، لكن السلطات نجحت في السيطرة على الوضع من خلال استراتيجية شاملة لاختبار المخالطين للمصابين وتعقبهم.
ومنذ منتصف أغسطس/آب، ظهرت بؤر جديدة معظمها مرتبطة بالكنائس البروتستانتية، وأبلغت السلطات الخميس عن 441 إصابة جديدة معظمها في منطقة سيول الكبرى، حيث يعيش نصف سكان البلاد البالغ عددهم 52 مليون نسمة.
وهذه أكبر زيادة يومية في عدد الإصابات خلال ستة أشهر، بعد أسابيع تراوحت فيها الأعداد بين 30 و40 إصابة.
وأغلق البرلمان أبوابه بعدما  ثبتت إصابة مصور صحفي كان يغطي اجتماعا للحزب الديمقراطي الحاكم الأربعاء، بالفيروس.
ونتيجة لذلك، سيخضع عشرة من مسؤولي الحزب بمن فيهم رئيسه وزعيمه البرلماني، لاختبارات وسيضطرون للخضوع للعزل الذاتي.
وقررت السلطات التي اجتمعت في وقت متقدم من الليل لمناقشة طريقة التعامل مع الوضع، تعليق نشاطات البرلمان اعتبارا من الخميس، وتم إغلاق المبنى وكذلك المبنى الذي توجد فيه مكاتب النواب.
وهذه المرة الثانية التي يغلق فيها البرلمان بسبب فيروس كورونا المستجد، وكانت المرة الأولى في فبراير/ شباط عندما ثبتت إصابة شخص شارك في حدث.
وقد تجاوز عدد الإصابات الخميس مئة إصابة لليوم الرابع عشر على التوالي ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات منذ بداية الوباء إلى 18706.

تكثيف الفحوص في كوريا الجنوبية بعد اكتشاف بؤر جديدة للفيروس

     

ثلث التلاميذ في العالم محرومون من التعليم

وأدى وباء فيروس كورونا وإغلاق المدارس إلى حرمان ما لا يقل عن ثلث التلاميذ في أنحاء العالم، أو ما يعادل 463 مليون طفل، من التعليم لعدم القدرة على القيام بذلك افتراضيا، وفقا لتقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) نشر الأربعاء.
وقالت مديرة اليونيسف هنرييتا فور في بيان “يمثّل العدد الكبير من الأطفال الذين انقطع عنهم التعليم تماما منذ أشهر حالة طوارئ تعليمية عالمية” وحذّرت من أن “الاقتصادات والمجتمعات قد تعاني من تداعيات ذلك لعقود مقبلة”.
وتقدّر الأمم المتحدة بحوالى 1,5 مليار عدد الأطفال الذين تأثروا في أنحاء العالم بإغلاق المدارس أو تدابير العزل، ولم تتح الفرصة للجميع للوصول إلى التعليم من بعد، وهناك تفاوتات كبيرة جدا بين القارات.
ويستند تقرير اليونيسف إلى بيانات جمعت من حوالى مئة بلد عن الوصول إلى الإنترنت والتلفزيون والراديو.

وحتى بالنسبة إلى التلاميذ الذين استفادوا من التكنولوجيا، فقد تكون نوعية تعليمهم قد عانت من ظروف غير مواتية، بين ضغوط القيام بالأعمال المنزلية والالتزام بالعمل أو نقص الدعم لاستخدام أدوات الكمبيوتر، وفق اليونيسف.
وعلى الصعيد العالمي، حُرم 67 مليون تلميذ من الوصول إلى التعليم الافتراضي في شرق أفريقيا وجنوبها، و54 مليونا في غرب أفريقيا ووسطها و80 مليونا في المحيط الهادئ وشرق آسيا.
كما حرم،37 مليونا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و 147 مليونا في جنوب آسيا و25 مليونا في أوربا الشرقية وآسيا الوسطى و13 مليونا في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
ومع استعداد العديد من البلدان لبدء العام الدراسي الجديد، تحض اليونيسف الحكومات على إعطاء الأولوية لإعادة فتح المدارس بشكل آمن عندما تبدأ تخفيف القيود الصحية.

المصدر : وكالات