“البلاد تعاني”.. بايدن يرسم صورة قاتمة للأزمة الصحية والاقتصادية المتفاقمة في أمريكا

الرئيس الأمريكي بايدن يتحدث عن خطط إدارته للتعامل مع الأزمة الاقتصادية (رويترز)

رسم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن الجمعة صورة قاتمة للأزمتين الاقتصادية والصحية “المتفاقمة” في الولايات المتحدة.

ووقع بايدن أولى الأوامر التنفيذية، واعدا بتقديم مساعدة فورية لملايين الأمريكيين العاطلين من العمل.

وقال بايدن إن الولايات المتحدة “تعاني”، حاضا الديمقراطيين والجمهوريين على “التحرك سريعا”.

وتوقع الرئيس الأمريكي أن يسفر كورونا عن أكثر من 600 ألف وفاة في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضررا في العالم بسبب الجائحة.

وقال خلال مؤتمر صحفي “انتشار الفيروس يتفاقم. عدد الوفيات الآن 400 ألف، ويتوقع أن يتجاوز 600 ألف”، معطيا أعلى حصيلة وفيات متوقعة جراء تفشي الفيروس في الولايات المتحدة.

عمال ينقلون الجثث في مدينة إلباسو بولاية تكساس (ر ويترز)

وأضاف بايدن “العائلات تعاني الجوع. الناس معرضون لخطر إخلاء منازلهم. خسارة الوظائف ترتفع مجددا. علينا التحرك”.

ووقع سلسلة قرارات تستهدف مكافحة الأزمة الغذائية التي تطال ملايين الأمريكيين.

وجاء كلام بايدن في وقت تجاوزت الوفيات بسبب الفيروس 410 آلاف في الولايات المتحدة، إضافة إلى 24.6 مليون إصابة مؤكدة منذ بدء الجائحة.

أزمة غذائية

وطرح الرئيس الأمريكي سبل معالجة أحد أبرز تجليات الأزمة الاقتصادية الناجمة عن وباء كوفيد-19 وهي الأزمة الغذائية، عبر التعهد بمساعدات فورية لملايين الأمريكيين العاطلين من العمل وغير القادرين على تأمين لقمة العيش، والذين تكتظ بهم بنوك الطعام.

وبانتظار تصويت الكونغرس على خطة المساعدة الهائلة الطارئة البالغة قيمتها 1900 مليار دولار، والتي كشف عنها الأسبوع الماضي، سيصدر الرئيس الديمقراطي مرسومين، الأول يهدف إلى زيادة المساعدة الغذائية في البلاد لمواجهة إحدى أسوأ الأزمات في تاريخها الحديث، والثاني يستهدف تعزيز الحقوق الاجتماعية للعاملين في وكالات فدرالية.

وأشار براين ديز، مدير المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، خلال مؤتمر صحفي، إلى أن “نحو 30 مليون أمريكي يعانون عدم امتلاكهم ما يكفي من الطعام”.

وأضاف أن “ذلك يتضمن راشداً أسود أو لاتينيا من أصل 5 بحسب تحقيق جديد”، موضحاً أنه بالإجمال يعاني منزل واحد من أصل 7 صعوبات في الحصول على غذاء كاف.

ولا يملك حالياً 12 مليون طفل ما يكفي من الطعام في الولايات المتحدة حيث توفر المدارس وجبات يومية للتلاميذ المتحدرين من عائلات فقيرة.

وفي المدن، ازداد حجم صفوف الانتظار أمام المراكز التي تقدم حساء يوميا، فيما اكتظت بنوك الطعام بالناس، حتى في الضواحي الميسورة في العاصمة واشنطن.

وسيطلب بايدن من وزارة الزراعة توسيع وتسهيل برنامجها لمساعدة الأشخاص والعائلات ذوي الدخل المحدود أو المعدوم، الذي استبدل نظام البطاقات الغذائية سابقا والذي كان يتيح للعائلات ذات الدخل المحدود التزود بالسلع الغذائية الأساسية من متاجر معتمدة.

وسيجري رفع قيمة البطاقة الإلكترونية التي استبدلت التذاكر الغذائية (وقيمتها بين 1 و5 و10 دولارات)، بنسبة 15% “لتعكس بشكل صحيح ثمن الوجبات” بفعل إغلاق المدارس. وحاليا، توفر البطاقة الإلكترونية 5.7 دولارا في اليوم عن كل طفل في المدرسة.

مساعدات غير كافية

وقال براين ديز إن “تلك خطوات ملموسة وستساعد العائلات التي تحتاج إلى الدعم من الآن”، مضيفا “هي ليست كافية لحل الأزمة الغذائية التي نواجهها”.

وأضاف المسؤول “من هنا ضرورة وضع خطة إنقاذ للاقتصاد” يفترض ان تنطلق المفاوضات بشأنها في الكونغرس قريبا.

وفيما خسر عدد من الأمريكيين وظائفهم أو باتوا بدون دخل، تريد إدارة بايدن أيضا ضمان أن تصل الشيكات المباشرة التي صوت عليها الكونغرس إلى العائلات الأكثر حاجة إليها.

وبحسب المجلس الاقتصادي الوطني، “يواجه عدد كبير من الأمريكيين صعوبات في تلقي الدفعة الأولى من المدفوعات المباشرة ولم تتلق نحو 8 ملايين أسرة تتوفر لديها الشروط بعد المدفوعات التي صدرت في مارسم آذار”.

ومن شأن المرسوم الثاني الذي سيصدره بايدن تحسين الشروط الاجتماعية للعاملين في الوكالات الفدرالية.

الرئيس بايدن يوقع أوامر تنفيذية متعددة داخل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض (رويترز)

وسيصدر بايدن مرسوما “في الأيام الـ 100 الأولى” من ولايته يرغم المتعاقدين الخاصين على دفع راتب بقيمة 15 دولاراً بالساعة كحد أدنى وأن يضمنوا لموظفيهم “عطلة طارئة مدفوعة”.

وعلق المجلس الوطني الاقتصادي في مذكرة قائلا إن “تلك التدابير تساهم في جعل الحكومة الفيدرالية مثالا لأصحاب العمل وإعادة الحماية الاجتماعية للموظفين الدائمين المهمين جداً للبلاد”.

ومن بين التدابير الاقتصادية العاجلة، أصدر بايدن مرسوما بفرض إرجاء المهل النهائية لطرد مستأجرين لم يدفعوا مستحقات المنازل التي يقطنونها.

ويعيش نحو 18 مليون أمريكي على إعانات البطالة. ويفترض تمديد العمل بهذه التدابير حتى سبتمبر/ أيلول، بالإضافة إلى إمكان أخذ إجازة مرضية مدفوعة حال الإصابة بكوفيد-19.

وفي ديسمبر/ كانون الأول، ارتفعت البطالة إلى نسبة 6.7%، أعلى بكثير من نسبة 3.5% التي سجلت العام الماضي قبل ظهور الوباء.

واتخذ بايدن الخميس سلسلة مراسيم لمواجهة الوباء. وهو يكرر منذ أشهر أن هزيمة الوباء شرط أساسي لاستعادة الاقتصاد عافيته.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية