ردود الفعل الفلسطينية والعربية بشأن اتفاقي التطبيع الإماراتي البحريني مع إسرائيل

لحظة توقيع الاتفاق بين إسرائيل والإمارات والبحرين في البيت الأبيض

قالت الرئاسة الفلسطينية، إن كل ما جرى في البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، “لن يحقق السلام في المنطقة”.

جاء ذلك في بيان صحفي، تعقيبا على توقيع اتفاقيات تطبيع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، في البيت الأبيض.

ومنذ صباح الثلاثاء، شارك مئات الفلسطينيين، في وقفات احتجاجية في الضفة الغربية وقطاع غزة، استجابة لدعوة من “القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية” لاعتبار الثلاثاء، يوما للغضب “الشعبي”، ضد اتفاقيتي التطبيع.

وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن ما جرى “لن يحقق السلام في المنطقة، طالما لم تقر الولايات المتحدة وسلطة الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والمتواصلة على حدود الرابع من (يونيو) حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين طبقا للقرار 194”.

وخلال حفل التوقيع، مساء الثلاثاء، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب “ستعمل هذه الاتفاقيات معًا كأساس لسلام شامل في جميع أنحاء المنطقة، وهو أمر لم يعتقد أحد أنه ممكن”.

وأضافت الرئاسة أنها “لم ولن تفوض أحداً بالحديث باسم الشعب الفلسطيني ونيابة عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”.

وأعلنت قوى سياسية ومنظمات عربية، رفضها بشكل واسع لهذا الاتفاق، وسط اتهامات بأنه “طعنة” في ظهر قضية الأمة بعد ضربة مماثلة من الإمارات.

واعتبر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، ونظيره البحريني عبد اللطيف الزياني، الثلاثاء، أن تطبيع بلادهما مع إسرائيل فرصة لـ”استقرار المنطقة”.

وتحدث بن زايد عن أن “هذه المعاهدة ستمكننا في الوقوف أكثر إلى جانب الشعب الفلسطيني وتحقيق أمله في تحقيق دولة مستقلة ضمن منطقة مستقرة ومزدهرة”.

وقالت الرئاسة الفلسطينية إن “المشكلة الأساس ليست بين الدول التي وقعت الاتفاقيات وسلطة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن مع الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال”.

وحذرت من أنه “لن يتحقق سلام أو أمن أو استقرار لأحد في المنطقة، من دون إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة كما تنص عليها قرارات الشرعية الدولية”.

كما حذرت من أن “محاولات تجاوز الشعب الفلسطيني وقيادته المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، سيكون له تداعيات خطيرة تتحمل الإدارة الأمريكية وسلطة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عنها”.

وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف وصف هذا اليوم بـ”الأسود” في تاريخ النظام الرسمي العربي، فيما قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إن البحرين والإمارات “توقعان اليوم اتفاقية الإذعان لدولة الاحتلال”.

أوضح القيادي الفلسطيني أن توقيع اتفاقي التطبيع هذا اليوم “يأتي في ظل ما يسمى صفقة القرن الأمريكية الهادفة التصفية القضية الفلسطينية، ومحاولة فرض شريعة الغاب بديلا عن قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي”.

واعتبر عضو اللجنة التنفيذية أن “تمرير هذا المخطط، في ظل التحالف الصهيوني الأمريكي، يعطي الاحتلال مزيدا من أوراق القوة، لمزيد من التصعيد ضد الشعب الفلسطيني وجرائمه ومصادرة الأراضي وسياسة التطهير العرقي والعقاب الجماعي بكل الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وقال القيادي الفلسطيني “الثالوث الأمريكي الاحتلالي والتطبيع العربي يشكل مخاطر جدية على صعيد القضية الفلسطينية”.

وتابع أن هذا التطبيع “يساعد الاحتلال في التخلص من محاكمته ومعاقبته على ما قام به ضد الشعب الفلسطيني، ويعطيه مزيدا من أوراق القوة في التعنت والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني”.

من جهته قال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح ماجد الفتياني: “اليوم وقعوا (الإمارات والبحرين) بعارهم على هذا الاتفاقيات، اتفاقيات التبعية والحماية والإذعان لدولة الاحتلال”.

وأضاف: “للأسف يأتي هذا التوقيع عشية مجزرة صبرا وشاتيلا (16 سبتمبر/أيلول 1982)، عندما سجل الفلسطيني بدمه وثيقة العهد والوفاء لفلسطين واستمرار النضال حتى تحرير فلسطين”.

وتابع الفتياني “هذا يوم أسود، وعار على جبين حكام الإمارات والبحرين”.

وأكمل: “البحرين والإمارات لا يمثلون شيئا بالنسبة للفلسطينيين ولا يتكلمون باسمهم، لنا ممثلنا الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية”.

يوم أسود

واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الثلاثاء، توقيع كلّ من البحرين والإمارات على اتفاقي التطبيع مع إسرائيل، “كأن لم يكن، ولا يساوي الحبر الذي كُتب به”.

وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم، إن “الشعب الفلسطيني سيتعامل مع هذه الاتفاقات وكأنها لم تكن، من خلال إصراره على النضال حتى استرداد كامل حقوقه”.

وأضاف قاسم، عبر صفحته على فيسبوك، أن “الاتفاقات التطبيعية، بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل، لا تساوي الحبر الذي كتبت به”.

من جهتها، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن الإعلان بمثابة “يوم أسود” في تاريخ الشعب الفلسطيني والأمة العربية، و”يوم سقوط لنظامَي الإمارات والبحرين في وحل الخيانة”.

وقالت الجبهة، في تصريح صحفي، إن “الاتفاق لم يجرِ تنفيذه بين ليلةٍ وضحاها، بل تم الإعداد والتهيئة والتخطيط له عبر سنوات”.

ودعت لضرورة “تفعيل كافة أشكال المقاومة، للتصدي لجرائم الاحتلال على الأرض، ولكل مشاريع التصفية والتطبيع”.

احتجاجات شعبية

وشارك مئات الفلسطينيين في غزة، الثلاثاء، في وقفات احتجاجية بعدد من محافظات القطاع، ضد اتفاقي التطبيع الإماراتي البحريني مع إسرائيل، بدعوة من “القيادة الفلسطينية الموحدة للمقاومة الشعبية”.

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ولافتات مُنددة بالاتفاق، من بينها: “فلسطين ليست للبيع، يسقط اتفاق العار، لا للتطبيع مع الصهاينة، التطبيع طعنة في شرف الأمة”.

كما أحرق المشاركون الأعلام الإسرائيلية، و”توابيت” تمثّل اتفاقي التطبيع الإماراتي البحريني مع إسرائيل.

وقال خالد البطش، القيادي بحركة الجهاد الإسلامي، إن الوقفات تأتي تأكيداً على رفض كل مسار التطبيع والاعتراف بـ”الكيان الصهيوني”، وهذا السلوك العربي الفظيع.

وأضاف البطش، على هامش الوقفات الاحتجاجية، أن الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكاً بثوابته ومبادئه، وحقه في العودة إلى فلسطين، وعدم التنازل عنه، لافتاً إلى أن الوحدة والمقاومة هما الطريق لذلك.

وقال: “فلسطين والقدس ليست للمساومة ولا البيع للمحتل الصهيوني”.

واعتبر “البطش” أن اتفاق التطبيع يأتي في سياق محاولات إنقاذ (رئيس الوزراء الإسرائيلي) نتنياهو من أزمته الداخلية، ولمساندة اللوبي الصهيوني في دعم (الرئيس الأمريكي) ترامب في حملته الانتخابية.

واستدرك بالقول: “أراد بعض العرب دعم نتنياهو وترامب، فيجب ألا يكون ذلك على حساب حقنا في فلسطين”.

“ميثاق فلسطين”

وأعلنت رابطة إماراتية، الثلاثاء، أن عدد الموقعين على وثيقة بعنوان “ميثاق فلسطين” تجاوز 200 ألف رافض للتطبيع مع إسرائيل.

جاء ذلك في سلسلة تغريدات عبر تويتر لـ”الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع”، تزامنا مع توقيع اتفاقيي تطبيع بين المنامة وأبو ظبي وتل أبيب بالبيت الأبيض.

وقالت الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع: “وصل عدد الموقعين على ميثاق فلسطين إلى أكثر من 200 ألف موقع”.

وكتبت التغريدة تحت هاشتاغ (وسم) #الشعوب_ضد_التطبيع.

وأشارت إلى وجود موقعين إلكترونيين أحدهما باللغة العربية والثاني بالإنجليزية يتيحان التوقيع.

وأضافت: “وقع واحصل على ميثاق فلسطين (نسخة إلكترونية) الذي ينص على نصرة القضية الفلسطينية والوقوف ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني لنقول للعالم أن الشعوب ضد التطبيع”.

وأعلنت خلال دعوتها للتوقيع عن “انطلاق الحملة الشعبية لدعم القضية الفلسطينية ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني”.

ونقلت الرابطة تغريدات عديدة لنشطاء خليجيين وفلسطينين يحثون على التوقيع على الميثاق.

ودشنت الرابطة الإماراتية من مجموعة من المثقفين والأكاديميين المعارضيين خارج البلاد، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 13 من أغسطس/آب الماضي، توصل الإمارات وإسرائيل إلى إتفاق تطبيع بين البلدين.

وتهدف الرابطة إلى مضاعفة حجم الوعي بين صفوف المواطنين للتحذير من خطورة التعاون المتبادل مع إسرائيل.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات