دبلوماسي إسرائيلي يكشف تفاصيل 26 عاما من العلاقات السرية مع الإمارات

يوسف العتيبة (يمين) وجيريمي إيسخاروف (يسار)

قبل 26 عاما، كان السفير الإسرائيلي الحالي في ألمانيا جيرمي إيسخاروف أول دبلوماسي إسرائيلي يلتقي مع مسؤول إماراتي.

ويوم الثلاثاء، احتفي إيساخاروف، بانتقال علاقة بلاده مع الإمارات من “السر إلى العلن” بنشره صورة لنفسه مع السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، خلال حفل توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، في البيت الأبيض.

ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، الخميس، عن إيساخاروف قوله إنه “يعرف يوسف العتيبة منذ سنوات عديدة، خلال هذا الوقت طورنا صداقة شخصية قائمة على الثقة وحسن التقدير والمصداقية المتبادلة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيساخاروف كان أول دبلوماسي إسرائيلي يلتقي مسؤولا إماراتيا قبل 26 عاما.

وقال الدبلوماسي الإسرائيلي: “من النادر جدا في الدبلوماسية أن تتاح الفرصة لرؤية علاقة تتوسع من اتصالاتها الأولية، وأن تكون قادرا على إضفاء الطابع الرسمي عليها في علاقات دبلوماسية كاملة كما فعلنا في حديقة البيت الأبيض”.

والثلاثاء الماضي، كان أول لقاء علني لإيساخاروف بالعتيبة، حيث التقط المسؤولين صورتين “سلفي” واحدة بقناع واقٍ والأخرى بدونه، أثناء وجودهما في البيت الأبيض لحضور مراسم توقيع اتفاق التطبيع بين البلدين.

ونشر الدبلوماسي الإسرائيلي الصورتين على تويتر، وذيلهما بعبارة: “في هذا اليوم بعد سنوات عديدة من الصداقة والاتصالات السرية، يمكننا الآن التقاط الصور معا بدون أقنعة. صديقي العزيز وزميلي السفير يوسف العتيبة، أحد أبرز الدبلوماسيين الذين قابلتهم على الإطلاق”.

وقال إيسخاروف لموقع تايمز أوف إسرائيل “أن تكون قادرا أخيرا على (نزع القناع) عن العلاقة، ولو لفترة وجيزة فقط، هذا هو استكمال لدائرة شخصية تفتح الآن دائرة أكبر بكثير بين بلدينا”.

وقالت الصحيفة إنه في عام 1994، اتصل مستشار أمريكي عمل مع دول الخليج مع إيسخاروف، الذي كان وقتها الرجل الثالث في السفارة الإسرائيلية في واشنطن.

وقال المسؤول الأمريكي إن الإمارات تريد أن تعرف موقف إسرائيل تجاه سعي أبو ظبي لشراء طائرات مقاتلة من طراز F-16 من الولايات المتحدة.

ويتذكر الدبلوماسي الإسرائيلي أن “الإمارات أرادت تجنب الاشتباكات معنا في الكونغرس فيما يتعلق بالاتفاقيات الخاصة بمبيعات الدفاع، وقد قلت: دعونا نجتمع ونناقش”.

وقال الموقع الإسرائيلي إن “إيسخاروف توجه بعد أيام قليلة إلى مكتب المستشار الأمريكي والتقى بأكاديمي إماراتي يدعى جمال السويدي، الذي أسس في ذلك الوقت مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث مدعوم من الحكومة ترأسه حتى وقت سابق من هذا العام”.

وأضاف أن “السويدي كان أيضا مستشارا رفيع المستوى لمحمد بن زايد، نجل الأب المؤسس لدولة الإمارات، والزعيم الفعلي للبلاد حاليا”.

وقال إيسخاروف “لقد التقينا للمرة الأولى وتدفقت المحادثات، عن العديد من الأشياء المختلفة، أصبح من الواضح بسرعة كبيرة أن المحادثة كانت تكشف الكثير من الأفكار والمصالح المتشابهة التي شاركناها”.

وقال عن اجتماعه مع السويدي عام 1994 “حسب علمي، كانت هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها دبلوماسي إسرائيلي، محادثة مع مسؤول من الإمارات”.

وأضاف “توغلت المحادثات في قضايا أوسع، لتوسيع المحادثة بيننا، لقد أشعلت الأمل في أن يتطور هذا بالتأكيد، في الوقت المناسب، إلى شيء أعمق، لم أكن متوهما أن هذه ستكون عملية سريعة جدا، لكنني شعرت حقا أنه يمكن أن يؤدي إلى شيء جوهري للغاية”.

وأشار إلى أنهما التقيا عدة مرات، وبدءا في تطوير علاقة ثقة متبادلة.

وقال المسؤول الإسرائيلي “أحد أهم الأشياء في مثل هذه المناقشات هو أن تكون حذرا للغاية، وأن تكون قادرا على الحفاظ على مصداقيتك”.

وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أنه “في نهاية المطاف، حصل الإماراتيون على طائرات F-16”.

وقال إيسخاروف لمجلة دير شبيغل الألمانية، في وقت سابق من هذا العام “أتذكر اجتماعا لرئيس الوزراء (الراحل) اسحق رابين في البنتاغون، وقال رابين: لن نعترض”.

وأضاف “كانت خطوة دبلوماسية أنشأت الثقة، لفتح حوار أكثر استدامة من خلال وسائل أخرى”.

وأشار “تايمز أوف إسرائيل” إلى أنه “على مر السنين، التقى إيسخاروف بالعديد من المسؤولين في الإمارات”.

وقال ايسخاروف “في الغالب، شعرت أن هناك نوعا من العطش على كلا الجانبين لفهم أفضل لموقف الآخر في مجموعة واسعة من الموضوعات، تحدثنا عن القضايا التي شكلت تحديا مشتركا لكلا البلدين”.

وأضاف “بمرور الوقت تحدثنا عن أشياء مختلفة كثيرة، سواء كانت إيران- الجانب النووي، التهديد الصاروخي وتدخله في المنطقة – أو الوضع في سوريا أو مصر أو الأردن، لقد وجدنا أننا، بشكل عام، ننظر إلى الأشياء بطريقة متشابهة جدا”.

وتابع إيسخاروف “لم أشعر أبدا أنهم كانوا يحاولون الحصول على شيء منا، أو أننا نحاول الحصول على شيء منهم، لقد كان الأمر يتعلق بتبادل التقييمات والأفكار حول كيفية مواجهتنا لهذه التحديات”.

المصدر : الأناضول